Share

شبكة الجيل الخامس، الذكاء الاصطناعي ومستقبل بيئة العمل

هل الذكاء الاصطناعي هو الحل لدعم شبكات الهاتف المحمول 5G؟
شبكة الجيل الخامس، الذكاء الاصطناعي ومستقبل بيئة العمل
شبكة الجيل الخامس

تتقدم دولة الإمارات بكامل قوتها نحو شبكة الجيل الخامس (5G)، حيث تحتل أبوظبي المرتبة الأولى بين أسرع المدن في تبني شبكات الجيل الخامس على مستوى العالم. وفي حين أن الـ5G تعد بآفاق أفضل لإمكانية الوصول والراحة، لكن من المهم فهم ما هو المطلوب لضمان نجاحها.

تتطلب الطبيعة المعقدة لشبكات الجيل الخامس الجوّالة ضمانًا للخدمة على مستوى لا يمكن للبشر تحقيقه بمفردهم، سواء تعلق الأمر بالأمن السيبراني أو بالتطبيقات التي تم تخصيصها لتغيير التفاعل بين الشركات والعملاء أو تشخيصات الشبكة. وبالتالي، فإن الذكاء الاصطناعي (AI) هو الحل لدعم شبكات الهاتف الجوّال الجيل الخامس.

وفي مقابلة حصرية مع غوراف موهان، نائب الرئيس للمبيعات في جنوب آسيا والشرق الأوسط، نت سكاوت (NETSCOUT) سألناه ما يلي:

هل يمكنك أن توضح لنا التقدم الحاصل لشبكة الجيل الخامس في الإمارات والمنطقة؟

 

ستمثل اتصالات الجيل الخامس 20 في المئة من جميع الاتصالات الجوّالة بحلول عام 2025. يستثمر مشغلو الشبكات الإقليمية بشكل كبير في بنية الجيل التالي من الجيل الخامس. بالإضافة إلى ذلك، تنوي ست من كل عشرة شركات في الشرق الأوسط الاستثمار في شبكات الجيل الخامس. وقد كانت منطقة الشرق الأوسط واحدة من أولى المناطق في العالم التي استعدت لشبكة الجيل الخامس، مع توفر شبكات الجيل الخامس الجوّالة تجارياً في منتصف عام 2019 والخدمات اللاسلكية الثابتة في عام 2018.

في الواقع، احتلت الإمارات في العام 2019 المرتبة الأولى عربياً والرابعة عالمياً في إطلاق ونشر شبكات الجيل الخامس. علاوة على ذلك، تعد سرعات الشبكة في الإمارات من بين الأسرع على مستوى العالم. ويبشر إدخال الاتصالات اللاسلكية 5G بعصر جديد من الاتصال بالشبكة من شأنه أن يحول العديد من جوانب الأعمال وحياتنا الشخصية نحو الأفضل.

ما هي التحديات التي يمكن أن تواجهها المؤسسات أثناء تطبيق الـ5G؟

 

يعد نظام الـ5G أكثر تعقيدًا بكثير من الأجيال السابقة من التكنولوجيا، إذ أنه بحاجة إلى ضبط نوعي لمختلف عناصر السيشن بدءًا من الموقع إلى نسخة إصدار البرنامج ونوع الجهاز وما إلى ذلك. علاوة على ذلك، ومن منظور الأمن السيبراني، ولأن الشبكة أصبحت الآن لامركزية، فإن الهجوم سيكون أكثر اتساعًا، ويصعب الدفاع عن التطبيقات لأنها موجودة على “الحافة”، لذلك قد تزداد محددات الهجوم بشكل كبير.

بالإضافة إلى ذلك، تولّد شبكات الجيل الخامس كميات هائلة من البيانات، مما يدفع لإيجاد قيمة للشركة باستمرار من أجل تعزيز تجربة المستهلك، الأمر الذي من شأنه تحسين الإطار التشغيلي الحالي للشركة وزيادة العائد على الاستثمار.

وفقاً للأبحاث، ستتضاعف كمية البيانات التي ستنشأ من جرّاء تقنية الـ5G. فالنقص في علماء البيانات في الولايات المتحدة وحدها سيصل إلى ربع مليون بحلول عام 2030. ببساطة، ستجلب شبكة الجيل الخامس بيانات بمعدل لا يستطيع البشر مواكبتها. وفي إطار الحلول لهذه الأزمة، يأتينا الذكاء الاصطناعي (AI)  لسد هذه الفجوة.

 

لماذا يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى الجيل الخامس لينجح. وكيف تعمل هاتين التقنيتين معًا؟

 

قليلة هي التقنيات التي تكمل بعضها البعض مثلما يفعل الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس، والجوهر وراء وذلك هو البيانات. يمكننا أن نشبّه5G  كخرطوم بيانات يمكن للذكاء الاصطناعي تحليله والتعلم منه بسرعة لخلق تجارب فريدة للعملاء تلبي احتياجات المستخدمين المتنوعة.

يحتاج تعقيد نظام الـ5G إلى مستوى من ضمان الخدمة لا يمكن تحقيقه من خلال القوى العاملة فقط. هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي الذي سيعمل على دعم شبكات الهاتف الجوّال من الجيل الخامس بطرق مختلفة، بدءًا من تشخيص الشبكة، مروراً بالأمن السيبراني، وصولًا إلى التطبيقات المصممة التي ستغير بشكل كبير كيفية تفاعل الشركات والمستهلكين. إن التعرف البشري وحده لن يتغلب على تعقيد شبكات 5G بالسرعة أو الدقة كما يريد الذكاء الاصطناعي. لقد تقدم لدرجة أن الشبكات يمكن أن تكون استباقية، وهو أمر بالغ الأهمية لتحقيق الهدف النهائي لشبكات الهاتف الجوّال العالمية على مستوى المؤسسات.

فضلاً عن ذلك، يعد الأمن السيبراني مجالًا سيحظى فيه الذكاء الاصطناعي بأهمية قصوى في سبيل نجاح شبكة الجيل الخامس. نظرًا لأن الشبكة لا مركزية، ستكون عرضة أكثر للهجوم، حيث يتم وضع التطبيقات عند “الحافة” بما يصعب حمايتها. نظرًا للتطبيقات الحساسة للغاية التي سيتم الوثوق بها من خلال شبكة 5G، فإن امتلاك الذكاء الاصطناعي لاكتشاف أي تدّخل يعد أمرًا بالغ الأهمية.

 

كيف يفيد التعاون بين الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس بإطار يومي المؤسسات؟

 

من نواحٍ عديدة، سيستفيد الذكاء الاصطناعي من شبكات الجيل الخامس من خلال أتمتة العمليات الروتينية التي تستغرق وقتًا طويلاً.

من خلال أتمتة الأنشطة المتكررة، سيمكّن الذكاء الاصطناعي مزودي الخدمات والشركات والأعضاء الآخرين في نظام 5G من توظيف الموارد المدربة تدريباً عالياً بشكل أفضل.

نظرًا للتغيرات الهائلة في متطلبات خدمة الشبكة والعمليات التشغيلية الناتجة عن جائحة كورونا العالمية، أصبحت العمليات عن بُعد بالغة الأهمية.

يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة الوظائف المملة وتحسين التنسيق شخصيًا أو عبر الإنترنت، مما يجعل شبكات الـ 5Gقابلة للتطوير في مكان العمل في المستقبل.

 

ما هي بعض الصعوبات المحتملة التي يمكن أن تواجهها المؤسسات عند استخدام الذكاء الاصطناعي في شبكات الـ5G؟

 

ينبغي أن تدرك المؤسسات أنه قد تكون هناك بعض المطبات في الطريق أثناء التنفيذ، حيث يجب أن تكون مستعدة للتخفيف من المخاطر التي تشكلها التحولات الثقافية.

الأستعداد من حيث تغيير الموظفين لأدوارهم في العمل، إضافة إلى التقنيات الناشئة وأهمية مراقبة شبكات المؤسسات لضمان الرؤية الشاملة في الوقت الفعلي لجميع القطاعات ذات الصلة.

هذا بدءًا من أنواع الخدمات كالفيديو وإنترنت الأشياء، وصولاً إلى تصنيفات السحابة المتناقضة كالعامة والحافة وغيرها.

من أجل تحقيق أقصى استفادة من الـ5G، يتعيّن على الشركات البحث عن بائع يتمتع بفهم عميق للمجال يمكنه مساعدتها على دمج الذكاء الاصطناعي في الشبكات.

باختصار، من نافذ القول أن الـ5G هي تقنية فريدة تتطلب محركًا فريدًا بنفس القدر مثل الذكاء الاصطناعي. ينبغي أن يعتمد المزودون والشركات على البيانات التي تنبثق عن كل سيشن للحد من التهديدات على الفور. مما لا شك فيه أن ضمان تجربة سلسة للجيل الخامس سيكون أمرًا صعبًا، لكن هذا ممكن إذا مزجنا بين ذكاء الإنسان والكمبيوتر.