Share

حركة الأسواق المالية حول العالم في أسبوع 28 مارس

انقلاب منحنى عائد السندات الأميركية في مؤشر على ركود محتمل في العام أو العامين القادمين
حركة الأسواق المالية حول العالم في أسبوع 28 مارس
أسواق المال

ذكر التقرير الأسبوعي الصادر عن اتحاد أسواق المال العربية أن عائدات السندات الأميركية استأنفت مسارها التصاعدي خلال الأسبوع الماضي، وتحديداً يوم الجمعة، مع انقلاب جزء رئيسي من منحنى عائد سندات الخزانة الأميركية مرة أخرى، وذلك في مؤشر على علامات التضخم المستمر.

ويُنظر إلى هذا الانقلاب في منحنى العائد، عندما ترتفع العوائد قصيرة الأجل بالمقارنة مع العوائد الأطول أجلاً، على أنه مؤشر على ركود اقتصادي محتمل في العام أو العامين القادمين.

من ناحية أخرى، أنهت أسعار النفط الأسبوع بأكبر انخفاض أسبوعي لها منذ عامين، قبيل اجتماع الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية والذين ناقشوا احتمال الإفراج عن احتياطيات النفط الطارئة إلى جانب إصدار ضخم لاحتياطي النفط من قبل الولايات المتحدة. عليه، استفاد الدولار الأميركي من تدفقات الملاذ الآمن وتوقعات ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية مقابل سلة من العملات الأخرى، ليرتفع مؤشر الدولار إلى 98.5.

انقلاب عوائد سندات الخزانة الأميركية مما قد يشير إلى ركود في الأفق

 

انقلبت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين و 10 أعوام يوم الخميس، وذلك للمرة الأولى منذ العام 2019، مما أرسل إشارة تحذير محتملة بأن الركود الاقتصادي قد يكون في الأفق. وهذه الظاهرة تعني أن عائد السندات لأجل عامين أعلى الآن من عائد السندات لأجل عشر سنوات، بعد أن تسببت بيانات الوظائف في ارتفاع العوائد قصيرة الأجل بوتيرة أسرع من العوائد طويلة الأجل، حيث يلجأ المستثمرون من سندات الخزانة قصيرة الأجل لصالح سندات الحكومية أطول أجلاً نتيجة المخاوف بشأن صحة الاقتصاد. وقد انقلب منحنى العائد على سندات العامين و10 أعوام ليلة الخميس، ثم عاد إلى حالته الطبيعية قبل أن يتسبب تقرير الوظائف صباح الجمعة في ارتفاع العوائد قصيرة الأجل بوتيرة أسرع من العوائد طويلة الأجل، وفق الدكتور فادي قانصو، مدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية.

يوم الجمعة، ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 5 سنوات 14 نقطة أساس إلى 2.559 في المئة، في حين انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 30 عاماً نقطة أساس واحدة إلى 2.433 في المئة. تم انقلبت عوائد السندات لأجل 5 سنوات و30 عاماً يوم الاثنين وذلك للمرة الأولى منذ العام 2006.

على الصعيد الاقتصادي، توسّع عدد الوظائف غير الزراعية الأميركية بمقدار 431,000 في الشهر، بينما بلغ معدل البطالة 3.6 في المئة، حسبما أفاد مكتب إحصاءات وزارة العمل الأميركية يوم الجمعة، في وقت كان الاقتصاديون الذين شملهم الاستطلاع من قبل داو جونز يبحثون عن 490,000 في جداول الرواتب و3.7 في المئة لمستوى البطالة. لكن، وعلى الرغم من أن البيانات قد أظهرت اقتصاداً قوياً في الوقت الحالي، لكن المستثمرين قلقون من أنه سيعطي أيضاً الضوء الأخضر لمجلس الاحتياطي الفدرالي لمتابعة خطته القوية لرفع أسعار الفائدة في كل اجتماع هذا العام، في وقت من المتوقع أن تؤدي هذه الزيادات في الأسعار في النهاية إلى إبطاء عجلة الاقتصاد على المدى الطويل.

تراجع الأسهم

 

تراجعت الأسهم الآسيوية يوم الجمعة بعد أكبر انخفاض فصلي في الأسهم العالمية في عامين، حيث يخشى المستثمرون من تأثير الحرب الروسية الأوكرانية وتزايد مخاطر الركود. وفي انعكاس للمزاج الحذر نتيجة اضطرابات العرض وارتفاع تكاليف المواد الخام، وصلت ثقة الأعمال اليابانية إلى أدنى مستوى لها في تسعة أشهر في الربع الأول وفقاً لمسح أجراه بنك اليابان، حيث أشارت الشركات إلى أنها تتوقع أن تزداد الظروف سوءًا. في موازاة ذلك، سجل مؤشر MSCI للأسهم العالمية والأسهم الأمريكية والأوروبية أكبر انخفاضات ربع سنوية منذ تفشي وباء COVID-19 في الاعام 2020 في الربع المنتهي في 31 مارس. ويخشى المستثمرون هنا أن يدفع الارتفاع الملحوظ في أسعار السلع بالبنوك المركزية إلى زيادات كبيرة في أسعار الفائدة، مما قد يؤدي إلى حدوث ركود اقتصادي، وفق قانصو.

أسعار النفط  تتراجع مع اتفاق الدول على إطلاق الاحتياطيات من النفط

 

تراجعت أسعار النفط بنسبة 7 في المئة لتغلق فوق 100 دولار بقليل يوم الخميس حيث أعلن الرئيس جو بايدن عن أكبر إصدار على الإطلاق من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الاميركي بإطلاق مليون برميل يومياً لمدة ستة أشهر بدءاً من شهر مايو/ايار، في وقت دعا شركات النفط لزيادة الحفر لزيادة العرض.

يوم الجمعة، كان كلّ من العقدين القياسيين يتجهان إلى خسارة أسبوعية بحوالي 13 في المئة، وهي الأكبر في عامين، حيث وافق أعضاء وكالة الطاقة الدولية على الانضمام إلى أكبر إصدار لاحتياطيات النفط الأميركية على الإطلاق، لكنهم لم يتفقوا على أحجام أو التزامات كل بلد في اجتماعهم الطارئ. واستقرت أسعار خام برنت والخام الأميركي على انخفاض بنحو 13 في المئة في أكبر انخفاض أسبوعي لهما، عند 104.4 دولارات للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 99.3 دولاراً للبرميل.

هذا واتفقت “أوبك” وحلفاؤها، بمن فيهم روسيا، يوم الخميس على زيادة أخرى متواضعة في إنتاج النفط شهرياً، مقاوِمة الضغوط لضخ المزيد، مع خطط لزيادة 432 ألف برميل يومياً عن المستوى المستهدف للإنتاج في مايو/أيار على الرغم من الضغوط الغربية لإضافة المزيد. وقاومت المنظمة دعوات متكررة من الولايات المتحدة ووكالة الطاقة الدولية لضخ مزيد من الخام لتهدئة الأسعار التي قفزت بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق بعد أن فرضت واشنطن وبروكسل عقوبات على موسكو عقب غزوها لأوكرانيا.

في موازاة ذلك، وبينما كانت وكالة الطاقة الدولية تعمل على إصدار مخزون جديد، قررت “أوبك+” التوقف عن استخدام بيانات وكالة الطاقة الدولية، واستبدالها بتقارير من شركتي Wood Mackenzie و.Rystad Energy

أسعار الذهب تتراجع مع تعزّز الدولار والعوائد على خلفية بيانات الوظائف الأميركية القوية

 

تراجعت أسعار الذهب يوم الجمعة مع تماسك عوائد الدولار والخزانة بعد صدور تقرير قوي للوظائف الأميركية رفع التوقعات بشأن رفع أسعار الفائدة بقوة، على الرغم من أن الأزمة الأوكرانية والمحادثات بشأن المزيد من العقوبات ضد روسيا دعمت الطلب على الملاذ الآمن. فالدولار الأميركي القوي يجعل الذهب أقل جاذبية لأصحاب العملات الآخرين، بينما تزيد العائدات المرتفعة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك غير المدفوعة. عليه، انخفض سعر الذهب الفوري عند ,917.6 دولاراً للأونصة، وانخفضت عقود الذهب الأميؤكية الآجلة إلى 1920.3 دولاراً للأونصة. والجدير بالذكر أن الذهب كان يتجه يوم الخميس نحو أكبر مكاسب ربع سنوية له منذ الارتفاع الذي قاده الوباء في منتصف العام 2020، حيث عززت المخاوف بشأن ارتفاع أسعار المستهلكين والأزمة الأوكرانية من جاذبية السبائك كملاذ آمن، وفق قانصو.

في المقابل، انخفض سوق العملات المشفرة العالمي بشكل حادّ يوم الجمعة وسط مخاوف التضخم المستمرة والتصويت غير المؤاتي من قبل الاتحاد الأوروبي على تشريعات العملة المشفرة. كما أدى الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا إلى جانب عمليات البيع في أسواق الأسهم إلى إضعاف الرغبة في المخاطرة لدى المستثمرين.

وعليه، تراجعت جميع العملات المشفّرة في الساعات الأولى من يوم الجمعة، لتنخفض عملة Shiba Inu بأكثر من 10 في المئة، في حين انخفضت كل من Terra وDogecoin وAvalanche وCardano بنسبة 7 في المئة لكل منها. كما انخفضت عملتا Bitcoin وEthereum بنسبة 5 في المئة لكل منهما. لتتراجع القيمة السوقية العالمية للعملات المشفرة إلى 2.04 تريليوني دولار في انخفاض وصل إلى 6 في المئة يوم الجمعة.