Share

أصحاب الهمم في المنطقة… فرسان لبناء لمستقبل أفضل

باتت الحكومات تعمل على دمجهم في سوق العمل لما لديهم من قدرات
أصحاب الهمم في المنطقة… فرسان لبناء لمستقبل أفضل
أصحاب الهمم

أكثر من مليار شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة أو أصحاب الهمم يعيشون في هذا العالم، أي ما يقارب 15 في المئة من نسبة سكان العالم. في حين يُصاب 80 في المئة منهم بين سن 18 و 64، وهو متوسط سن العمل لمعظم الناس، وبالتالي هم أكثر عرضة بنسبة 50 في المئة للبطالة.

ولكن كثير من الحكومات باتت تعمل على دمجهم في سوق العمل لما لديهم من قدرات على التفوق على صعوباتهم على صعيد سير العمل والانتاجية، من خلال الاستفادة من الصفات التي يتمتع بها هؤلاء ، مثل الإبداع والقدرة على حل المشاكل والولاء لعملهم.

اختلاف الحالات

 

وتختلف حالات هؤلاء الاشخاص باختلاف المرض أو الخلل في وظائف الجسم، فمنها:

  • الجسدي (الخلل الوظيفي في الجهاز العضلي، والجهاز العصبي، والقلب، والدورة الدموية وأجهزة الجسم التنفسي)
  • الاضطراب العقلي (الفصام والخوف…) والاضطرابات العاطفية والرهاب والاكتئاب)
  • الإدراك (إصابات الدماغ والخرف)
  • الحسي (فقدان البصر أو العمى والسمع)
  • فكري أو تنموي (أقل من المتوسط ​​العام للوظيفة الفكرية). 

قوانين الدمج

 

تلعب دول مجلس التعاون الخليجي دور المشجع الأساسي لأصحاب الهمم للانخراط في المجتمع وسوق العمل. فقد أقرت قوانين تحمي حقوقهم وتحدد واجباتهم تجاه عملهم ومجتمعهم.

توفر دولة الإمارات فرص توظيف متكافئة وعادلة للمواطنين من أصحاب الهمم في القطاعين العام والخاص من ضمن القانون الرقم 29 الذي أقرته في العام 2006.

أما في السعودية، فتُعنى الحكومة بتوفير الحياة الكريمة لكافة سكّانها من مواطنين ومقيمين، مع الأخذ في الاعتبار احتياجات مختلف الفئات. وهو ما يفسر غياب أي تشريع يستثني أصحاب الهمم من الحق في الوظيفة العامة والحصول على المرتب المساوي لمرتبات الآخرين.

وقد أثبت اصحاب الهمم الذين برزوا وتفوقوا على إعاقتهم والصعوبات أن “الإعاقة في الفكر وليست في الجسد”.

وفي ما يلي 5 من أصحاب الهمم في المنطقة اشتهروا باختصاصهم:

خالد بن أحمد العبيد

 

السعودي خالد بن أحمد العبيد يشغل مدير إدارة المسؤولية الاجتماعية بفرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية.

تفوّق الشاب السعودي على صعوباته الجسدية بعد تعرضه لحادث مروري جعله مقعدًا تماماً ومنعه من الحركة وهو في عزّ شبابه، ولكن طموحه كان أكبر من صعوباته فقام بتصميم أول قائمة طلبات طعام على مستوى منطقة الشرق الأوسط للمكفوفين.

كما قام بالكثير من النشاطات والملتقيات، التي تخص توعية الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم، وساهم أيضاً في تخصيص أيام معينة في السنة لتوظيف المعوقين، وحاز على المركز الأول كصاحب أفضل تجربة لشاب خليجي يستطيع تغيير حياته إلى الأفضل. 

عمار بوقس

 

عمار بوقس واسمه الكامل عمار بن هيثم بن عبد الله بوقس هو كاتب وصحافي سعودي متخصص بمجال الرياضة والاجتماع ولد في ولاية ويسكونسن في الولايات المتحدة الأمريكية بمرض ويردنِغ هوفمان، وهو من أنواع أمراض ضمور العضلات الشوكي.

استطاع عمار أن يكمل تعليمه ويصبح كاتباً صحفياً وسمي لذلك باسم “قاهر المستحيل” لقهره ظروف إعاقته وتغلبه عليها.

عبدالسلام زعرب

 

حرص الشاب الأصم الفلسطيني المقيم في الشارقة عبد السلام زعرب، 29 عاماً، على نشر لغة الإشارة من خلال مشروعه الخاص، والمعني بكتابة أسماء الناس بلغة الإشارة على قمصان ذات تصاميم عصرية.

وبعد التفاعل اللافت من المتابعين عبر إنستغرام وكذلك الزبائن، انتقل لمرحلة إعداد وتقديم ورشات عمل لتعليم لغة الإشارة العربية والأمريكية.

بدأ زعرب فكرة مشروعه بعد تخرجه من جامعة الشارقة، كلية إدارة الأعمال تخصص تسويق ونظم معلومات إدارية، معتبراً إياه مصدر دخله الوحيد آنذاك، لا سيما أنه واجه صعوبات بالتواصل مع الآخرين لعدم إتقانهم لغة الإشارة. 

نورا البلوكي

 

آمنت الشابة الإماراتية نورة البلوكي بنفسها ، فانعكس ذلك على من حولها، الذين آمنوا بقدراتها، فانطلقت من كرسيها المتحرك لتصبح مديرة لمنصة “محتوى همم” في أبوظبي للإعلام.

وباتت البلوكي لـ”أصحاب الهمم”، ملهمة ومصدر أمل للكثيرين. فتطمح إلى تطوير “محتوى همم”، وجعلها منصة رائدة في عربياً وعالمياً، عن طريق خلق بيئة عمل شاملة تدمج من خلالها جميع أفراد المجتمع، وتوظيف “أصحاب الهمم” للعمل فيها وتدريبهم على أن يكونوا إعلاميين بارزين، وقادرين على الكتابة عن القضايا التي تمثلهم بأنفسهم.

وفي لمحة سريعة عن حياتها وصعوباتها، عانت عندما كانت في التاسعة من عمرها ، من حالة وراثية نادرة تسمى اعتلال الأعصاب المزمن المزيل للميالين المناعي(CIPD). تسبب في ضعف الوظيفة الحسية في الساقين والذراعين. وبعد العلاج الكيميائي، تمكن الأطباء من تثبيت المرض، وبتشجيع من والديها، عادت نورا إلى دراستها لتصبح اليوم ملهمةً.

عمار الحطالي

 

عانى عمار الطحالي لسنوات من “الضمور العضلي” الذي منعه من الحركة بحريّة، ولكن هذا لم يحبط عزيمته بل خلق من وضعه الصحي فسحة أمل أضاءت حياته، واستعاض عن قلة حركته بجودة بصره فنادراً ما تراه دون كاميرته الخاصة.

لقد اهتم عمار الحطالي منذ زمن في رؤية المناظر الطبيعية واعتاد النظر إلى وجوه الناس الذين صادفهم أثناء أسفاره إلى لندن وغيرها من دول أوروبا، وهو في سن الرشد ابدى عمار رغبته في تحقيق حلمه بأن يكون مصوراً فوتوغرافياً فراح يشاهد مقاطع تعليم التصوير على يوتيوب ليثقف نفسه بعد أن ابتاع أول كاميرا احترافية له، وعمار الآن يعيش مع عائلته في أبو ظبي ومتطوعاً مع مؤسسة سدرة.