Share

أضواء على “صالة العرض”: رؤية رجل واحد للتّنقّل في المستقبل

الجرأة والمرونة والابتكار هي العوامل الرّئيسة لإرث "المسعود للسيارات"
أضواء على “صالة العرض”: رؤية رجل واحد للتّنقّل في المستقبل
عرفان تانسيل، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة "المسعود للسيارات"

من المعروف أنّ عرفان تانسيل، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة “المسعود للسيارات”، من عشّاق السّيّارات. يتمتّع تانسيل بخبرة تزيد عن 40 عامًا ضمن ثلاث قارّات، وهو حاصل على بعض من أهمّ الجوائز الإقليميّة والدّوليّة لقيادته الملهمة كرئيس تنفيذيّ وصاحب رؤية.

تعمل شركة “المسعود للسيارات” بصفتها الوكيل المعتمد لسيّارات شركات “نيسان” و”إنفينيتي” و”رينو” في أبوظبي والعين والمنطقة الغربيّة لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة.

يسعى تانسيل بلا هوادة إلى ثقافة التّميّز. وقد حصلت الشركة، بقيادته لها، على العديد من الجوائز، آخرها جائزة “نيسان العالميّة لخدمات ما بعد البيع” لعام 2021 الماليّ. وهذه هي السّنة الثّانية على التّوالي التّي تُمنح فيها شركة “المسعود السيارات” هذه الجائزة عن تجاوز أهداف أعمال ما بعد البيع في شركة “نيسان” وتفوّقها على الوكلاء الآخرين دوليًّا ضمن فئتها.

وقد طرحت مجلة “إيكونومي ميدل إيست” على تانسيل العديد من الاسئلة، وكان الحوار الآتي:

ما هي أحدث الاتّجاهات الّتي تسمح لصناعة السّيّارات؟

 

يتمّ ضخّ المليارات سنويًّا في قطاع التّكنولوجيا والاتّصالات والتّشغيل الآليّ الذّكيّ، وقد أدّى وصول الصّناعة  (Industry 4.0) إلى إعادة تشكيل صناعة السّيّارات في وقتنا هذا.

في رأيي، تتّجه صناعة السّيّارات نحو اتّجاهيْن رئيسيْن: التّبنّي السّائد للسّيّارات الكهربائيّة والسّيّارات ذاتيّة القيادة. سيظهر هذان الاتّجاهان أيضًا في خدمات التّنقّل الجديدة مكوكات المياه الكهربائية أو ربّما حتّى طائرات الأجرة ذاتيّة القيادة.

لكي تتوفّر الكهرباء في كلّ مكان، ثمّة حاجة ماسّة إلى بنية تحتيّة لدعم اعتماد المركبات الكهربائيّة، إذ تعتبر غالبيّة المركبات الكهربائيّة حاليًّا مركبات فاخرة، أغلى سعرًا ممّا يطلبه الكثيرون. وبهدف اكتساب قوّة دفع في هذا الاتّجاه، يجب أن يلحق القطاع بذلك كما عليه مراعاة السّعر المناسب للعملاء المحتملين. من المتوقّع أن نجد حلًّا لهذه المشكلة خلال العاميْن أو الثّلاثة أعوام القادمة وذلك من خلال تحسين البطّاريّات.

وأصبحت أيضًا إمكانيّة استقلاليّة السّيّارات في قيادتها حقيقة واقعيّة بفضل تعاون الصّناعات والتّقنيّات.

ثمّة اتّجاه آخر يقتصر على زيادة مبيعات التّجارة الإلكترونيّة حيث يطالب العملاء بتجارب رقميًّة متطوّرة أكثر عندما يبحثون عن سيارة ليشترونها ويقودونها.

وقد مكّنتنا منصّة المبيعات الافتراضيّة والمباشرة والتّفاعليّة الخاصّة بشركة “المسعود السيارات” من التّواصل بشكل وثيق مع عملائنا، وبيع المزيد من السّيّارات للعملاء المحتملين الرّقميّين أكثر من أيّ وقت مضى. وقد أطلقنا أيضًا عمليّات شراء غير نقديّة في صالات عرض شركة “نيسان” في أبوظبي، حيث يمكن للمشترين الآن إجراء عمليّات دفع سهلة وسلسة ومريحة عبر الإنترنت باستخدام بطاقات الائتمان ومن خلال معاملات بوّابة الدّفع والتّحويلات المصرفيّة عبر الإنترنت. ونظرًا إلى أنّ الأمن أمر بالغ الأهميّة، فقد أطلقنا بروتوكولات عالية المستوى وآليّات تشفير مختلفة وآليّات مصادقة البيانات بهدف التّمتّع بعمليّات دفع آمنة.

كيف ترون تطوّر السّيّارات الذّاتيّة القيادة واعتماد السّيّارات الكهربائيّة في المنطقة؟

 

يقدّم كلّ من التّركيز الحاليّ على السّيارات الكهربائيّة وصافي الانبعاثات الصّفريّة سبلًا لتحفيز الأهداف المحدّدة مسبقًا في اتفاقيّة “باريس”.

ويقول المسؤولون التّنفيذيّون في مجال السّيّارات إنّ أكثر من نصف مبيعات السّيّارات الأميركيّة (52 في المئة) ستتحوّل إلى سيّارات كهربائيّة بحلول عام 2030، وذلك وفقًا لاستطلاعات “كاي بي أم جي”. وتتوقّع وكالة الطّاقة الدّوليّة أن تُستخدم حوالي 145 مليون سيّارة كهربائيّة بحلول نهاية العقد.

صمّمت شركة “نيسان”، شريكتنا الأساسيّة في مجال السّيّارات، رؤية طويلة الأمد تعرف باسم “طموح 2030” لتمكين التّنقّل وما بعده، والقيادة نحو عالم أنظف وأكثر أمانًا وأكثر شمولًا. وتهدف شركة “نيسان” إلى تسريع كهربة مجموعة سيّاراتها ومعدّل الابتكار التّكنولوجيّ باستثمارات تصل حتّى 2 تريليون ين (13.8 مليار دولار) على مدى السّنوات الخمسة المقبلة. إذ تهدف الشركة إلى تقديم 23 طرازًا كهربائيًّا جديدًا، بما في ذلك 15 مركبة كهربائيّة جديدة بحلول سنة 2030 الماليّة بهدف تحقيق مزيج كهربائيّ بأكثر من 50 في المئة عالميًّا عبر علامتي شركتيْ “نيسان” و”إنفينيتي”.

في الطّريق نحو الاتّجاه السّائد، يتمتّع التّنقّل المستقلّ بالقدرة على بناء مدن المستقبل، وخفض انبعاثات الكربون وتمهيد الطّريق لحياة أكثر استدامة.

أوّد أن أوضّح أيضًا أنّ العديد من العلامات التّجاريّة للسّيّارات تبنّت بالفعل تقنيّات مستقلّة أو شبه ذاتيّة في سيّاراتها، كأنظمة مساعدة السّائق المتقدّمة (ADAS). فشركة “نيسان”، على سبيل المثال، قامت بتثبيت تقنيّة “برو بايلوت”، الّتي تمّ عرضها للمرّة الأولى في المنطقة عبر سيّارتيْ “نيسان ألتيما 2021″، و”نيسان باثفايندر” الجديدة. تجمع هذه التّقنيّة بين نظام مثبّت السّرعة الذكيّ وتقنيّات مساعدة التّوجيه من شركة “نيسان”، ممّا يجعل القيادة سهلة وخالية من الجهد من خلال المحافظة تلقائيًّا على مسافة محدّدة من السّيّارة الموجودة أمام السّائق. وتهدف شركة “نيسان” إلى توسيع تقنيّة “برو بايلوت” الخاصّة بها لتشمل أكثر من 2.5 مليون سيّارة من شركتيْ “نيسان” و”إنفينيتي” بحلول عام 2026.

بعد أن أخبرتم عن إطلاق منصّة للتّجارة الإلكترونيّة الخاصّة بشركة “نيسان” عام 2019 بالإضافة إلى تجربتكم في صالة العرض الافتراضيّة عام 2020، أين تكمن أهميّة تجربة القنوات المتعدّدة الشّاملة للعملاء؟

ستدعم التّقنيّات التّكنولوجيّة، بما في ذلك الذّكاء الاصطناعيّ والمنصّات المتعدّدة القنوات، قطاع التّنقّل وستؤثّر في مستقبلها.

نتوقّع أن تبسّط عمليّة بيع المركبات وتقديم الخدمات، إذ يبدأ معظم العملاء رحلة التّسوّق عبر الإنترنت ويتوقّعون الاستمراريّة بها عبر منصّة القنوات المتعدّدة، وهي مستقبل المبيعات عبر الإنترنت.

لطالما كانت الرّقمنة عنصرًا أساسيًّا في استراتيجيّة شركة “المسعود السيارات”. في عام 2019، أطلقنا أوّل منصّة للتّجارة الإلكترونيّة الخاصّة بشركة “نيسان” على الإطلاق في المنطقة. وفي عام 2020، قدّمنا خدمة “شوب أت هوم” العالميّة الّتي توفّر للعملاء تجربة سلسة.

وأطلقت شركة “المسعود السيارات” أيضًا “خدمة نيسان”، وهي تضمّ مجموعة من المنتجات والخدمات الّتي تقدّم تجربة مبتكرة وسلسة لما بعد البيع عبر القنوات المتّصلة وغير المتّصلة بالإنترنت. وقد قامت شركة “نيسان” أيضًا بإجراء مسح رقميّ مبتكر مصمّم لقياس مدى تلبية حاجات العملاء.

وقد وُجد تطبيق “المسعود السيارات” كحلّ تمّ إطلاقه لمساعدة العملاء على إدارة حجوزات مواعيد الخدمة، وتتبّع خدمة السّيّارات في الوقت الفعليّ، وطلب المساعدة أثناء القيادة، وعرض الموديلات الجديدة والمعتمدة المستعملة، بالإضافة إلى مجموعة كماليّات السّيّارات والمبادلات/ المقايضات.

وللمساعدة على خدمة العملاء في الوقت الفعليّ، أطلقنا نظامًا أساسيًّا مزوّدًا بذكاء “CX” والّذي يسمح أيضًا لفريقنا بالحصول على تعليقات العملاء على خدماتنا وتجربتنا.

وقدّمنا أيضًا تجربة “كونّيكتد لايف إنترأكتيف إكسبيريانس” (CLIX)، وهي تجربة افتراضيّة تسمح للعملاء بالاستمتاع بتجربة عرض حيّة تفاعليّة بالكامل هم في منازلهم المريحة.

هل سيكون برأيكم استخدام السّيّارة (أي تأجيرها لفترة طويلة) هو الاتّجاه المسيطر على الملكيّة في المستقبل؟

 

يعتقد الكثيرون من خبراء الصّناعة أنّ العملاء قد يتخلّون عن الحاجة لامتلاك سيّارة وقد يعتمدون على التّنقّل المشترك كوسائل النّقل العامّ ونماذج التّأجير والاشتراك. وكان ذلك يحدث بالفعل قبل جائحة كورونا. إلّا أنّ ظهور هذا الوباء أدّى إلى الحدّ من ذلك. إذ يرتفع هذا الاتّجاه في الوقت الحاضر مرّة جديدة، حيث يستمتع العديد من المستخدمين براحة التّنقّل المشترك.

وسيبدأ الوكلاء أيضًا في تقليص حجم شركاتهم ماديًّا والارتقاء من النّاحية التّكنولوجيّة أكثر، وسيتغير تركيزهم من جذب العملاء المحتملين إلى تقديم تجارب عملاء مفيدة.

ومن المتوقّع، إثر التّحليلات، أن تزداد الاستثمارات التّقنيّة، ممّا سيؤدّي أيضًا إلى طرح موضوعات شائكة كخصوصيّة المستخدم وحماية البيانات.

هل من تأثير لمستقبل الوكالة في الحلول التّقنيّة؟

 

ينتقل وكلاء السّيّارات إلى مستقبل خدمات التّنقّل السّهلة من خلال التّركيز على رقمنة عروضهم كاللّجوء إلى الشّاشات الّتي تعمل باللّمس لعرض طرازات السّيّارات، بالإضافة إلى أدوات تهيئة السّيّارات الّتي تمنح العملاء رؤية كاملة لسيّاراتهم بنسبة 360 درجة. ويتم استكمال تجارب البيع بالتّجزئة الأخرى بالمتاجر المنبثقة ومراكز خدمة الأقمار الصّناعيّة.

على عكس ما يعتقده بعض الأفراد، فإنّ نموذج الوكالة لا يحتضر، إلّا أنّه فقط يتحوّل إلى مرحلة جديدة.