Share

اجتماع أوبك+ الأحد… هل يفجّر التحالف مفاجأة في اللحظة الأخيرة؟

بيانات الناقلات تشير الى عدم التزام روسيا بمقدار خفض الانتاج المخطط لها
اجتماع أوبك+ الأحد… هل يفجّر التحالف مفاجأة في اللحظة الأخيرة؟
تتجه أنظار أسواق النفط إلى اجتماع "أوبك+"

تتجه أنظار أسواق النفط إلى اجتماع “أوبك+”، المقرر عقده الأحد في الرابع من يونيو/حزيران 2023، لتحديد سياسة الإنتاج في الفترة المقبلة، وذلك بعدما كانت أعلنت عدّة دول في التحالف خفضاً طوعياً إضافياً بهدف تحقيق الاستقرار والتوازن.

أربعة مصادر من التحالف استبعدت عبر “رويترز” أن تعمق “أوبك” وحلفاؤها تخفيضات الإمدادات في اجتماعهم الوزاري يوم الأحد، رغم انخفاض أسعار النفط نحو 70 دولارا للبرميل.

معلوم أن “أوبك +”، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، تضخ حوالي 40 في المئة من الخام العالمي وتورد حوالي 60 في المئة من سوق تصدير النفط.

وفي أبريل/نيسان الماضي، ومع تدهور التوقعات الاقتصادية، تعهد العديد من أعضاء “أوبك +” تخفيضات طوعية بإجمالي 1.66 مليون برميل تبدأ من مايو/أيار وتستمر حتى نهاية العام.

هذا المقدار أضيف إلى خفض قدره 2 مليون برميل يومياً كان تم الاتفاق عليه في أوائل أكتوبر/تشرين الأول لأهداف الإنتاج مقابل خط الأساس للإنتاج في أغسطس/آب 2022. وبذلك، بلغ إجمالي تخفيضات الإنتاج إلى 3.66 ملايين برميل يوميا، أو نحو 4 في المئة من الاستهلاك العالمي.

ومؤخراً، خفضت المجموعة بأكثر من أهدافها، ويرجع ذلك أساساً إلى محدودية القدرة لدى المنتجين في غرب إفريقيا، نيجيريا وأنغولا. فالمسح الذي أجرته “رويترز” وجد أن البلدين لم يصلا إلى أهدافهما الإنتاجية مجتمعة بمقدار 600 ألف برميل يوميا في مايو/أيار، في حين أن الانقطاعات في إقليم كردستان شمال العراق تعني أن البلاد أنتجت 220 ألف برميل يومياً أي دون المستوى المستهدف الشهر الماضي.

ورغم أن الاجواء توحي أن “أوبك +” لن تقر خفضاً جديداً، إلا انه لا يمكن استبعاد حدوث مفاجأة خلال اللحظة الأخيرة.

وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان حذّر من رهان المضاربين على تراجع أسعار النفط، وهو ما فسرته الأسواق باحتمالية خفض جديد للإنتاج. لكن نائب رئيس الوزراء وممثل روسيا في المجموعة، ألكسندر نوفاك، قال إنَّه لا حاجة للمزيد من خفض الإنتاج، متوقِّعاً وصول أسعار النفط إلى 80 دولاراً للبرميل بحلول نهاية العام.

روسيا

ويأتي اجتماع “أوبك +” في وقت تشير البيانات إلى أن روسيا لم تلتزم بالكامل بتعهدها خفض الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميًا اعتباراً من مارس/آذار.

روسيا من جهتها أكدت أنها تخفض الإنتاج كما هو مخطط لها، لكن المحللين غير مقتنعين، وبما أن موسكو أوقفت أي تقارير رسمية عن مستويات إنتاجها، ينظر السوق في بيانات تتبع الناقلات.

وتشير هذه البيانات إلى أنه حتى لو واصلت روسيا التزامها خفض الإنتاج، فإن إمداداتها من النفط للأسواق الدولية آخذة في الازدياد، لا سيما في الأسواق الآسيوية الرئيسية – الصين والهند.

وبحسب “رويترز”، لامست واردات الصين والهند من النفط الروسي أعلى مستوياتها على الإطلاق. ودفعت إلى تقليص حصة خامات الشرق الأوسط وأفريقيا في الدول الآسيوية، مع تدافع المشترين -في مقدمتهم بكين ونيودلهي- لتأمين إمداداتهم الآتية من موسكو، لرخص ثمنها، علاوة على تكاليف شحنها المنخفضة.

وأظهر تحليل “بلومبرغ” لبيانات الشحن في 26 مايو/أيار أن شحنات النفط من روسيا لم تنخفض في الأشهر الأخيرة.

كما تشير أحدث بيانات تتبع الناقلات إلى أنه بدلاً من الانخفاض، فإن صادرات النفط الخام الروسية عن طريق البحر آخذة في الارتفاع.

في وقت سابق من هذا الشهر، قالت وكالة الطاقة الدولية إن روسيا فشلت حتى الآن في خفض إنتاجها النفطي بمقدار 500 ألف برميل يومياً، وربما تتطلع إلى زيادة الإنتاج لتعويض الإيرادات المفقودة.

وفي الأسبوع الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أسعار الطاقة تقترب من مستويات “مبررة اقتصادياً”.

يوم الخميس، برز من الكرملين تأكيد للتنسيق بين موسكو والرياض بخصوص سياسات الإنتاج النفطي.

ورداً على سؤال عن العلاقات مع السعودية مع اقتراب موعد الاجتماع، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنها “بنّاءة وقائمة على التفاهم المتبادل والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة وعملية للغاية”.

هذا وارتفعت أسعار النفط الخميس معوضة الخسائر التي سجلتها في وقت سابق، إذ قادت احتمالات وقف رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والتصويت الحاسم في مجلس النواب على مشروع قانون سقف الدين إلى تجدد التفاؤل إزاء المزيد من نمو الطلب على الوقود في أكبر مستهلك له في العالم.

وزاد سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس/آب 32 سنتاً بما يعادل 0.44 في المئة إلى 72.92 دولاراً، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 25 سنتاً أو 0.37 في المئة إلى 68.34 دولاراً.

أنقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الطاقة.