Share

اكتشفوا جيلًا جديدًا من أسواق الميتافيرس لصُنّاع التّجارب

إطلاق رحلات مبتكرة ومخصّصة إلى وجهات افتراضيّة حول العالم.
اكتشفوا جيلًا جديدًا من أسواق الميتافيرس لصُنّاع التّجارب
ألكسندر بيرشكوف، مؤسّس منصّة GetExperience و GetTransfer

نشرت مجلة “إيكونومي الشّرق الأوسط” مؤخّرًا مقالًا يتنول موضوع الميتافيرس وتغييره السّياحة والسّفر بشكلهما المعروف. نرفق هذا الموضوع بمقابلة مع ألكسندر بيرشكوف، مؤسّس منصّة “GetTransfer.com”.

يعتبر بيركشوف رائدًا في التّنقّل العالميّ والنّقل عبر منصّة “GetTransfer.com”، بالإضافة إلى كونه من أوائل من اكتشفوا التّجارب الرّقميّة وممن اعتمدوا تقنيّات الواقع الافتراضيّ ثمّ أنشؤوا سوق الميتافيرس لصنّاع المحتوى بهدف عرض خدماتهم عبر منصّة “GetExperience.com”.

فمن هو بيرشكوف؟ وما هي الفكرة الكامنة وراء إنشاء سوق ميتافيرس للخدمات؟

مُحدث الفرق

 

أفضل ما يمكن قوله عن برشيكوف هو أنّه عامل معطّل إيجابيّ. لقد واجه هذا الأخير الخدمات غير المنطقيّة أو الباهظة الثّمن أو المعقدّة منها، وأنشأ حلولًا لتقديم خدمات مبسّطة وتنافسيّة.

منذ أكثر من حوالي ستّ سنوات ونصف، سعى بيرشيكوف إلى خدمة الاستقبال والإرشاد للاستعلام عن تكلفة التّنقّل بالسّيّارة من كورشوفيل مرورًا بفرنسا وصولًا إلى جنيف. وكان مصدومًا بسبب التّكلفة الباهظة الّتي عادلت 800 يورو. فسأل هذا الأخير مازحًا عمّا إذا كانت تلك التّكلفة هي لشراء السّيّارة وليس لبدل النّقل فحسب.

أضاف بيرشيكوف: “لقد تعمّقت أكثر بما حصل وقلت لنفسي إنّ هذا هو عملي الّذي أريده فعلًا، وهكذا أصبحت مؤسّس منصّة”GetTransfer.com””.

يسمح نظام التّنقّل أثناء السّفر الّذي أنشأه بيرشيكوف للعملاء بالحصول على أفضل الأسعار من خلال محرّكات تقدّم خدمات النّقل من المطار وإليه بالإضافة إلى استئجار السّيّارات والتّجارب المختلفة وغير ذلك.

ومنذ فترة، بدأ الأفراد أيضًا في الحديث عن السّفر الافتراضيّ، ممّا أثار فضول هذا الأخير.

تابع بيرشيكوف قائلًا: “حصل الأمر نفسه. لقد تحدّثت إلى خبراء التّكنولوجيا، واختبرت التّقنيّات وإلى شركات مايكروسوفت وآبل وفيسبوك (ميتا) واتّضح لي أنّ الوقت قد حان للسّفر في الواقع الافتراضيّ والميتا. بدأت في التّعرّف أكثر إلى هذا المجال، واستنتجت أنّه يجب تحسين نوعيّة النظارات وحجمها، والّتي يبلغ ثمنها 300 دولار أمريكيّ، لنجاح السّفر الجماعيّ الافتراضيّ. ومن المتوقّع أنّ تحلّ هذه المشكلة خلال العام الجاري أو في العام المقبل”.

أسّس بيرشيكوف منصّة “GetExperience.com”، سامحًا للمسافرين والسّيّاح بالاستمتاع بتجارب عديدة باستخدام الإنترنت ومن دونه، بما في ذلك السّفر والألعاب عبر الميتافيرس.

العامل المغيّر

 

لا يكفي رقمنة الخدمات، بل يجب أن تكون مبسّطة وسهلة الاستخدام وتنافسيّة. وبالنّسبة إلىبيرشيكوف، فإنّ ما ذُكرت أعلاه هي العوامل الرّئيسة الّتي تضمن نجاح الخدمات.

ووضّح هذا الأخير قائلًا: “إذا كنتم ترغبون في الاستمتاع برحلة سفاري، فمن المحتمل أن تتصفّحوا الإنترنت وتبحثوا عن “رحلات السّفاري” وعن قوائم تتضمّن أكثر من 300 عرض لرحلات السّفاري الّتي يصعب المقارنة جيّدا فيما بينها. يمكنكم تصفّح الإنترنت مرارًا وتكرارًا والضّغط على الأزرار واحد تلو الآخر، وقد تشعرون بالارتباك والاستسلام، ممّا يجعل تجربتكم مروّعة”.

أضاف بيرشيكوف قائلًا: “من المحتمل أيضًا أن تطلبوا ذلك من خدمة الاستقبال والإرشاد، إلّا أنّكم في تلك المرحلة، لست مسؤولين عن الأسعار وينتهي بكم الأمر بدفع مبالغ طائلة تصل إلى ما يعادل 200٪ لرسوم الطّرف الثّالث. لذلك، نحن هنا لنزوّدكم بطريقة أفضل”.

لنفترض أنّكم في دبي وبحوزتكم مبلغ يعادل 300 دولار أمريكيّ لإنفاقه على مدار يوميْن وتبحثون عن أفضل الخبرات أو التّجارب الممكنة لتلك الميزانيّة.

أضاف بيرشيكوف قائلًا: “مع منصّة “GetExperience.com”، يمكنكم استخدام هاتفكم الذّكيّ ليبدأ مقدّمو الخدمات فجأةً في تقديم أفضل التّجارب الممكنة مقابل هذا المبلغ من المال.

وسيقدم لكم البعض عروضًا حصريّة رائعة، والبعض الآخر خصومات تعادل 500 دولار أمريكيّ، في حين أنّ البعض الآخر سيقدّم لكم حزمة رائعة مع التّنقّلات المجّانيّة إلى مواقع بعيدة لن تتمكّنوا من مقاومتها”.

وزاد بيرشيكوف: “كلّ ما عليكم فعله هو تحديد موقعكم وميزانيّتكم والتّواريخ، وسيبدأ المئات من مقدّمي الخدمات بطريقة سحريّة في تقديم عروض لا تُقاوم. هذا هو مفهومنا السّحريّ لتقديم الخدمات”.

وأوضح بيرشكوف أنّ مقدّمي “الخدمات” “يستخدمون المنصّة هذه للتّنافس على أفضل العملاء ولتقديم أسعار منخفضة للغاية، بالإضافة إلى ضمّ خدمات إضافيّة مجّانًا أو بسعر منخفض كالتّزلّج على الماء أو القفز بالمظلّات، وذلك بهدف جذب العملاء”.

قال بيرشيكوف: “نحن نؤمن باليد الخفيّة للعرض والطّلب، كما نصنّف مقدّمي الخدمات بحسب درجات تسمح لهم بالانضمام إلى المنصّة، بالإضافة إلى القضاء على عمليّات الاحتيال، وإزالة المعلومات الخاطئة، لينتهي الأمر بتقديم مجموعة من الخدمات الحائزة 2 إلى 5 نجوم لتتناسب وأيّ ذوق. نحن نحفّز أيضًا مقدّمي الخدمات على التّنافس من أجل العملاء الّذين يقومون بعد ذلك بتقييم رحلاتهم من خلال التّعليقات على تجاربهم”.

الميتافيرس: مستقبل السّفر

 

بعد سنوات من الخبرة في قطاع التّنقّل، تقوم منصّة “GetExperience” بشقّ طريقها الآن نحو تجارب الميتافيرس للسّفر من خلال سوق قائم على العرض.

قال بيرشكوف: “نحن لا نتمتّع بقواعد خاصّة كمنصّة، إذ نحن نساعد المبدعين والمالكين والمضيفين والمرشدين من خلال تقديم أفكار لدعم المشاريع الشّيّقة، ونعرض أفضل السّبل لتوليد خدمات رائعة، ونساعد في بيعها بعد ذلك”.

وأكمل قائلًا: “إنّ الميتافيرس هو أكبر تحوّل في مجال السّفر شهدناه في الثّلاثين عامًا الماضية منذ أن أصبحت الطّائرات العادية خيارًا للسّفر في السّوق، إلّا أنّ اليوم قد لا ترغبون في السّفر عبر الطّائرات وقد تختارون تجارب الواقع الافتراضيّ أو الميتافيرس بدلًا من ذلك، إذ يمكن للأفراد السّفر إلى جبال الهيمالايا بكبسة زر وسيدرك الجميع مدى روعة هذا الأمر”.

سيدرك المسافرون ببساطة أنّهم لا يحتاجون إلى تذكرة سفر، ولا إلى الانتظار في طوابير المطارات أو حتّى المرور عبر الجمارك، ولن يحتاج هؤلاء إلى إنفاق 3000 دولار أمريكيّ لتكاليف السّفر، في وقت تؤدّي كبسة زرّ إلى تجاوز كلّ تلك المراحل. وستكون التّجربة جميلة وممتعة وأكثر إثارة.

وأوضح بيرشيكوف: “باستخدام خوذة فقط، يمكنكم اختيار التّجربة الّتي تريدونها، فقد تزورون بومبي وتصارعون المدمّر في حين تدمّر الحمم البركانيّة المدينة مرّة جديدة مثلًا، أو ربّما تغلبون أبو الهول الّذي يهاجمكم إذا كنتم في مصر”.

ولتحقيق ما ذكر، فإنّ الأدوات الخاصّة بسوق الميتافيرس وأجهزته جاهزة لذلك.

سرعة النّت 5 ميجا والحواس ال5

 

قال بيرشيكوف: “ستبتكر شركة ميكروسوفت سماعّات للرّأس جديدة قريبًا، كما تطرح شركة آبل سماعّات للرّأس رائعة لم يسبق لها مثيل، بينما تقدّم ميتا جيلًا جديدًا من نظارات “أوكولوس” الخاصّة بها مزوّدة جميعها بدقّة 8K، وهي تحسين لدقّة 4K تمّ تبنّيها اليوم”.

وأضاف: “ثمّة نظارات حاليًّا مزوّدة بدقّة 8K إلّا أنّها تكلّف ما يزيد عن 3000 دولار أمريكيّ، لكن تلك الّتي تبلغ كلفتها حوالي 300 دولار أمريكيّ والمزوّدة بالدّقّة نفسها ستتوفّر قريبًا في السّوق.”

لا يدرك العديد من المستخدمين أنّ هذه النظارات تنقل أيضًا بيانات كبيرة حول أعيننا، سواء كنّا نرمش بالعين أو نقوم بتكبير الأشياء، وهذه ردود أفعال يمكن لمقدّمي الخدمة فهمها لتحسين رحلة السّفر للمستخدمين.

وشرح بيرشيكوف: “لا يحدث ذلك ضمن تجربة كلاسيكيّة مع مرشد سياحيّ لا يستطيع تفسير ردود الفعل البشريّة مثلًا لأنّه قد لا يراها أو يتعرّف إليها للتّأكّد من أنّ ما يقوله يمكن للجميع فهمه”.

ولتوفير دقّة 8K، فإنّ سرعة النّت 5 ميجا أمر لا بدّ منه. ففي دبي، تتوفّر سرعة النّت هذه، ولكن وفقًا لبيرشيكوف، ستزداد منشآتها قريبًا مع تطوّر الطّلب الخفيّ على الميتافيرس.

وبالنّسبة إلى إعادة إنشاء التّجارب الحسيّة، فإنّ استخدام النظارات الخاصّة بالواقع الإفتراضيّ وارتداء ملابس الخاصّة بردود الفعل اللّمسيّة تمكّننا من لمس الأشياء رقميًّا وسماعها وحتّى شمّها في الميتافيرس.

ولكن ماذا عن حاسّة الذّوق؟ يمكن لمشروع “نيورولينك” الّذي اخترعه “إيلون ماسك” أن يحفّز الخلايا العصبيّة في الدّماغ بشكل مباشر.

وأكّد بيرشيكوف: “من خلال غرسات “نيورولينك”، يمكننا نظريًّا إدارة شعور الذّوق افتراضيًّا. لم تتدخّل الميتا وشركة مايكروسوفت في جوانب حاسّة الذّوق حتّى الآن، ولكن يومًا ما ستحاكي الميتافيرس وظيفة حواسنا الخمسة تقريبًا وربّما سيؤدّي ذلك أيضًا إلى تغيير مفهموم المطاعم كما نعرفها”.