Share

الآلات والتحوّل الرقمي: ثورة صناعية جديدة؟ 

 قطاع صناعة الآلات والمعدات وصل إلى نقطة تحوّل
الآلات والتحوّل الرقمي: ثورة صناعية جديدة؟ 
الآلات

من كان يتوقع أن الآلات والمعدات التي أذهلت العالم منذ زمن وقيل أنها بداية ثورة صناعية، سيأتي اليوم وتشهد فيه تحوّلات رقمية لتصبح أكثر ذكاءً؟

نعم أكثر ذكاءً! فالذكاء الاصطناعي والتحوّل الرقمي لا يقتصر على الخدمات المالية والطبية… إنما تعداها ليصل الى القطاع الصناعي خصوصًا صناعة الآلات والمعدات.

اليوم هو زمن التغيير، ويبدو أنه زمن الثورة الصناعية الرابعة التي تعتمد بشكل أساسي على انترنت الاشياء والأجهزة اللاسلكيّة، الذكاء الاصناعي، الروبوتات، وكل ما له علاقة بالابتكارات الرقمية.

فبحسب دراسة لموقع (IoT Analytics) سيستمر ارتفاع معدل النمو التراكمي للسوق العالمي لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة بمعدل 37 في المئة إلى عام 2025.

كما أن شركة الاستشارات (PwC) أعلنت أن الاستثمارات في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة عالميًا ستشكل أكثر من 50 في المئة من رؤوس المال الاستثمارية ككل خلال الخمس سنوات القادمة.

نقطة تحوّل

 

أما قطاع صناعة الآلات والمعدات فوصل إلى نقطة تحوّل فارقة، حيث نشهد اليوم موجة كبيرة من التحوّل والتغيير في القطاع على المستوى الإقليمي، وهي الأكثر تأثيراً منذ عقود.

وفي هذا الاطار، تتوقع شركة “بين أند كومباني” بحلول عام 2030، أن تعمل الشركات الرائدة على بيع المعدات والآلات، في إطار منهجية “الحلول المجمعة” التي تربط بين البرامج والخدمات، الأمر الذي يقلل نسبة الاعتماد على الآلات لكسب الأرباح.

وتحظى الشركات التي تعتمد على هذا النمط من التحوّل بفرصة الحصول على معدلات نمو في السوق تفوق الشركات التي تعتمد على النمط التقليدي في إدارة أعمالها.

وهذه التحولات التي تقود عجلة تطوير القطاع ستكون مدفوعة بالمنافسة المتزايدة، والتباطؤ في الابتكار الذي يركّز على الآلات، والتحوّل الرقمي لرسم ملامح مستقبل واعد، بحسب مدير قطاع الآلات والمعدات العالمية في الشركة.

تفوق ومنافسة

 

الشركات الصناعية التي كرست جهودها في مجال التحوّل الرقمي، مرشحة للتفوق بأربع مرات عند دخول مضمار المنافسة، وذلك وفقاً لمسح أجرته الشركة نفسها خلال عام 2019 والذي شمل 205 شركة صناعية.

وتتيح التحوّلات إعادة تشكيل الصناعة لتكوين استجابة قوية للدفع العالمي للشركات بهدف مواكبة الاستدامة والمسؤولية البيئية والسيطرة عليها لتصبح أكثر كفاءة في استخدام الطاقة.

الى جانب تقليل الهدر، والعمل على تحسين دائرة الإنتاج عبر تفصيل عمليات، وتفعيل منهجية عمل الآليات على إعادة التدوير.

وتعمل هذه الشركات أيضّا على إجراء تغيير مستمر في إطار هيكلية العمليات وسلاسل التوريد، بهدف تقليل الغازات الناجمة عن الاحتباس الحراري وانبعاثات الكربون وصولاً لتحقيق صافي الانبعاثات الصفري.

الشركات المصنعة للمعدات الأصلية

 

تعمل أسواق المعدات على زيادة معدل الاستثمارات في التقنيات الرقمية، وتسريع نشر الخدمات المتقدّمة.

على سبيل المثال: 100 في المئة من الشركات المصنعة للمعدات الأصلية ممن شملها الاستطلاع الذي أجرته شركة بين أند كومباني، تخطط لتقديم “الصيانة التنبؤية” للآلات بحلول عام 2024.

فضلاً عن توفير 95 في المئة من أساليب الصيانة عن بُعد، والخدمات الجديدة الموجّهة نحو زيادة الكفاءة التشغيلية.

دول المنطقة

 

بالرغم من أن الإمارات من أكبر صناع النفط والغاز الطبيعي في العالم، إلا أنها حجزت مكانة صناعية عالمية مهمة لها.

اهتمت الإمارات بالبنية التحتية الصناعية وإنشاء المناطق الصناعية، وتذليل العقبات التي تقف ضد تقدم القطاع الصناعي من تسهيلات وتشريعات.

وتستحوذ على نحو 40 في المئة من توريدات سوق مكائن التصنيع الرقمية، على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

أما السعودية، فتعد أيضًا من الدول الرائدة في هذا المجال، والدليل أن رؤية المملكة 2030 تواكب هذا التطور الرقمي وتقنيات الثورة الصناعية.

فإن الإنفاق المتوقع في المملكة خلال الثلاث سنوات القادمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي سيزيد بنسبة 32 في المئة.

بينما سيزيد بنسبة 25 في المئة لتقنيات الواقع الافتراضي، وبنسب تزايد متفاوتة لباقي التقنيات، بحسب دراسة من أكسنتشر.