Share

حركة الأسواق المالية حول العالم في اسبوع 4 يونيو

اهتمام الأسواق بالتباطؤ المحتمل لرفع الفائدة بدلاً من الركود
حركة الأسواق المالية حول العالم في اسبوع 4 يونيو
أسواق المال

ذكر اتحاد أسواق المال العربية في تقريره الأسبوعي أنه خلال الأسبوع السابق، انتعشت أسواق الأسهم وتحديداً يوم الجمعة، للجلسة الثالثة على التوالي. إذ استوعب المستثمرون المكاسب القوية في أسهم التكنولوجيا. ووجّهت الأسواق اهتمامها بالتباطؤ المحتمل في وتيرة رفع أسعار الفائدة بدلاً من الاهتمام بالركود الاقتصادي المحتمل في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن أظهرت البيانات انكماش اقتصادها للربع الثاني على التوالي.

مع ذلك، انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية مع تدارك المستثمرين بأن آفاق النمو لن تكون إيجابية، وأن شراء عوائد السندات عند هذا المستوى قد يكون معقولاً.

من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار النفط خلال الأسبوع المنصرم نتيجة شحّ الإمدادات مع تحوّل الانتباه إلى اجتماع مجموعة “أوبك” رغم أن مصادرها توحي بأنها قد تدرس إبقاء إنتاج النفط دون تغيير لشهر سبتمبر/ايلول.

في موازاة ذلك، انتعشت أسعار الذهب مع وهن الدولار الأميركي لتعزّز المخاوف من الركود الاقتصادي من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن.

تراجع الدولار الدولار الأميركي وعوائد سندات الخزانة

 

انخفض العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات يوم الخميس بنحو 6 نقاط أساس إلى 2.67 في المئة، وانخفض العائد لأجل عامين بمقدار 10 نقاط أساس إلى 2.87 في المئة مع ارتفاع أسعار الدين الحكومي الأميركي، بعد القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني والذي أظهر انكماشاً اقتصادياً.

في الواقع، تراجع أحد المقاييس الرئيسية للناتج الاقتصادي، وهو الناتج المحلي الإجمالي المعدل بالتضخم، بمعدل سنوي قدره 0.9 في المئة في الربع الثاني من العام بعد انكماش سنوي بنسبة 1.6 في المئة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، مما يعني وفق تعريف واحد شائع ولكنه غير رسمي، دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود بعد عامين فقط من خروجه من وضعية الركود.

الجدير بالذكر أن تحركات السوق يوم الخميس جاءت بعد أن قرر الاحتياطي الفدرالي رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للشهر الثاني على التوالي والثالث هذا العام لمكافحة التضخم المرتفع، مما رفع سعر الفائدة القياسي إلى نطاق 2.25 في المئة-2.5 في المئة. ومع ذلك، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول الأربعاء إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة في حالة ركود بناءً على قوة سوق الوظائف.

في وقت أقرّ المسؤولون الأميركيون بأن الإنفاق الاستهلاكي والنشاط التجاري قد خفت وتيرتهما حتى مع استمرار سوق العمل في إظهار مكاسب قوية في الأشهر الأخيرة، لكنهم قالوا أيضاً إنهم سيبقون متيقّظين بشدة لمخاطر التضخم بينما ستكون هناك نقطة يبدأ فيها الاحتياطي الفدرالي في إبطاء الارتفاعات لتقييم تأثيرها.

في هذا السياق، ضعُف الدولار الأميركي وسط تراجع حادّ في عوائد سندات الخزانة حيث استمرت الأسواق في المراهنة على أن الاحتياطي الفدرالي لديه توجّهاً لتقليص وتيرة التشديد النقدي في ظلّ اقتصاد معرّض لخطر الركود. على هذا النحو، انخفض مؤشر الدولار الأميركي الخميس، الذي يقيس العملة مقابل ستة عملات أخرى، وذلك إلى أدنى مستوى في أكثر من ثلاثة أسابيع عند 105.7.

في موازاة ذلك، لامس الدولار الأميركي أدنى مستوى له عند 133.2 يناً يوم الخميس، وهو أضعف مستوى منذ 17 يونيو/حزيران.

وفي الوقت نفسه، استقر اليورو عند 1019 دولاراً بعد جلسة متأرجحة الخميس انتهت في النهاية من دون تغيير يذكر.

هذا وسجّل الجنيه الاسترليني أعلى مستوى له عند 1.219 دولاراً، وهو الأقوى منذ 29 يونيو/حزيران. بينما وصل الاسترليني يوم الخميس إلى أعلى مستوى له منذ 17 يونيو/حزيران عند 0.7 دولاراً.

في موازاة ذلك، اتخذت الأسواق المالية حالة من الترقب الممزوج بإعلان الاحتياطي الفدرالي وبيانات الناتج المحلي الإجمالي السلبية للولايات المتحدة كتأكيد على أن صانعي السياسة سيخفّفون من وتيرة التشديد النقدي الشديدة. فارتفعت الأسهم الأميركية خلال الأسبوع حيث أدّت تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول إلى تكهنات بأن رفع أسعار الفائدة سيبدأ في التباطؤ ويتحوّل في النهاية إلى تخفيضات في أسعار الفائدة في العام 2023.

كما ارتفعت أسهم أمازون وآبل بنسبة 12 في المئة و3 في المئة بعد ساعات من إعلان الشركات العملاقة عن أرباح فاقت التوقعات. كما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 3.0في المئة، وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 4.3 في المئة، وأضاف ناسداك المركب 4.4 في المئة على أساس أسبوعي.

أسعار النفط

 

ارتفعت أسعار برنت ما يقرب من 5 في المئة الأسبوع الماضي في مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، في حين أن خام غرب تكساس الوسيط حقق ارتفاعاً بنسبة 3 في المئة تقريباً خلال الأسبوع، معوضاً خسائر الأسبوع السابق، وذلك على خلفية مخاوف الإمدادات وضعف الدولار الأميركي مع تحوّل الأنظار اجتماع “أوبك” وحلفائها، بمن فيهم روسيا هذا الأسبوع بمناسبة نهاية اتفاقية خفض الإنتاج لعام 2020، على الرغم من أنه سيكون من الصعب على أوبك زيادة المعروض نظراً إلى أن العديد من المنتجين يكافحون للالتزام بحصص إنتاجهم بسبب نقص الاستثمار في حقول النفط.

وعلى هذا النحو، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لتسوية سبتمبر/ايلول، والتي من المقرر أن تنتهي يوم الجمعة، 2.9 دولاراً لتتداول عند 110.0 دولارات للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 99.7 دولاراً للبرميل.

في موازاة ذلك، خالفت العقود الآجلة للغاز الطبيعي اتجاه التراجع في أسعار السلع الأساسية هذا الشهر وتتطّلع إلى إنهاء يوليو/تموز مع مكاسب بنسبة 50 في المئة، وهي ثاني أكبر زيادة شهرية بالنسبة المئوية على الإطلاق.

الجدير بالذكر أن أسعار الغاز في الولايات المتحدة قد ارتفعت إلى أعلى مستوى موسمي لها منذ 14 عاماً حيث اقترن الطقس الحار والطلب المتزايد للمولدات الكهربائية مع الصادرات القوية إلى أوروبا لإبقاء المخزونات أقلّ من متوسط ​​ما قبل الوباء.

وكانت روسيا تكبح إمدادات الغاز الطبيعي في أوروبا، مما يحدّ من التدفق عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، مما أدّى إلى ارتفاع أسعار المنطقة.

عليه، ارتفع تداول العقود الآجلة للغاز الطبيعي في بورصة نيويورك التجارية بنحو 50 في المئة لشهر يوليو/تموز، في حين شهدت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الهولندي TTF ارتفاعاً شهرياً بأكثر من 36 في المئة.

ارتفاع أسعار الذهب

 

ارتفعت أسعار الذهب خلال الأسبوع حيث عزّز الانكماش في الاقتصاد الأميركي من جاذبيته كملاذ آمن ووسع المكاسب مدفوعة بنبرة أقل تشدّداً من رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي. عليه، ارتفعت أسعار الذهب الفوري أعلى من 1775 دولاراً للأونصة، مدعومة بالتراجع اللاحق في الدولار الأميركي وعوائد سندات الخزانة الأميركية.

ومع ذلك، سجلت أسعار الذهب انخفاضاً للشهر الرابع على التوالي، حيث استمر ارتفاع الدولار الأميركي والسياسات النقدية التشددية من جانب المصارف المركزية الكبرى في تآكل الطلب على السبائك.

من ناحية أخرى، أطلقت الهند أول بورصة دولية للسبائك يوم الجمعة حيث تحاول ثاني أكبر مستهلك للمعادن الثمينة في العالم تحقيق الشفافية في سوق المعدن الثمين. يمكن أن تؤدي بورصة السبائك الدولية في الهند إلى تسعير الذهب القياسي في الهند وتسهيل تداول تجار السبائك الصغار وصائغي المجوهرات.

العملات المشفرة

 

في موازاة ذلك، جلب شهر يوليو/تموز الارتياح لسوق العملات المشفرة الذي تحرّك صعوداً حيث يهتم المستثمرون بإعادة شراء عملاتهم المشفرة المفضلة بسبب التطورات الماكرو اقتصادية الأخيرة.

في الواقع، يُظهر متداولو العملات المشفرة علامات على تجدد الثقة حيث تتبع العلامات المبكرة للانتعاش فترة من الانخفاضات الحادة في صناعة الأصول الرقمية.

بالتفصيل، ارتفعت أسعار العملات المشفرة على مدار الأسبوع مع تداول البتكوين فوق 24000 دولار، بينما انتعشت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة إلى 1.14 تريليون دولار، من 762 مليار دولار الشهر الماضي.

من ناحية أخرى، وصلت عملة إيثريوم، وثاني أكبر عملة مشفرة، إلى ما يزيد عن 1700 دولار مع اقتراب دمج الشبكة.