Share

حركة الأسواق المالية حول العالم في أسبوع أغسطس 15

أسبوع متقلب في وول ستريت مع انخفاض واسع للأسهم نهاية الأسبوع
حركة الأسواق المالية حول العالم في أسبوع أغسطس 15
أسواق المال

ذكر التقرير الاسبوعي لاتحاد أسواق المال العربية انه خلال الأسبوع الماضي، دخلت أسواق الأسهم العالمية في المنطقة الحمراء وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية الخميس قبل أن تعاود ارتفاعها الجمعة، حيث سادت حالة من عدم اليقين بشأن وتيرة رفع أسعار الفائدة بين المستثمرين، وذلك بعدما أظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي أن المسؤولين عازمون على مكافحة ارتفاع الأسعار. ناهيك عن المخاوف بشأن ركود اقتصادي محتمل، على الرغم من أن مسؤولي الاحتياطي الفدرالي قد أشاروا في محضر اجتماعهم في يوليو/تموز إلى أنهم قد يتخذون موقفاً أقلّ تشدداً إذا بدأت نسب التضخم في التراجع.

في موازاة ذلك، ارتفعت أسعار الغاز القياسي في الولايات المتحدة بنسبة 70 في المئة منذ نهاية يونيو/حزيران، لتصل خلال الأسبوع إلى أعلى مستوى لها منذ أغسطس/آب 2008 عند أكثر من 9.6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في أعقاب موجات الحرّ هذا الصيف وبسبب الشحّ المتوقع في إمدادات الغاز الطبيعي خلال فصل الشتاء.

ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات

 

ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية يوم الجمعة، بنحو 9 نقاط أساس عند 2.97 في المئة، بينما ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 30 عاماً بمقدار 7 نقاط أساس إلى 3.21 في المئة، حيث انخفضت مطالبات البطالة الأميركية الأولية بشكل طفيف إلى 2000 مطالبة لتصل إلى 250 ألفاً، ليحوم عددها حول أعلى مستوى في تسعة أشهر مع إظهار سوق العمل إشارات على التباطؤ، وفقاً لتقرير صادر عن إحصاءات إدارة العمل الأسبوع الماضي. ومع ذلك، فقد تراجعت عوائد السندات الأميركية الخميس، حيث هدأت بعد ارتفاعها خلال الجلسة السابقة، بعد صدور محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة لبنك الاحتياطي الفدرالي في يوليو/تموز الأربعاء، مشيراً إلى أن الاحتياطي الفدرالي سيواصل رفع أسعار الفائدة حتى يتباطأ التضخم بشكل ملحوظ، على الرغم من أن الفدرالي قد يبطئ من وتيرة التشديد.

في موازاة ذلك، سجل مؤشر الدولار الأميركي أعلى مستوى له في خمسة أسابيع، وحقق يوم الجمعة أكبر مكاسب أسبوعية له منذ أبريل/نيسان 2020. إذ واصل صناع السياسة في مجلس الاحتياطي الفدرالي الحديث عن الحاجة إلى مزيد من الزيادات في أسعار الفائدة لمحاربة التضخم قبل ندوة جاكسون هول الرئيسية الاسبوع المقبل.

في الواقع، قالت رئيسة مصرف الاحتياطي الفدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، إن رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 أو 75 نقطة أساس في سبتمبر سيكون وسيلة “معقولة” لترويض التضخم.

وأشارت إلى أن الاحتياطي الفدرالي قد يواصل رفع أسعار الفائدة حتى العام 2023.

وعلى هذا النحو، ارتفع مؤشر الدولار إلى ما فوق 108 يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى منذ منتصف يوليو/تموز، ليسجل المؤشر زيادة بنسبة 2.0 في المئة خلال الأسبوع، وهو أفضل أداء أسبوعي له منذ 12 يونيو/حزيران.

عليه، ارتفع الدولار الأميركي مقابل الين الياباني إلى 136.4 للمرة الأولى منذ 28 يوليو/تموز، بينما انخفض الجنيه الإسترليني إلى 1.183 دولاراً، وهو أضعف مستوى له منذ 20 يوليو/تموز، وأكبر انخفاض أسبوعي له بنسبة 2.5 في المئة منذ 6 مايو/ايار.

بالتوازي، انخفض اليورو مقابل الدولار الأميركي إلى 1.004، وهو الأضعف منذ 15 يوليو/تموز، مع انخفاض بنسبة 2.2 في المئة منذ يوم الجمعة الماضي، في أسوأ أداء أسبوعي منذ 8 يوليو/تموز. في الواقع، أصبح الركود في منطقة اليورو التي تضم 19 دولة الآن أكثر احتمالا من عدمه، حيث برزت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، كنقطة وهن في المنطقة، حيث تعاني قاعدتها الصناعية الضخمة من ارتفاع تكاليف الطاقة والنقص المستمر في المواد الأولية.

من ناحية أخرى، شهدت وول ستريت أسبوعاً متقلباً مع انخفاض واسع للأسهم في نهاية الأسبوع تركت المؤشرات الرئيسية في المنطقة الحمراء. وشهد يوم الجمعة أكبر عمليات بيع للسوق، بما في ذلك أكبر انخفاض لمؤشر S&P 500 في أكثر من سبعة أسابيع، بعد سلسلة مكاسب أسبوعية قوية على مدى أربعة أسابيع، عندما تراجعت كل من أمازون وآبل ومايكروسوفت، وكانت أكبر التراجعات على مؤشري S&P 500 وNasdaq.

وسجلت المؤشرات الأميركية الرئيسية الثلاثة خسائر خلال الأسبوع. إذ انخفض مؤشر S&P 500 بنحو 1.2 في المئة، وانخفض مؤشر Nasdaq 100 بنسبة 2.4 في المئة في أول انخفاض أسبوعي له بعد أربعة أسابيع من المكاسب. بينما فقد مؤشر Dow ​​Jones حوالي 0.2 في المئة خلال الأسبوع.

والجدير بالذكر أن الارتفاع القوي في السوق في يوليو/تموز وأوائل أغسطس/آب جاء في أعقاب أرباح الشركات التي جاءت أفضل من المتوقع وإشارات على تباطؤ الاقتصاد، مما مهّد الطريق لرفع أسعار الفائدة بشكل أقلّ حدة.

أسعار النفط تتراجع مرة أخرى

 

ارتفعت أسعار النفط بنحو 3 في المئة الخميس، بفضل البيانات الاقتصادية الأميركية القوية التي عززت التفاؤل بتحسن توقعات الطلب على الخام إلى جانب استهلاك قوي للوقود في الولايات المتحدة، مما عوّض المخاوف من أن تباطؤ النمو الاقتصادي في دول أخرى قد يضعف الطلب.

ومع ذلك، وبعد يومين من المكاسب، تراجعت أسعار النفط مرة أخرى الجمعة، حيث راهن المستثمرون مرة أخرى على مخاوفهم بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي، مما قد يقلّل من الطلب على الوقود، حيث من المرجح أن تحدّ مخاوف الركود وزيادة الإنتاج المحتملة من قبل “أوبك+” من الاتجاه التصاعدي لأسعار النفط. على هذا النحو، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى ما يقرب من 96 دولاراً للبرميل بعد أن استقرت على ارتفاع الخميس، لتنخفض بنسبة 2.0 في المئة على أساس أسبوعي، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 90.3 دولاراً للبرميل، بعد زيادة بنسبة 2.7 في المئة في الجلسة السابقة.

الجدير بالذكر أن أسعار النفط وصلت إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر يوم الأربعاء، لتصل إلى 93.6 دولاراً للبرميل، حيث طغى التراجع الحادّ في مخزونات الخام الأميركية أكثر من المتوقع على المخاوف بشأن زيادة الإنتاج والصادرات الروسية وكذلك مخاوف الركود.

في الواقع، انخفضت مخزونات الخام الأميركية بمقدار 7.1 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 12 أغسطس/آب إلى 425 مليون برميل، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة.

وارتفعت أسعار الغاز القياسي في أوروبا بنسبة 14 في المئة في ثلاثة أيام فقط، بين الاثنين والأربعاء من الأسبوع الماضي، حيث قفزت بنسبة 6 في المئة يوم الأربعاء، لتسجل رقماً قياسياً جديداً قدره 236 يورو لكل ميغاواط/ساعة، ولتواصل الاتجاه التصاعدي خلال الأسابيع الأخيرة، حيث أن الطلب على الغاز لتوليد الطاقة مرتفع وسط موجات الحر وبقاء إمدادات خطوط الأنابيب الروسية عند مستويات منخفضة. بينما يكافح الاتحاد الأوروبي لملء مخزون الغاز قبل الشتاء الذي سيشهد تقنين للطاقة والغاز، وتوقف للصناعات عن الإنتاج، لتدفع الأسر أسعاراً مرتفعة للتدفئة والكهرباء.

وكانت شركة “غازبروم” الروسية أعلنت الجمعة إغلاق خط أنابيب رئيسي للغاز الطبيعي الروسي لمدة ثلاثة أيام للصيانة في نهاية الشهر الجاري، مما يزيد الضغط الاقتصادي على ألمانيا ودول أوروبية أخرى.

في موازاة ذلك، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة إلى مستويات غير مسبوقة منذ أغسطس/آب 2008. إذ استقر الغاز الطبيعي في سبتمبر عند 9.6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية يوم الجمعة، حيث كان الارتفاع مدفوعاً جزئياً بارتفاع الطلب مع ارتفاع درجات الحرارة، مما أجبر الأميركيين على تشغيل مكيفات الهواء.

أسعار الذهب تنخفض إلى أدنى مستوى لها في 3 أسابيع

 

تراجعت أسعار الذهب يوم الجمعة إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع في أول انخفاض أسبوعي في خمسة أسابيع، حيث أدى ارتفاع الدولار وعائدات السندات الأميركية إلى جانب احتمالات قيام مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة إلى تراجع جاذبية الذهب كملاذ آمن. فانخفض السعر الفوري للذهب بنسبة 2.9 في المئة إلى 1762 دولاراً للأونصة يوم الجمعة، بعد انخفاضه إلى أدنى مستوياته منذ 29 يوليو/تموز، أي عند 1753 دولاراً للأونصة في وقت سابق من الجلسة. كما تراجعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 7.9 في المئة إلى 19.1 دولاراً للأونصة، مسجلة أكبر انخفاض أسبوعي بالنسبة المئوية منذ أواخر يناير. وانخفضت أسعار البلاتين بنسبة 7.3 في المئة إلى 889 دولاراً للأونصة وأسعار البلاديوم بنسبة 4.1 في المئة إلى 2129 دولاراً.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت حيازات SPDR Gold Trust، أكبر صندوق تداول مدعوم بالذهب في العالم، بشكل طفيف إلى 989.0 طناً يوم الجمعة من 985.8 طناً يوم الخميس.

العملات المشفرة

 

في موازاة ذلك، كان الأسبوع شديد الاحمرار بالنسبة للعملات المشفرة. بعد ثلاثة أسابيع من المكاسب، تراجعت عملة البتكوين بنسبة 12.1 في المئة، وهو أكبر انخفاض لها في شهرين، ليتمّ تداولها عند 21310 دولارات يوم الجمعة، جرّاء المخاوف بشأن التضخم واحتمال استمرار التشدّد النقدي من قبل الاحتياطي الفدرالي الأميركي والتي حفّزت التراجع في أسعار العملات المشفرة والأصول الأخرى ذات المخاطر العالية.

وتراجعت إيثريوم، ثاني أكبر عملة مشفرة في العالم من حيث القيمة السوقية، بنسبة 12.7 في المئة إلى أقلّ من 1600 دولار الجمعة. ويأتي هذا التراجع الكبير على الرغم من سلسلة الأخبار الجيدة في الأسابيع الأخيرة، مدفوعة بشكل أساسي بتوقع ترقية “الدمج” القادمة، على أن تنتقل الشبكة من آلية إجماع إثبات العمل كثيفة الطاقة(PoW) ، إلى آلية إثبات الحصة الصديقة للبيئة (PoS).