Share

حركة الأسواق المالية حول العالم في أسبوع أبريل 18

المستثمرون قلقون من احتمال تشديد السياسة الأميركية
حركة الأسواق المالية حول العالم في أسبوع أبريل 18
الأسواق المالية

أشار التقرير الأسبوعي الصادر عن اتحاد أسواق المال العربية أنه خلال الأسبوع الماضي، أغلقت أسهم وول ستريت على انخفاض بينما ارتفعت يوم الخميس عوائد سندات الخزانة الأميركية ومؤشر الدولار الأميركي، حيث يخشى المستثمرون من احتمالية تشديد السياسة الأميركية مع تحرك المصارف المركزية الأخرى في جميع أنحاء العالم لتقليص خطط الدعم.

وارتفعت أسعار النفط يوم الخميس بعد انخفاض سابق حيث قام المستثمرون بتغطية مراكز البيع قبل عطلة نهاية الأسبوع الطويلة، ناهيك عن الأنباء التي تفيد بأن الاتحاد الأوروبي قد يقوم بفرض حظر على واردات النفط الروسية.

كما تراجع الذهب يوم الخميس بعد تعزز الدولار الأميركي وارتفاع العوائد مع استعداد المستثمرين لرفع أسعار الفائدة الأميركية، لكن الطلب على الملاذ الآمن الناجم عن الأزمة الأوكرانية وارتفاع نسب التضخم أبقت السبائك على المسار الصحيح لتحقيق مكاسب أسبوعية جديدة.

في الاتي تفاصيل حركة الاسواق الاسبوع الماضي:

​​الين إلى أدنى مستوى في 20 عاماً واليورو قريب من مستواه الأدنى في عامين

 

ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات يوم الخميس إلى أعلى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات حيث واصل المتداولون تقييم ارتفاع نسب التضخم. فارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 2.827 في المئة ووصل إلى أعلى مستوى له منذ أواخر العام 2018، بينما قفز العائد على سندات الخزانة لأجل 30 عاماً إلى 2.919 في المئة، حيث عززت التعليقات المتشددة من مسؤولي الاحتياطي الفدرالي التوقعات بإسراع تشديد السياسة الأميركية.

على النقيض من ذلك، قالت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في الوقت نفسه، إنه لا يوجد إطار زمني واضح للوقت الذي ستبدأ فيه معدلات المصرف المركزي الأوروبي في الارتفاع، مضيفة أنه قد يستغرق أسابيع أو حتى أشهر بعد أن ينهي المصرف المركزي خطة التحفيز في الربع الثالث من العام.

في موازاة ذلك، ارتفع مؤشر الدولار الأميركي إلى 100.5، متراجعاً بشكل طفيف عن أعلى مستوى في عامين عند 100.8 والمسجل يوم الخميس.

على هذا النحو، ارتفع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى له منذ عقدين مقابل الين وظل قريباً من أعلى مستوى في عامين مقابل اليورو يوم الجمعة. فارتفع الدولار عند 126.4 يناً للمرة الأولى منذ مايو/ايار 2002 بينما انخفض اليورو إلى 1.079 دولاراً، وهو مستوى لم نشهده منذ أبريل/نيسان 2020، بعد أن امتنع المصرف المركزي الأوروبي عن التحول إلى موقف أكثر تشدداًز

مع العلم أن عوائد السندات ارتفعت في الأسابيع الأخيرة حيث راهن المستثمرون على أن المصرف المركزي الأوروبي سيرفع أسعار الفائدة للحدّ من التضخم في منطقة اليورو والذي يبلغ 7.5 في المئة، وهو أعلى بكثير من هدف البنك البالغ 2 في المئة، وفق الدكتور فادي قانصو، مدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية.

في يوم الخميس، أعلن مكتب الإحصاء الأميركي عن ارتفاع بنسبة 0.5 في المئة في مبيعات التجزئة خلال شهر مارس/آذار، وهو أقل بقليل من المكاسب البالغة 0.6 في المئة والتي توقعها مؤشر داو جونز.

كما أفاد مكتب إحصاءات العمل يوم الأربعاء أن مؤشر أسعار المنتجين لشهر مارس، الذي يقيس الأسعار التي يدفعها تجار الجملة، ارتفع بنسبة 11.2 في المئة عن العام السابق، وهو أكبر مكسب له منذ العام 2010. وجاءت القراءة بعد يوم واحد من آخر مؤشر لأسعار المستهلك، والذي أظهرت الأسعار تضخماً بنسبة 8.5 في المئة في مارس/آذار بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وهي أكبر زيادة لها منذ العام 1981. ومع ذلك، ارتفعت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي للشهر بنسبة 0.3 في المئة، والتي كانت أقل من توقعات التضخم البالغة 0.5 في المئة.

في المقابل، تراجعت الأسهم في آسيا يوم الجمعة وسط تداول هادئ بعد أن تركت الصين بشكل غير متوقع سعر الفائدة الرئيسي من دون تغيير. في حين تم إغلاق الأسواق الأميركية والأوروبية لقضاء عطلة عيد الفصح.

وجاءت الانخفاضات في آسيا في أعقاب الخسائر التي تكبدتها وول ستريت يوم الخميس، والتي قادها تراجع أسهم التكنولوجيا وارتفاع عائدات السندات. فانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.33٪، في حين خسر مؤشر S&P 500 ما نسبته 1.21 في المئة، وانخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.14 في المئة.

كما فشلت أرباح أربعة من أكبر المصارف الأميركية يوم الخميس في تحفيز المستثمرين.

في غضون ذلك، تراجعت أسهم تويتر بنسبة 1.7 في المئة يوم الخميس بعد أن عرض الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك الاستحواذ على شركة وسائل التواصل الاجتماعي مقابل 54.2 دولاراً للسهم، بتقييم يقارب 43 مليار دولار.

أسعار النفط ترتفع بفعل الخطط الأوروبية لفرض حظر على المنتجات النفطية الروسية

 

استقرت أسعار النفط على ارتفاع يوم الخميس بعد أنباء عن قيام المسؤولين الأوروبيين بصياغة خطط لفرض حظر على المنتجات النفطية الروسية، وهي خطوة تمت مواجهتها منذ فترة بسبب تكاليفها الكبيرة على ألمانيا وقدرتها على تعطيل السياسة في جميع أنحاء المنطقة وعلى زيادة أسعار الطاقة. على هذا النحو، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى  111.7 دولاراً للبرميل، بينما أغلقت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركية مرتفعة عند 107.0 دولارات للبرميل.

في موازاة ذلك، حذرت وكالة الطاقة الدولية يوم الأربعاء من احتمال إغلاق ما يقارب من 3 ملايين برميل يومياً من النفط الروسي اعتباراً من مايو/أيار بسبب العقوبات أو رفض المشترين الشحنات الروسية.

إضافة إلى ضغوط الإمدادات الناجمة عن العقوبات المفروضة على روسيا، قالت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية يوم الاثنين إن موجة من الإغلاقات بدأت تضرب منشآتها وأعلنت عن حالة قاهرة في حقل الشرارة النفطي ومواقع أخرى.

على هذا النحو، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1 في المئة يوم الاثنين، مع تجاوز خام برنت 114 دولار للبرميل، حيث أدت الانقطاعات في ليبيا إلى تعميق القلق بشأن شحّ الإمدادات العالمية وسط أزمة أوكرانيا، حيث انخفض الإنتاج الروسي بنسبة 7.5 في المئة في النصف الأول من شهر أبريل الجاري.

من ناحية أخرى، الجدير بالذكر أن بيانات يوم الاثنين أظهرت أيضاً أن الصين قامت بتكرير نفط أقل بنسبة 2 في المئة في مارس مقارنة بالعام السابق، مع انخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول، حيث أدى الارتفاع في أسعار النفط الخام إلى تقليص هوامش الربح في حين أن إغلاق بعض المدن نتيجة تفشي وباء كورونا أدى إلى انخفاض الطلب، وفق قانصو.

أسعار الذهب نحو أعلى مستوى لها في شهر بسبب الطلب على الملاذ الآمن

 

سجلت أسعار الذهب أعلى مستوى لها في شهر واحد خلال الأسبوع حيث عزز ارتفاع أسعار المستهلكين من جاذبيتها كتحوط ضد التضخم، قبل أن تتراجع يوم الخميس مع تعزز الدولار وارتفاع العوائد. على هذا النحو، وصل سعر الذهب الفوري إلى 1971 دولاراً للأونصة واستقرت العقود الآجلة للذهب الأميركي عند 1975 دولاراً.

في الواقع، كان الذهب لا يزال يتجه نحو مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، بينما انخفضت الفضة الفورية عند 25.5 دولاراً للأونصة، ومع ذلك كانت في طريقها إلى مكاسب أسبوعية بنسبة 3.2 في المئة، وهي أفضل مستوياتها منذ أوائل مارس/آذار. كما ارتفع البلاتين إلى 990 دولار للأونصة، في طريقه لتحقيق أول مكسب أسبوعي له في ستة، بينما ارتفع البلاديوم إلى 2355 دولاراً.

السلع الزراعية

 

من ناحية أخرى، كانت السلع الزراعية تشهد بعض الضغط التصاعدي وسط اضطرابات سلسلة التوريد وارتفاع تكاليف النقل التي تسهم في التضخم في جميع أنحاء الاقتصاد العالمي.

فقد حذّر البنك الدولي في وقت سابق من هذا الشهر من أن انعدام الأمن الغذائي العالمي من المرجح أن يرتفع هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار. على سبيل المثال، وصلت أسعار الذرة إلى أعلى مستوى في 9 سنوات، حيث تستمر تكلفة السلع العالمية في الارتفاع. وقد تم تداول عقود الذرة الآجلة لشهر يوليو فوق 8 دولارات للبوشل، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2012، مع الإشارة إلى أنها كانت تتداول بالقرب من 6 دولارات للبوشل في بداية العام.