Share

الإمارات تطلق تطبيقاً هاتفياً بالذكاء الاصطناعي للكشف عن اضطرابات المحاصيل

يساعد على سدّ الفجوة بين التكنولوجيا المتقدمة والمستخدمين اليوميين
الإمارات تطلق تطبيقاً هاتفياً بالذكاء الاصطناعي للكشف عن اضطرابات المحاصيل
وزيرة التغير المناخي والبيئة في الإمارات مريم بنت محمد المهيري (مصدر الصورة: وام)

باستخدام الذكاء الاصطناعي لمعالجة واحدة من أبرز القضايا الملحّة، أطلق المركز الدولي للزراعة الملحية في دولة الإمارات (إكبا) تطبيقًا هاتفياً يعمل بالذكاء الاصطناعي لمساعدة صغار المزارعين على اكتشاف أكثر من اثني عشر اضطرابًا شائعًا في المحاصيل.

وكشفت وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات، مريم بنت محمد المهيري، عن التطبيق المسمى “د. نوبات” من قبل “إكبا” بالتعاون مع جامعة برشلونة في إسبانيا.

إقرأ المزيد: الإمارات: 19.3 مليار درهم مساهمة الزراعة في الناتج المحلي بحلول 2025

كجزء من المشروع، جمع “إكبا” بيانات أولية من بلدان مختلفة في المنطقة للمساعدة في تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي الذي قامت بتطويره جامعة برشلونة. تم اختبار التطبيق ميدانيًا على نطاق واسع بين العامين 2020 و 2022 خلال المرحلة التي سبقت إطلاقه.

يمكن لـ”الدكتور نوبات”، المتاح على متجر “غوغل بلاي”، تحديد 18 اضطرابًا شائعًا مختلفًا تؤثر على ثلاثة محاصيل المربحة والشائعة، وهي الطماطم والفليفلة والخيار. وبحسب “إكبا”، فإن هذه الخضروات الثلاثة هي عالية القيمة يستخدمها صغار المزارعين في المناطق التي تعاني من نقص المياه حيث من غير الممكن زراعة المحاصيل التقليدية. عادة ما تتم زراعة هذه المحاصيل المربحة الثلاثة داخل بيئة خاضعة للرقابة.

مطلب الساعة

 

يأمل “إكبا” أن يحدث التطبيق ثورة في الأمن الغذائي.

وبالإشارة إلى الأرقام الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، يرى المركز أن الخسارة السنوية في إنتاج المحاصيل بسبب الآفات والأمراض يمكن أن تصل إلى 40 في المئة على مستوى العالم. من الناحية المالية، تكبّد أمراض النبات الاقتصاد العالمي حوالي 220 مليارات دولار، في حين تبلغ تكلفة معالجة الحشرات الغازية حوالي 70 مليار دولار كل عام.

في إشارة إلى صغار المزارعين باعتبارهم العمود الفقري للعديد من الاقتصادات الزراعية في جميع أنحاء العالم، قالت المديرة العامة لـ”إكبا”، الدكتورة طريفة الزعابي، أنه على الرغم من أن إسهاماتهم تعتبر ضرورية لضمان الأمن الغذائي ، فإن هؤلاء المزارعين غالبًا ما يفتقرون إلى المعلومات اللازمة لحماية محاصيلهم من الآفات والأمراض المتنوعة. ويُعدّ “الدكتور نوبات” الحلّ الأمثل من “إكبا” لتزويد هؤلاء المزارعين بالتكنولوجيا المتقدمة بغية مساعدتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن محاصيلهم.

تشكل اضطرابات المحاصيل والآفات تحديًا كبيرًا أمام المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. في هذا الإطار، تؤكد الدكتورة هند محمودي، أخصائية فيزيولوجيا النبات وقائدة المشروع في “إكبا”، أن الأنظمة الذكية مثل هذا التطبيق يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في إجراء التشخيص الفوري واتخاذ إجراءات فعالة وفي الوقت المناسب.

تقرّ المهيري بأهمية ذلك، مشيرةً إلى أن التطبيق هو مثال جليّ على كيفية استخدام التكنولوجيا لمعالجة أكثر المخاوف إلحاحاً. تؤكد المهيري أنه “في مواجهة التحديات المتزايدة باستمرار، والتي يأتي التغير المناخي في مقدمتها، نعتقد أن التدخلات التقنية ستعمل على تحسين الممارسات الزراعية، كما ستسهم في تعزيز جودة وكمية الحصاد وتطوير حياة المزارعين على نحو خاص ومباشر”.

ويعمل التطبيق حاليًا في كل من مصر وتونس بالإضافة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، علماً أنه هناك خطط لنشره في بلدان أخرى في المستقبل. وبموازاة التطبيق، أطلق “إكبا” إصدارًا قائم على الويب متكامل الوظائف من التطبيق. ويعمل الإصدار في جميع أنحاء العالم، ويشكّل خطوة رئيسية نحو ضمان الأمن الغذائي، ليس في المنطقة فحسب، بل لجميع البلدان على مستوى العالم.

أنقر هنا لمزيد من الأخبار والتقارير التقنية