Share

البث المباشر: قوة دافعة لنمو وازدهار اقتصاد المبدعين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

البث المباش تشهد طلباً قوياً في عام 2021
البث المباشر: قوة دافعة لنمو وازدهار اقتصاد المبدعين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
بيغو لايف

يشعر المواطنون الرقميون (الجيل “زد”) وجيل الألفية في العالم العربي، الذين يمثلون إحدى أكبر المجموعات المشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي، بأنهم أكثر انجذاباً وتفاعلاً مع شخصيات الإنترنت المفضلة لديهم خلال فترات البث المباشر. ومع أخذ هذا في الحسبان، فليس من المستغرب أن تشهد تطبيقات البث المباشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا طلباً قوياً في عام 2021، حيث وصل الوقت الذي يقضيه السكان على هذه التطبيقات إلى 8.45 مليار ساعة، والذي ارتفع بمقدار 12.5 ضعفاً على مدار الأربع سنوات الماضية سنوات. قد يكون للمحادثات الفريدة التي يجريها المشاهدون مع المضيف أثناء البث المباشر أثر فاعل في خلق مشاعر قوية تجعل المستخدمين يستثمرون في المحتوى اليومي لصانع المحتوى. وبدورهم يستفيد صانعو المحتوى من هذا التأثير للترويج لعلامتهم الشخصية ومنتجاتهم وخدماتهم، وهو ما يساهم في تسريع نمو اقتصاد المبدعين.

غالباً ما ينظر الناس في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى البث المباشر على أنه فرصة لتأسيس روابط مجدية وذات مغزى من خلال مشاركة ثقافات من جميع مناحي الحياة. العديد من صانعي المحتوى ينجذبون في كثير من الأحيان إلى البث المباشر لطرح موضوعات مرتبطة ثقافيًا بالرياضة والألعاب والمناسبات ذات الأهمية الإقليمية مثل رمضان والعيد. مع استمرار تنامي استهلاك محتوى الفيديو، تواصل منصات البث المباشر إثبات حضورها كشركاء استراتيجيين يساعدون صانعي المحتوى على نيل التقدير وتحقيق الشهرة، ليس فقط في أنحاء المنطقة وحسب، بل على مستوى العالم، وذلك لأنها تساعد صانعي المحتوى المحليين على التواصل مع العالم والارتقاء بهم إلى المشهد العالمي.

يبرز البث المباشر كوسيلة قوية وفاعلة من حيث القدرة على تحفيز المشاهدين على المشاركة، لأن التواصل والتفاعل الفوري مع صانعي المحتوى، يمكنهم من الحضور والتواجد في قلب الحدث. ومن خلال التفاعل المتواصل مع المتابعين وإجراء جلسات البث المباشر بشكل منتظم، يتمكن صانعو المحتوى من التعبير عن شغفهم بشكل أفضل، مما يشعر المشاهدين بارتباط عاطفي أكبر تجاههم. إن فرص كسب العيش من الشغف في الشرق الأوسط لا حصر لها، خاصة للمبدعين الذين يتحدثون ويفهمون احتياجات جمهورهم من خلال البث المباشر.

إن “بيجو لايف”Bigo Live ، وهي إحدى أكثر منصات البث المباشر نجاحاً في المنطقة وتزخر بأكثر من 5 ملايين مستخدم شهري نشط، تضع في متناول المبدعين جميع الأدوات اللازمة لإنشاء محتوى مبتكر وتفاعلي، والتواصل بشكل أعمق مع مشاهديهم وترسيخ حضور ومكانة علامتهم التجارية. ومن خلال التعاون بين “بيجو” ولعبة “State-of-Survival” حظي اللاعبون المحترفون وصانعو المحتوى بفرصة لكسب 140 ألف دولار أمريكي من حوافز اللعبة؛ وهي طريقة رائعة تمكّن صانعي المحتوى من كسب مكافآت مقابل جهودهم.

نظراً لأن كل صانع محتوى يسعى إلى تحقيق تطلعاته في قطاع الأعمال، فإن من الممكن أيضاً للبث المباشر أن يوفر منافع قيّمة وكبيرة لهؤلاء الأفراد الذين يرغبون بتأسيس أعمالهم الخاصة وتنويع محتواهم. يبدأ العديد من صانعي المحتوى في البث المباشر لترسيخ سمعتهم كخبراء متمرسين في مجالهم، سواء كان ذلك مجال الموضة والأزياء أو الأطعمة أو التكنولوجيا أو غير ذلك. يمكنهم بعد ذلك طرح تشكيلة أزياء من إبتكارهم أو افتتاح مطعمهم أو إطلاق المنتجات التقنية الخاصة بهم، باعتبار أن لديهم بالفعل العديد من العملاء المحتملين من بين متابعيهم، ما يزيد من فرص نجاحهم. على سبيل المثال، تتلقى العديد من القنوات الناشئة المتخصصة بالأطعمة والمشروبات طلبات لعقد دورات تدريبية أو برامج تعليمية، من قبل المشاهدين المعجبين بإبداعات هؤلاء المؤثرين منذ اليوم الأول. وفي حال بذل المؤثر جهداً إضافياً للتفاعل عن كثب مع جمهوره، من خلال التعليقات والرسائل المباشرة والبث المباشر، فإن فرص نجاحه لتأسيس عمله الخاصة ستصبح أكبر.

إن الاستهلاك الواسع لمحتوى وسائل التواصل الاجتماعي الذي شهدناه خلال السنوات الأخيرة، قد شجع الحكومات الإقليمية على إدراك قيمة صانعي المحتوى وتأثيرهم في تشكيل شباب الغد. كما ساعدت العديد من الدول الرائدة في دول مجلس التعاون الخليجي، بما فيها، دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، في إحداث تحول حاسم في المشهد الإقليمي بما يمكّن المبدعين من تحقيق النمو والازدهار. على سبيل المثال، طرحت دولة الإمارات التأشيرة الذهبية، وهي تأشيرة صالحة لمدة 10 سنوات، والتي يمكن منحها للخبراء المبدعين الذين يساهمون في دفع عجلة الانتعاش الاقتصادي في الدولة.

يشكل البث المباشر واحداً من الآفاق الجديدة نسبياً  لوسائل التواصل الاجتماعي، وقد أثبت على مر السنين دوره في توفير قيمة اقتصادية حقيقية. ومع التقدم التكنولوجي المتسارع، فإن درجة المرونة والتحكم التي يتيحها البث المباشر لصانعي المحتوى لاتزال تنمو وتتطور باستمرار وتشجع الأفراد على استعراض محتواهم باستخدام بعض من أفضل المزايا والأدوات، وهو ما يوفر لهم طريقة أساسية لتحقيق التميز وإثبات وجودهم في السوق.