Share

“التجارة المتصلة” ترتقي بالتجارة الإلكترونية نحو آفاقٍ أوسع

محادثة مع مستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلي مبيع أفضل
“التجارة المتصلة” ترتقي بالتجارة الإلكترونية نحو آفاقٍ أوسع
التجارة المتصلة

بدأت “زبوني” كشركة إماراتية تُمكّن الشركات من سد نقاط الضعف المالية والتشغيلية، باستخدام تطبيق للجوّال كأداة لدفع الأعمال وتحسين تجربة المستخدم.

لا تزال الشركة تفعل ذلك، لكنها اليوم تطبق مفهومًا جديدًا يسمى “التجارة المتصلة”، حيث يمكن للعميل التحادث مع خدمة الزبائن، ويمكن أن نطلق عليها اسم “التجارة التخاطبية”. على مدار السنة الماضية، ساعد هذا المفهوم في نمو “زبوني” في الأسواق الأساسية مثل الإمارات والسعودية والتوسع في أسواق جديدة، بما في ذلك مصر.

وفي مقابلة خاصة مع رامي عساف، الرئيس التنفيذي لشركة “زبوني” لـ”إيكونومي الشرق الأوسط”، وجهنا إليه الأسئلة التالية:

1- ما هو المسار الذي تتخذه الشركة للتعامل مع اتجاهات التجارة الإلكترونية الجديدة؟

 

تستمر الشركة في تقديم ميزات جديدة لتحسين تجربة المستخدم، بما في ذلك إدخال مدفوعات رمز الاستجابة السريعة غير التلامسية (QR Code) ولوحات معلومات التاجر على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى إصدارات الحاسوب من تطبيقنا.

 

2- ألا تستطيع الشركات اليوم إنشاء متجر على الإنترنت بمفردها؟

 

بالطبع، يمكن للشركات بناء مواقع التجارة الإلكترونية الخاصة بها، وهناك عدد كبير منها تساعدك على القيام بذلك. ما تقدمه “زبوني” ليست التجارة الإلكترونية، بل “التجارة المتصلة”. وتسمح تلك المقاربة للتجار بخدمة عملائهم على منصات التواصل الاجتماعي والمراسلة وتوفير تجربة الدفع من خلال هذه القنوات.

وفي هذا السياق، ما يقرب من 40 في المئة من عملائنا لديهم بالفعل موقع للتجارة الإلكترونية خاص بهم قبل استخدام “زبوني”. نحن هنا نُكّمل التجارة الإلكترونية، لا أن نستبدلها.

توفر “التجارة المتصلة” الحلول للعملاء بما يتناغم مع احتياجاتهم، إذ يبلغ متوسط ​​سلة المشتريات ضمن تجربة “التجارة المتصلة” أكثر بـ2,7 مرة من التجارة الإلكترونية التقليدية ومعدلات تحقيق بيع أعلى بـ20 مرة.

3- كيف يمكن تسهيل تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى توفير بوابات دفع سهلة ومبسطة؟

 

نحن قادرون على تتبع وتسجيل المشتريات التي كانت تتم عادةً نقدًا، مما يساعد على توفير قدرة مبسطة لإنتاج تقارير مبيعات متسقة، وهذا هو عنصر رئيسي ومقدمة لفتح التمويل أمام الشركات الصغيرة. كلما زادت البيانات المتاحة، أصبحت عملية الاكتتاب أسهل بالنسبة للمقرضين. كان هذا عادةً عقبة تمنع هذا الجزء من أن يكون هدفًا للإقراض.

4-إلى أين تتجه التجارة الافتراضية؟

 

تُمكِّن “التجارة المتصلة” الشركات من بيع المزيد من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي والدردشة الشهيرة مثل “واتساب”، و”فايسبوك”، و”إنستغرام” و”تليغرام”. يمكن للشركات التفاعل مع عملائها وتحويل المحادثات إلى مشتريات من خلال مشاركة سلال التسوق وروابط الدفع في الوقت الفعلي.

في هذا الإطار، تشير الأرقام إلى أن العملاء يفتحون الرسائل من العلامات التجارية عبر تطبيقات المراسلة بنسبة 98 في المئة من الوقت مقارنة بمعدل فتح 10 في المئة فقط للبريد الإلكتروني أو نشرة إخبارية صادرة عن شركة أو علامة تجارية ما. وبالمثل، أظهرت الدراسات أن ما يقرب من 87 في المئة من الأشخاص يشعرون بأنهم أكثر ارتباطًا بالعلامات التجارية التي تتفاعل من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة.

وقد وجدت الأبحاث التي أجرتها “فايسبوك” أن 53 في المئة من المستجيبين قالوا إنهم كانوا أكثر عرضة للشراء من شركة وأخذ نصائحها من خلال تطبيقات المراسلة مثل “واتساب” أو “فايسبوك ماسنجر”. وتشير هذه الإحصائيات إلى أن الشركات التي تتفاعل مع عملائها بطريقة شخصية وتحقق بالتالي مبيعات هي التي تستخدم تلك القنوات وتمتلك أدوات سهلة تأخذ الطلبات وتقبل المدفوعات عبر المنصات التي تتفاعل من خلالها مع العميل.

5- كيف تنظرون إلى مجالات التجارة الإلكترونية أدناه من حيث التهديدات والفرص؟

 

  • الأمن السيبراني

يحتاج العملاء إلى معرفة أن الشركات التي يتفاعلون معها موثوقة وآمنة ومأمونة. هناك سوق متزايد للتعلم الآلي وأدوات الذكاء الاصطناعي التي تساعد في ضمان النزاهة والمصداقية وخصوصية البيانات.

ونظرًا لقيام المزيد من الأشخاص في المنطقة بالتسوق عبر الإنترنت وإجراء المعاملات الرقمية، تحتاج الشركات إلى الامتثال للمعايير الدولية لحماية عملائها.

  • المنافسة

على مدى السنوات القليلة الماضية، شهدنا طفرة هائلة في التجارة الإلكترونية في جميع أنحاء المنطقة. المنافسة شرسة، لذلك تبحث العلامات التجارية عن طرق لتمييز منتجاتها وما تقدمه من تقنيات، وذلك لتزويد العملاء بما يحتاجون إليه ويريدونه. مع استمرار نمو السوق، تكافح شركات التجارة الإلكترونية في كسب عملاء جدد وتحقيق المبيعات. كذلك، تسعى جاهدة للاحتفاظ بزبائنها واعتماد تكنولوجيا فعّالة لضمان تجربة شراء سلسة. هذا هو السبب في أن التجارة الإلكترونية تعد مجالاً شيّقًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يمكنها المساعدة في كل هذه الجوانب.

  • تجربة العميل

شركات التجارة الإلكترونية التي تفشل في إعطاء الأولوية للعميل حتمًا ستفشل. من الضروري أنه مع وجود مثل هذه المنافسة في السوق أن تستثمر الشركات في المجالات التي تعمل على تحسين تجربة العميل. فعلياً، لن يلتزم العملاء بالعلامات التجارية التي لا تبتكر وتعزز تجربة المستخدم، بل سيذهبون ببساطة إلى مكان آخر.

ماذا عن تحقيق المبيعات و ايجاد الأسواق المناسية؟

 

  • معدلات جودة حركة الدخول إلى الموقع / تحقيق المبيعات

على الصعيد العالمي، يقع مشهد الإعلان الرقمي وخصوصية البيانات وتتبع المستخدم على مفترق طرق كبير. للاعبين الكبار مثل “آبل” و”غوغل” و”ميتا” مواقف متباينة بشأن بما يمكن استخدام بيانات العملاء من أجله، الأمر الذي ينعكس على مساحة الإعلان الرقمي.

وقد ارتفعت في الفترة الأخيرة تكاليف الإنفاق الإعلاني للشركات الصغيرة وشركات التجارة الإلكترونية، الأمر الذي يوجب عليها إيجاد طرق للتحكم الفعّال في المحتوى الخاص بهم وأن يكونوا مبتكرين في القنوات التي يستخدمونها للوصول إلى عملائهم. وتتمثل إحدى الطرق التي يمكن أن تساعد بها التجارة الإلكترونية في أنها يمكن أن تعزز معدلات البيع، لأنها تُعد عملية بيع شخصية، مما يجعل العلامة التجارية والعملاء أقرب إلى بعضهن البعض على منصات مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة.

  • إيجاد السوق المستهدف المناسب

تكمن الفرصة في أن العلامات التجارية يمكنها تسخير البيانات لفهم عملائها بشكل أفضل وتصميم عروضها لتناسب مختلف الشرائح. وضمن هذه المفاربة، يمكن لشركات التجارة الإلكترونية التي تدير بيانات العملاء وتتعلم منها بنجاح أن تخاطب عملائها بطريقة أكثر شخصية. من المهم أيضًا البقاء على رأس الاتجاهات المهمة للعملاء مثل الاستدامة والقيم الأخلاقية ودعم الشركات المحلية وما إلى ذلك. وبهذه الطريقة، تحظى الشركات بفرص أفضل للتماهي مع جمهورها المستهدف.