Share

التضخم الأميركي لا يزال مرتفعاً.. فهل سيخسر “الفدرالي” المعركة؟

أسعار المستهلكين ترتفع أكثر من المتوقع في سبتمبر
التضخم الأميركي لا يزال مرتفعاً.. فهل سيخسر “الفدرالي” المعركة؟
بند المأوى مساهم كبير في التضخم

إنه لأمر محيّر ما يحصل في الاقتصاد الأميركي. لا شيء يبدو منطقياً اليوم. ولنبدأ بحقيقة أن التضخم في سبتمبر/أيلول كان “حاراً” بشكل غير متوقع، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 6.6 في المئة (من 6.3 في المئة في أغسطس/آب) إلى أعلى مستوى له في 40 عاماً.

المحيّر في الأمر أن التضخم لا يبدو أنه سيتزحزح رغم السياسة المتشددة التي يعتمدها الاحتياطي الفدرالي في رفع أسعار الفائدة، ورغم التراجع الذي شهدته أسعار النفط الشهر الماضي.

الأرقام الصادرة عن وزارة العمل تؤكد بلا لبس أنه يجب علينا أن نتوقع ارتفاعاً آخر بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماع اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة في نوفمبر/تشرين الثاني، وبين 50 و75 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر/كانون الأول.

وقالت وزارة العمل إن مؤشر أسعار المستهلكين (التضخم) ارتفع بنسبة 0.4 في المئة الشهر الماضي (كان الاقتصاديون يتوقعون صعوده بنسبة 0.2 في المئة) بعد صعوده 0.1 في المئة في أغسطس/آب. وكان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا ارتفاع المؤشر 0.2 في المئة.

وعلى أساس سنوي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين على مدار الأشهر الـ12 حتى سبتمبر/ أيلول، بنسبة 8.2 في المئة بعد صعوده 8.3 في المئة في أغسطس/ آب. وكان بلغ ذروته عند 9.1 في المئة في يونيو/حزيران، وهو أكبر صعود له منذ العام 1981.

ويبين التقرير الصادر الخميس، أن بند المأوى، المعروف أيضًا باسم الإسكان، مساهماً كبيراً في التضخم، وهو يمثل ما يقرب من ثلث تكاليف المستهلكين، وفقًا للمؤشر.

وهناك عامل آخر في معدل التضخم المرتفع في سبتمبر/أيلول، وهي تكاليف الغذاء التي قفزت بنسبة 13 في المئة في سبتمبر/أيلول مقابل الفترة نفسها من العام الماضي، وهو معدل الزيادة نفسه في أغسطس/آب.

في المقابل، تراجعت أسعار البنزين من أعلى مستوياتها في الصيف، وهي حاليًا عند متوسط ​​3.91 دولارات للغالون على مستوى الولايات. لكن من المتوقع أن ترتفع مجدداً بعد أن أعلنت مجموعة “أوبك +” أنها تخطط لخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً.

وفي هذا الاطار، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّه سيكشف “الأسبوع المقبل” عن إجراءات لخفض أسعار المحروقات. وقال خلال زيارة إلى لوس أنجليس إنّ “أسعار البنزين لا تزال مرتفعة للغاية وعلينا مواصلة العمل لخفضها. سيكون لديّ المزيد لأقوله بهذا الشأن الأسبوع المقبل”.

وكان رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول قال في مؤتمر صحافي بعد رفع معدل الفائدة الأخير لمجلس الاحتياطي الفدرالي في سبتمبر/أيلول، إنه مع رفع أسعار الفائدة، توقع الاحتياطي الفدرالي ان ينخفض التضخم بشكل أسرع مما هو عليه بالفعل. وقال “هذا يخبرنا أننا بحاجة إلى الاستمرار في فعل ذلك”.

وقال باول أيضًا إن المصرف المركزي “عازم بشدة على خفض التضخم إلى 2 في المئة، وسنواصل ذلك حتى يتم إنجاز المهمة”.