Share

الشرق الأوسط يتصدّر عالمياً على مستوى التغلغل الرقمي

تزايد اعتماد الأساليب الرقمية يمثل فرصة فريدة بحسب شركة ماكينزي
الشرق الأوسط يتصدّر عالمياً على مستوى التغلغل الرقمي
التغلغل الرقمي

كشف بحث أجرته شركة “ماكنزي” في ثلاثة أسواق في الشرق الأوسط – مصر والسعودية والإمارات، تسعة اتجاهات رئيسية يمكن للشركات في المنطقة استخدامها لتخطيط استراتيجيات النمو الخاصة بها.

تلخيصًا للتقرير، يقول صامويل هوبر، الرئيس التنفيذي لشركة LandVault، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد في الوقت الحالي ما يُسمى بالـ”صحوة رقمية”، مع زيادة انتشار الإنترنت بنسبة 20 في المئة سنويًا وزيادة ملكية الهواتف الذكية بنسبة 15 في المئة سنويًا. وقد أدى ذلك إلى زيادة كبيرة في التجارة الإلكترونية والمدفوعات الرقمية، حيث قدّر التقرير أن سوق التجارة الإلكترونية في المنطقة سيتجاوز 48 مليارات دولار بحلول العام 2025.

وتعليقًا على التوسع السريع في اعتماد الأدوات والخدمات التي تتزامن مع نمو قطاع الإنترنت في المنطقة، أشار نافديب شارما، المؤسس المشارك لشركة ReelStar، إلى أنه مع وجود أكثر من 53 مليون شخص على الإنترنت، فإن عدد مستخدمي الويب في المنطقة يفوق عددهم في أميركا الشمالية، وذلك بالرغم من وجود عدد أقل بكثير من الأجهزة المنزلية للفرد مقارنة بالولايات المتحدة أو أوروبا.

تعتقد ماكينزي أن هذه الأرقام يجب أن تقدم للشركات في الشرق الأوسط العديد من الخيارات الجديدة للوصول إلى المستهلكين عبر القنوات الرقمية الحالية والناشئة.

إقرأ المزيد: الرقمنة والـ AI يهيمنان على الاتجاهات الاستثمارية خلال الثلاثين عامًا القادمة

الهاتف المحمول أولاً

 

بالاستناد إلى الدراسة، يشير برادلي ألغود، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Fluent Finance، إلى أن التحول في الخدمات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كان ملموساً، بحيث جاء مدفوعاً بالتصور الإيجابي للابتكار، مع حصول تطبيقات الهاتف المحمول على أكبر حصة من المشاركة، وبروزها ضمن القنوات الرقمية الأكثر استخداماً.

يتزامن هذا مع الرؤية التي استخلصتها شركة AppsFlyer، والتي تظهر بياناتها كذلك أن الأفراد في الشرق الأوسط يعتمدون على الهواتف المحمولة بشكل أساسي. يتناول بول رايت، المدير العام لشركة AppsFlyer في أوروبا الغربية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا تقربر الشركة حول تطبيقات التسوّق. يلفت رايت أنه على خلاف التباطؤ في معظم الأسواق الأخرى مثل أوروبا أو أميركا الشمالية، إلا أن الأسواق في الشرق الأوسط تسجّل نسبة أعلى من حيث عمليات التحميل غير العضوية، “مما يعني أن المسوّقين أدركوا منذ فترة طويلة إمكانات الإيرادات الضخمة لتطبيقات الأجهزة المحمولة الخاصة بهم ويقومون بتكثيف الاستثمارات فيها”.

يعتقد هاريشكارثيك غونالان، الرئيس التنفيذي لـ CoinFantasy، أن الشركات كانت تدرك منذ فترة طويلة الحاجة إلى التحول الرقمي للحفاظ على قدرتها التنافسية، نظرًا للضغوط الاقتصادية وتنامي الاستخدام الرقمي،ى بالإضافة إلى التغيّرات الطارئة على مستوى اتجاهات المستهلكين بين السكان الشباب البارعين في مجال التكنولوجيا.

وتحتل دولة الإمارات موقع الصدارة فيما يتعلق بالتبني الوطني للتسوق الرقمي والرعاية الصحية والملابس – وهو اتجاه قد يتأثر بثقافة مراكز التسوق القوية في دبي. ومع ذلك، كي يفرض تحوّل المستهلكين إلى القنوات الرقمية الحاجة إلى استعراض أكبر للقيمة”، يقول غونالان.

التخصيص عاملاً أساسياً

 

استنادًا إلى الخبرة الواسعة التي تتمتع بها كوكالة لإدارة العلاقات مع العملاء، يعتقد نيت تايلور، المدير التجاري في Flourish، شركة التسويق المتخصصة في رحلة العملاء، أن التخصيص يشكّل عاملاً أساسياً، لا سيّما وأن عمليات التسويق أو الحلول المقدّمة التي تناسب الجميع (سواء في المتجر أو عبر الإنترنت) قد أصبحت شيئًا من الماضي .

يعتقد تايلور أن تجار التجزئة بحاجة إلى إعادة تقييم نهجهم التقليدي لمقاربة التجارب الرقمية، كما يتوجّب عليهم الاستثمار في الأدوات والمبادرات التي يمكن أن تزودهم ببيانات الطرف الأول لرسم خريطة العملاء واحتياجاتهم ومتطلّباتهم.

ويوضح تايلور أنه “من خلال القيام بذلك، يمكن لتجّار التجزئة البدء في تقديم تجارب مخصّصة على نطاق واسع؛ بدءاً من نقاط الاتصال التي تشمل البريد الإلكتروني والرسائل النصية القصيرة ومروراً بالتجارب داخل المتجر والمحتوى عبر الإنترنت والعروض المصمّمة للعميل بناءً على سلوكياته واهتماماته ومشترياته السابقة”.

في المقابل، فإن تقديم تجارب رقمية مرضية ليس بالأمر السهل، كما يقول مينا ميغالي، نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا الناشئة في ريفربيد. يشير الأخير إلى التحولات التكتونية في العمل الهجين والشبكات التي جعلت من الصعب الحفاظ على إمكانية الوصول إلى الخدمات الرقمية وتحقيق أداء عالٍ ومستويات مرتفعة من الأمان.

ويبيّن ميغالي أن: “الخبر السار هو أن المؤسسات في المنطقة تدرك أهمية تنفيذ مثل هذه الاستثمارات، وتضع التركيز اللازم على التقنيات التي تشمل المراقبة الموحّدة وتنشيط التطبيقات من أجل ضمان قدرتها على تقديم تجارب رقمية مثالية وخالية من العيوب”.

تنامي الميتافيرس

 

يظهر التقرير كذلك اتجاهًا تصاعديًا إيجابيًا لصالح الميتافيرس في المنطقة.

“لقد لاحظنا بالفعل مناطق مثل الشرق الأوسط تقود مشهد الويب 3. كل المعطيات تشير  إلى ذلك بحسب هوبر الذي يتّفق مع نتائج التقرير. يعتقد هوبر أن صناعة الويب 3 ستستمر في اجتياح العالم، وهي إلى ذلك تنذر بالشكل الذي ستكون عليه عملية التبني الرقمي مستقبلاً.

واختتم هوبر بالقول: “ستجذب مليارات المستخدمين وتغير طريقة تواصلنا وكيفية إتمامنا لعمليات التسوق واللعب وإجراء الأعمال التجارية عبر الإنترنت، مما يتيح بيئة أكثر تماسكًا وشمولية”.

أنقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار التقنية