Share

الحرب الأوكرانية تدعم أسعار الذهب بالرغم من ارتفاع عائدات السندات

ويمثل ذلك نقيضاً للارتباط الوثيق بين الذهب ومعدلات العائد الحقيقي
الحرب الأوكرانية تدعم أسعار الذهب بالرغم من ارتفاع عائدات السندات
الذهب

يشير استراتيجيون تابعون لشركة الاستثمار العالمية “إنفسكو” (Invesco) إلى أن التوترات الجيوسياسية خلال الأشهر الأولى من العام الحالي، بالإضافة إلى الحرب الدائرة في أوكرانيا، قد أدّت إلى دعم سعر الذهب، وذلك على الرغم من ارتفاع عائدات السندات. ويمثل ذلك بحسب الخبراء نقيضاً للارتباط الوثيق بين الذهب ومعدلات العائد الحقيقي. 

بمعنى آخر، عندما تنخفض العائدات الحقيقية، يرتفع الذهب، الأمر الذي يفسّر لماذا يُعدّ التضخم أفضل صديق للذهب، في حين يمثل ارتفاع أسعار الفائدة أكبر تهديد له.

في هذا الإطار، تُظهر بيانات “بلومبيرغ” أن الذهب قفز من 1829 دولارًا في نهاية عام 2021 إلى 1937 دولارًا بنهاية الربع الأول من العام الجاري، بزيادة تقدّر بـ 6 في المئة. وبالرغم أن هذا الارتفاع قد يبدو متواضعاً بحسب الخبراء في “إنفسكو”، إلا أن معظم الأصول الأخرى قد شهدت انخفاضاً في قيمتها خلال تلك الفترة (على سبيل المثال، انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 5 في المئة).

بالإضافة إلى ذلك، أدّى الاستثمار الآمن إلى ارتفاع قيمة الذهب، بحيث بلغ 2،051 دولارًا في 8 مارس/آذار الماضي. وتزامن ذلك مع الغزو الروسي لأوكرانيا الذي تسبب في إحداث زوبعة في الأسواق المالية. وبحسب أحد الاستراتيجيين الاستثماريين في شركة Invesco، فإن ذلك يثبت مرّة أخرى أن للذهب قدرات ومزايا استثمارية متنوعة. 

إلى ذلك، تُظهر بيانات صادرة عن مجلس الذهب العالمي أن صافي التدفقات الوافدة من صناديق الاستثمار المتداولة للذهب وصلت إلى 187.3 طنًا، أو 11.8 مليار دولار أمريكي في مارس/آذار الماضي، مما رفع القيمة الإجمالية للأصول الخاضعة للإدارة إلى 239.7 مليارات دولار، وهو أقل بقليل من الرقم القياسي البالغ 240.3 مليارات دولار في أغسطس/آب من عام 2020. ويتزامن هذا النمو بحسب “إنفسكو” مع ارتفاع العائدات الحقيقية، والتي تمثل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب.

ويعيد خبراء Invesco التأكيد على أن اعتبار الذهب كجزء من إستراتيجية تنويع المحفظة الاستثمارية هو أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى، وسط تقلبات وعدم يقين يواجهها المستثمرون حالياً في ظل وجود عوامل أخرى تلعب دورها في هذا المجال.

وتناقش “إنفسكو” كذلك يمكن لتدابير سياسة التقشف التي أقرّتها المصارف المركزية والتوقعات المستمرة برفع أسعار الفائدة المدفوعة بتضخم أعلى من المتوقع، أن تكون محركًا أساسيًا لتقلب أسعار الذهب في الفترة المتبقية من العام الحالي.

ويقول أحد المحللين في الشركة: “تاريخياً، شكّل الركود بيئة مثالية للذهب في الولايات المتحدة، لأن ذلك من شأنه أسهم في تقليل عائدات السندات الحقيقية وإضعاف الدولار الأمريكي”. ويوضح الأخير أن “نموذجنا يشير إلى أن مثل هذه النتيجة قد تدفع الذهب إلى ما فوق 2000 دولار، وربما أعلى، إذا استمرت المخاطر الناجمة عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا. 

على صعيد آخر، تشير “انفسكو” إلى أنه غالباً ما يتم الإشارة إلى “بيتكوين” Bitcoin على أنها “ذهب رقمي” ، بحيث يميل المستثمرين إلى الاعتقاد أن العملة الرقمية تتمتع بالعديد من الخصائص التي تشبه تلك التي يتميز بها الذهب. ومع ذلك، لا يتوقع خبراء Invesco أن تكون عملة البيتكوين أو العملات المشفرة وسيلة تحوّط ضد المخاطر الجيوسياسية في المستقبل.