Share

الرياضة في السعودية بملعب التنويع الاقتصادي   

ولي العهد يريد جعل الدوري المحلي من العشرة الأقوى في العالم
الرياضة في السعودية بملعب التنويع الاقتصادي   
استاد رياضي سعودي

شهد قطاع الرياضة في المملكة العربية السعودية نمواً لافتاً في السنوات الأخيرة سيما وأنه بات أحد مجالات الاستثمار المهمة التي تركز عليها المملكة الحريصة على توفير الدعم المالي والمعنوي القوي له.

فقطاع الرياضة يعد أحد ركائز “رؤية 2030” لتنويع الاقتصاد ورفع مستوى الرفاهية، وهو ما دفع الحكومة إلى إنشاء وزارة مستقلة تعنى بالرياضة، بعد أن كانت “الهيئة العامة للرياضة”، والعمل على توسيع قاعدة الممارسين للرياضة، في سبيل مجتمع صحي، وتعزيز القطاع للنهوض بمقوماته.

وكانت صندوق النقد الدولي توقع الأربعاء أن يظلّ زخم القطاع غير النفطي قوياً في السعودية هذا العام، بتسجيله نمواً بمقدار 5 في المئة كمتوسط.

وبات السعوديون يبدون اهتماماً كبيراً بالأحداث الرياضية سيما وأن نسبة الشباب السعودي في الفئات العمرية الأقل من 35 عاما هي الى ارتفاع وباتت تشكل 71 في المملكة من إجمالي السعوديين.

من هنا، راحت المملكة تشجع الرياضات ذاش الشعبية العالية منها مثلا كرة القدم والغولف ولعبة الكريكيت. علما أنها استضافت العديد من الأحداث الرياضية وهي تتطلع إلى استضافة كأس آسيا للسيدات من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم  في عام 2026، وكأس العالم لكرة القدم في عام 2030، ودورة الألعاب الشتوية الآسيوية في عام 2029.

اقرأ أيضاً: بنزيمة وهدسون يرتقيان بمعايير كرة القدم في دول الخليج إلى أعلى المستويات العالمية

لذا تأتي أهمية مشروع “الاستثمار والتخصيص” للأندية الرياضية في المملكة الذي أطلقه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الإثنين، من ضمن “رؤية 2030″، وذلك بهدف جعل الدوري المحلي من العشرة الأقوى في العالم ورفع قيمته التسويقية إلى 8 مليارات ريال سعودي (2 مليار دولار تقريبا).

ويرتكز مشروع “الاستثمار والتخصيص” على 3 أهداف رئيسية هي:

  • إيجاد فرص نوعية وبيئة جاذبة للاستثمار في القطاع الرياضي لتحقيق اقتصادٍ رياضي مستدام ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية ورفع مستوى الأندية وتطوير بنيتها التحتية.
  • نقل الأندية وتخصيصها بشكل عام إلى تحقيق قفزات نوعية بمختلف الرياضات في المملكة بحلول عام 2030 لصناعة جيل متميز رياضياً إقليميا وعالميا وتطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل 10 دوريات في العالم.
  • زيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويًا، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من 3 مليارات إلى أكثر من 8 مليارات ريال”.

ومن ضمن مشروع الاستثمار والتخصيص الذي أطلقه ولي العهد، أعلن وزير الرياضة في السعودية الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل في اليوم نفسه، نقل ملكية أندية “الاتحاد” و”الأهلي” و”النصر” و”الهلال” إلى صندوق الاستثمارات العامة وتحويلها إلى شركات.

وقال نائب محافظ صندوق الاستثمارات العامة، ورئيس الإدارة العامة للاستثمارات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يزيد الحميّد، إن القطاع الرياضي يعد أحد القطاعات الاستراتيجية التي ركّزت عليها استراتيجية الصندوق، حيث استثمر الصندوق في الأندية والبطولات العالمية مثل نادي نيوكاسل يونايتد وبطولة LIV Golf  ورياضة الزوارق الكهربائية .

وذكر أن الصندوق يعمل على تأسيس بُنى تحتية رياضية وترفيهية كما يحدث في مشروع القدّيّة وشركة مشاريع الترفيه السعودية. وأيضـًا استثمر الصندوق في تطوير قطاع الرياضات الإلكترونية عبر مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية. بالإضافة إلى رعاية العديد من البطولات والرياضات العالمية في مجال كرة القدم، رياضة الغولف، وسباق السيارات (فورمولا 1) والسيارات الكهربائية وغيرها، بشكل مباشر أو عبر شركات الصندوق.

ومن شأن هذه التغييرات الكبيرة أن تسهل تدفق الاستثمار الأجنبي إلى كرة القدم السعودية، لمساعدة المملكة على تحقيق أهدافها في رفع مكانتها الدولية في هذا المجال وتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

كما سيساعد في تحقيق أهداف المملكة أيضاً التعاقد مع لاعبين دوليين كما حصل مع البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي نجح فريق “النصر” السعودي بضمه في يناير/ كانون الثاني الماضي، والفرنسي من أصول جزائرية كريم بنزيمة الذي يعد أحدث نجم كرة قدم ينتقل إلى السعودية بعد التوقيع مع نادي “الاتحاد” الثلاثاء.

ولا يتوقف الأمر هنا. فالاستثمارات التي تؤمنها الحكومة السعودية في قطاع الرياضة تساهم في خلق عدد من الفرص الجديدة للشركات والشركات الناشئة في هذه الصناعة، وبالتالي خلق المزيد من فرص العمل.

إذ تعمل شركات التكنولوجيا الرياضية على تطوير منتجات وخدمات جديدة يمكن أن تساعد الرياضيين والمدربين والمشجعين على تحسين أدائهم وتجربتهم والتمتع بالرياضة.

في الختام، صحيح أن صناعة الرياضة في المملكة العربية السعودية لا تزال في مراحلها الأولى، لكن لها مستقبل مشرق. فدعم الحكومة للرياضة، وتزايد عدد الشباب، وزيادة شعبية الرياضة في البلاد، كلها عوامل تخلق بيئة مؤاتية لنمو القطاع.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من الأخبار الرياضية.