Share

خبراء يتوقّعون بروز الشرق الأوسط كمركز للعملات المشفرة

المنطقة على أهبة الاستعداد للإفادة من التقنيات الناشئة
خبراء يتوقّعون بروز الشرق الأوسط كمركز للعملات المشفرة
العملات المشفرة

كما تناولنا في مقالات سابقة، يعتقد الخبراء أن الاتجاه الصعودي القادم للعملات المشفرة من المحتمل قد يأتي من الابتكار الذي يوفر مزايا فريدة من نوعها. في خضمّ ذلك، تبرز منطقة الشرق الأوسط في موقع رئيسي للاستفادة من ذلك، والظهور كمركز للعملات المشفرة.

هناك العديد من التطورات البارزة في المنطقة، بما في ذلك أول هيئة على مستوى العالم لتنظيم الأصول الافتراضية (VARA)، والتي تتخذ من دبي مقراً لها. فضلاً عن الشراكات الأخيرة المبرمة من جانب “بينانس” في المنطقة لطرح حالات استخدام مثل عمليات إعادة تعبئة الهواتف المحمولة بالعملات المشفرة. ضف إلى ذلك البطاقات الائتمانية المشفرة، والتي تتيح للعملاء إنفاق العملات المشفرة مباشرة من محافظ التشفير الخاصة بهم، إلى جانب مزايا عديدة أخرى.

في هذا الإطار، قال صقر عريقات، المؤسس المشارك لمنصة Crypto Oasis، التي تضم أكثر من 1,650 شركة بلوكتشين في الشرق الأوسط: “إننا نشهد تدفقًا للمواهب ورؤوس الأموال في الإمارات والتي تتمتع ببنية تحتية عملية عالمية المستوى”. يخبرنا عريقات أنه من خلال دعم جميع أنواع المنظمات ، من الشركات الناشئة إلى المؤسسات البحثية، ضمن مجال الجيل الثالث للويب (Web3)، يساعد النظام البيئي الخاص بـ Crypto Oasis المنطقة على الظهور كمركز رئيسي للعملات المشفرة وتقينة الـ Web3 على حدّ سواء.

لا يشكّل ذلك تصريحاً مستغرباً لـ”فيل هارفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Sabre56: “تم تأسيس تقنية البلوط تشين والعملات المشفرة في الإمارات بتصوّر يمتد على مدار 10 سنوات كأدنى تقدير. فعلى سبيل المثال، لقد قمت بشراء بيتكوين لأول مرة في العام 2014 باستخدام LocalBTC، عبر ماكينة الصراف الآلي في شارع الشيخ زايد”.

ويرى عبد الله المؤيد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Tarabut Gateway، التي تعدّ أول وأكبر منصة مصرفية مفتوحة منظمة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن المنطقة في موقع رئيسي لترسيخ مكانتها كمركز للعملات المشفرة.

إقرأ المزيد: ماذا تعني المصرفية المفتوحة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟

الشرق الأوسط العملات المشفرةالمصرفية المفتوحة

يعتقد الأخير أن تطبيق لوائح التشفير والخدمات المصرفية المفتوحة في العديد من البلدان في المنطقة سيساعد في دفع نمو العملات المشفرة إلى أبعد من ذلك. ويوضح المؤيد: “ستساعد تقنية الخدمات المصرفية المفتوحة مستخدمي محفظة العملات الرقمية على شراء العملات المشفرة على نحو فوري، مما يؤدي إلى خفض رسوم المعاملات من خلال التحويلات المصرفية المباشرة وتجربة أكثر سلاسة للعملاء حيث يتم تقليل خطوات المصادقة وتشغيلها بشكل آلي”.

الطريق نحو المستقبل

 

يعتقد هارفي أن الأمر كله يرجع إلى حقيقة أن المنطقة تتمتع حالياً بثقافة متعددة الجوانب لناحية تبنّي واعتماد التحول التكنولوجي.

ويشدد هارفي أنه “قبل عامين من اليوم، لم تقترن كلِمتا (نيو/رقمي) “و (بنك) ضمن عبارة واحدة – أما اليوم،  يتسبّب عدد كبير من المصارف الرقمية بإحداث تحوّل في النظام المصرفي الإماراتي. يمهّد اليوم السوق العام في أبو ظبي – الذي اشتهر خلال الفترة السابقة ببطئه لناحية إصدار التراخيص – طريقاً جديدة لتنظيم الأعمال التجارية”.

وعلى الرغم من اعتقاده أنه من غير المرجح أن تؤدي المنطقة إلى الاتجاه الصعودي للعملات المشفرة في المرحلة القادمة، إلا أن هارفي يبدو واثقاً من أن الشرق الأوسط سيساهم في تحسّن أداء السوق وجعله أقل تقلبًا، فضلاً من أنه سضاعف من شرعية حالات استخدام تقنية البلوك تشين.

إقرأ المزيد: دافوس: الحوكمة العالمية عاملاً أساسياً لقطاع التشفير في الإمارات

ويمضي هارفي قدماً في القول بأن التقدم الذي حققته الإمارات في مجال البلوك تشين والعمات المشفرة سيكون بمثابة دراسة حالة لكيفية قيام دولة تتمتع بمصرف مركزي سيادي صارم بإرساء أسس وقواعد التفكير المستقبلي للتعامل مع الوجه الجديد للتكنولوجيا وإدارته.

ويؤكد: “من خلال إظهار انفتاحها على البلوك تشين، تفتح الإمارات أبوابها للمزيد من القطاعات التقنية المبتكرة، في المجالات المالية والزراعية والطبية والعقارية وغيرها.

ويضيف أن “الدولة التي تتمحور حول البلوك تشين ستتيح أيضًا إمكانية فرض ضرائب ذكية، مما يمنح الحكومات القدرة على الازدهار من خلال الإفادة من فرص النمو المتميزة التي تعِد بها الصناعات القائمة على البلوك تشين – وهو أمر حيوي بالنظر إلى الابتعاد التدريجي اللإمارات عن مجالات النفط والغاز والسياحة والعقارات باعتبارها الركائز الأساسية للناتج المحلي الإجمالي”.

هل انتهى شتاء التشفير؟

 

في المقابل، حظيت بعض أبرز العملات المشفرة، بما في ذلك Ether و Bitcoin – اللتين تعدّان العملتان الأضخم من حيث القيمة السوقية – ببداية رائعة خلال العام الجاري، بحيث سجل كلاهما نموًا يزيد عن 30 في المئة خلال الأيام الثلاثين الأخيرة، مع تحوم البيتكوين حول الـ 23 ألف دولار، مما يعكس مؤشراً نفسياً بالغ الأهمية.

إقرأ المزيد: هل سيكون 2023 عامًا مثيرًا للعملات المشفرة؟

أدت الأجواء الإيجابية المتزايدة إلى أن يشير بعض منصات التشفير إلى هذه الحركة على أنها ارتداد من القاع، مع جهة متنامية تؤكد أن العام 2023 سيحمل تفاؤلاً أكبر في أسواق العملات الرقمية مقارنة بالعام السابق. وإنما الفضل يرجع في ذلك في المقام الأول إلى النجاح في التصدي للمخترقين والمتسللين، ووضع حدّ في الغالب للتداعيات المترتبة عن هجوماتهم.

ومع ذلك، من المهم في الوقت نفسه التنويه إلى أن سوق التشفير يتّسم بدرجة عالية من المضاربة، ويمكن أن يتأثر بمجموعة واسعة من العوامل. لا تنفكّ الاقتصادات حول العالم تستقبل كارثة تلو الأخرى، وما هي عمليات التسريح الأخيرة من قبل عمالقة التقنية إلا تذكير فعلي بأنه ما زال أمامنا شوط كبير نقطعه قبل الخروج من الخندق.