Share

سباقات الفورمولا واحد في البحرين…. محطة سياحية واستثمارية مهمة

تمديد العقد حتى عام 2036 على أقل تقدير
سباقات الفورمولا واحد في البحرين…. محطة سياحية واستثمارية مهمة
الفورمولا واحد في البحرين

تخيّلوا أنكم تجلسون في منصة الحضور داخل حلبة البحرين لسباقات الفورمولا واحد، تشاهدون إحدى أهم البطولات… تسمعون بين الحين والآخر هدير السيارات التي تصطف وراء بعضها انتظارًا للاشارة الاولى لتنطلق وتتنافس في ما بينها للوصول الى خط النهاية والاحتفال بالفائز، فيما تصدح هتافات الجماهير لتشجيع سائقها المفضل، الذي يشعر هو بدوره بمزيج من الاحاسيس في الوقت نفسه… إنه خائف متوتر ومتحمس في آن و”الادرينالين” في أعلى مستوياته!

ولكن مهلًا سباق آخر يجري في الكواليس بين الشركات الكبرى  في القطاعات الاقتصادية التي تتسابق من اجل الاستثمار بهذه السباقات وتحقيق الارباح واستقطاب المزيد من الجماهير وجذبهم للترفيه كطيران الخليج مثلاً الراعي الرسمي للفورمولا واحد في البحرين منذ انطلاقته.

وفي ما يلي سنأخذكم في رحلة الى داخل كواليس سباقات الفورمولا في البحرين لنتعرف على بعض الارقام المهمة.

مهرجان سياحي

 

بدأت رحلة البحرين في استضافة سباقات الفورمولا واحد في العام 2004 ، لتصبح الدولة العربية الاولى التي تقيم هكذا فعاليات رياضية على أراضيها، ومنذ ذلك الوقت تحوّل الموسم السنوي الى مهرجان سياحي كبير يجذب الصغار والكبار ويحضرها قادة ورؤساء ومسؤولون كبار في العالم.

ولعل أبرز دليل على نجاح البحرين في استضافة السباقات ولاسيما النسخة الاخيرة منها التي امتدت من 17 وحتى 20 مارس/ آذار الماضي، تمديد العقد حتى عام 2036 على أقل تقدير ما سيسهم في تحقيق المزيد من العوائد المضاعفة في السنوات القادمة.

عدد قياسي من الجماهير

 

وبلغت اعداد الجماهير عدد قياسي، إذ أعلنت حلبة البحرين الدولية في ختام سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا واحد، أن عدد الجماهير التي حضرت بلغ 98 ألف شخص في الأيام الأربعة للسباق.

كما حضر 35 الف شخص يوم السباق، وهو عدد قياسي تاريخي في تاريخ سباق جائزة البحرين الكبرى 2022، الى جانب أعلى نسبة حضور دولي للجماهير الدوليين بزيادة تبلغ 50 في المئة مقارنة بعام 2019.

وتجدر الاشارة الى انه يتابع السباقات سنوياً 1.8 مليار شخص عبر شاشات التلفاز، و40 مليون متابع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ويتألف من 22 جولة تقام في عدة دول حول العالم، من ضمنها 3 دول عربية هي: البحرين السعودية، والإمارات.

منافع اقتصادية

 

فيما كانت السباقات تجري في وضح النهار، شهد العام 2014 انطلاقة السباقات الليلية بعد تزويد الحلبة بكاشفات ضوئية عملاقة لتجنب حرارة النهار واجتذاب جمهور أكبر وتنظيم حفلات وفعالية ليلية متزامنة مع السباقات. ولتنظيم السباقات هذه منافع اقتصادية كثيرة، فبينما كانت تكلفة إنشاء حلبة البحرين لسباقات السيارات بلغت 150 مليون دولار. كانت العوائد الاقتصادية تعادل 100 مليون دولار سنويًا في المتوسط، في حين يقدر المحللون ان الفوائد الاقتصادية غير المباشرة من تنظيم البحرين للسباقات والترويج العالمي الكبير له قد تصل الى نصف مليار دولار سنويًا من خلال تشجيع السياحة وتسليط الضوء على جاذبيتها الاستثمارية.

وبعدما كان يعاني قطاع الفنادق في العالم وفي البحرين خصوصًا من تداعيات كورونا فإن نسبة إشغال الفنادق البحرينية خلال فترة السباق تراوحت حوالى 70 في المئة الى 100 في المئة في بعض الفنادق، مدفوعةً مع تخفيف اجراءات تدفق الزائرين من السعودية عبر الجسر الواصل بين البلدين.

كما عملت البحرين ومازالت على الاستثمار في القطاع الرياضي، من خلال إنشاء بنية تحتية متطورة تخدم الفورمولا واحد ومنها مركز المعارض الجديد والقريب من حلبة البحرين الدولية، التي استثمرت الدولة فيها عبر المردود من خلال تفعيل المنشآت باستضافة السباق وما يرافقه من فعاليات. هذا ويقترح المحللون الاقتصاديون انه يمكن الاستفادة من الفورمولا في الترويج لقرار إطلاق الإقامة الذهبية في المملكة باعتبار أن الحلبة تعد مركزًا مهمًا لنخبة من الراغبين في هذا النوع من الإقامات وخاصة المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة.

نمو في سوق الاطارات

 

الى جانب هذه الارقام، يأتي الآن دور سوق الاطارات الذي يشهد انتعاشَا ونموًا بسبب ارتفاع اعداد سباقات السيارات التي تعمل كمحرك رئيسي لهذا السوق . حيث من المتوقع أن تصل القيمة السوقية إلى 43 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026 ومن المتوقع أن يسجل معدل نمو سنوي مركب يزيد عن 6.5 في المئة خلال الفترة المتوقعة 2021-2026.

استثمار في السياحة

 

من جهة أخرى، استفادت هيئة البحرين للسياحة والمعارض من فعالية “الفورمولا 1” في الترويج للبحرين سياحيًا على مستوى المنطقة والعالم، والتعريف بالوجهات والمقاصد السياحية وبرنامج الفعاليات الحافل على مدار العام.

واستثمرت الهيئة وجود 38 من الوكلاء السياحيين العالميين في البحرين في تنظيم برنامج عمل حافل لهم، تضمن تعريفهم عن قرب بأبرز معالم الجذب في القطاع السياحي البحريني، والتطور غير المسبوق الذي تشهده البنية التحتية السياحية في البحرين من خلال مشروعات ضخمة من بينها مركز المعارض الجديد ذي الصلة بسياحة الأعمال، ومشروعات تطوير السواحل مثل ساحلي قلالي والغوص وخليج البحرين، إضافة إلى مشروعات القطاع الخاص مثل مسرح الدانة ومشروع سعادة ومراسي وغيرها.

وانطلاقا من النجاح الكبير الذي تحقق في نسخة الفورمولا واحد هذا العام من خلال جذب قرابة مئة ألف زائر من خارج البحرين، وتحقيق زيادة وصلت لـ 50 في المئة في أعداد السياح الدوليين، خصصت الهيئة أيضًا جانب من هذه الزيارة من أجل الاتفاق على وضع باقات سياحية تنافسية وجاذبة تقوم شركات ومكاتب الوكلاء السياحيين المشاركين في الزيارة بالترويج لها في أسواق الدول التي يعملون فيها.