Share

“الورق” يختفي شيئًا فشيئًا من معاملات الدول الخليجية

إجمالي الإنتاج العالمي من الورق والكرتون أكثر من 400 مليون طن كل عام
“الورق” يختفي شيئًا فشيئًا من معاملات الدول الخليجية
الورق

لا نزال نستخدم الاوراق لأغراض عديدة في جميع أنحاء العالم بالرغم من دخولنا العصر الرقمي. ويبلغ إجمالي الإنتاج العالمي من الورق والكرتون أكثر من 400 مليون طن كل عام بحسب STATISTA.

 آثار بيئية

 

ولكن لإنتاج الورق آثار بيئية سلبية على الكوكب، تشمل التصحّر نتيجة قطع الاشجار التي تعد عنصرًا مهمًا في امتصاص ثاني أوكسيد الكاربون، إضافة الى تعريض التنوع البيولوجي للخطر وتلوث الهواء.

إلى جانب ذلك، تعدّ صناعة عجينة الورق خامس أكبر مستهلك للطاقة، إذ تستهلك 4 في المئة من إجمالي استخدامات الطاقة في العالم.

ولكن الاهم، أن إنتاج الورق يترتب عنه كمية كبيرة من النفايات الصلبة، إذ تشكل هذه المادة حوالي 26 في المئة من إجمالي النفايات.

مفهوم الحكومات الالكترونية

 

هذه الحقائق والارقام المرعبة كانت دافعًا لدول مجلس التعاون الخليجي للمضي بإجراءات التحوّل الرقمي الذي يحصل على الصعيد العالمي، والى إرساء مفهوم الحكومات الالكترونية الذي يساعد في التخفيف من استهلاك المواد الورقية.

وأتت هذه السياسة بثمارها، إذ تصدّرت هذه الدول مؤشر نضوج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقّالة لعام 2021 الصادر عن “الاسكوا”، حيث جاءت السعودية، الإمارات وقطر في المراتب الثلاث الأولى.

السعودية

 

السعودية من الدول الرائدة في هذا المجال. فساهمت البنية التحتية الرقمية المتطورة في المملكة في تسريع عملية التحول الرقمي فيها.

وتتعدد الخدمات الإلكترونية المقدمة من قبل الجهات الحكومية، والتي يستخدمها آلاف المواطنين يوميًا.

وإهتمام الحكومة بأهمية التحوّل الرقمي لكافة خدماتها الحكومية تزامن مع تعاون مشترك بين الوزارات لتفعيل الحوكمة الإلكترونية في ضوء “رؤية المملكة 2030” والعمل على تحسين كفاءة الخدمات واستدامتها.

وأنشأت منصة “يسر” المتكاملة تشمل جميع الجهات الحكومية لتبادل المراسلات والوثائق الحكومية بطريقة إلكترونية آمنة، وسهلة، وعالية الجودة، وموفرة للوقت والجهد والتكلفة، من أجل الوصول إلى مفهوم “حكومة بلا ورق”.

الامارات

 

عندما أطلقت الامارات مبادرة “الحكومة الذكية”، قال نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حينها أن “الحكومة الناجحة هي التي تذهب للناس ولا تنتظرهم ليأتوا إليها”.

هذه المقولة باتت حقيقة اليوم وثابتة على أرض الواقع بعد تطوّر الرقمنة الحكومية، وبعدها تطبيق “استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية”، التي جعلت من حكومة دبي أول حكومة “لاورقية” على مستوى العالم.

وأصبحت المعاملات والإجراءات الداخلية والخارجية كافة في حكومة دبي رقمية بالكامل اليوم، وتُدار من خلال منصات خدمات حكومية رقمية شاملة.

وتهدف “استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية” إلى توظيف التكنولوجيا المتطورة في بناء منظومة متكاملة للعمل الحكومي الخالي من الأوراق.

وساهمت في القضاء على استخدام أكثر من 336 مليون ورقة كانت تستخدم لإنجاز المعاملات.

كما وفّرت ما يزيد على 1.3 مليار درهم، إضافة إلى أكثر من 14 مليون ساعة على المستوى الحكومي.

وانضمت مؤخراً جهتان حكوميتان إلى “استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية” وهما جهاز الرقابة المالية- دبي، وغرفة دبي.

وفي السياق، كشفت غرفة تجارة دبي مؤخرًاعن حصولها على ختم “100% لا ورقية” من هيئة دبي الرقمية بعد التزامها تطبيق “استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية”.

واستغنت عن نحو 37 مليون ورقة وهو إجمالي استهلاكها من الأوراق المطبوعة خلال هذه الفترة، وعن 49 آلة طباعة في الغرفة.

وتجدر الاشارة الى أن الغرفة توفر أكثر من 50 خدمة رئيسية ذكية، وباتت نموذجاً رائداً في التحول الرقمي، والبنية التحتية الرقمية المتطورة ذات الكفاءة العالية التي تلبي جميع متطلبات القطاع الخاص ومجتمع الأعمال.

قطر

 

أما قطر فباتت اليوم من الدول الاكثر تقدماً في مجال الرقمنة والتحوّل نحو التكنولوجيا الحديثة، تماشيًا مع “رؤية قطر 2030″، ما ساعد في تراجع استهلاك الورق بشكل كبير.

ويتضمن برنامج حكومة قطر الرقمية خدمات رقمية وصل عددها إلى أكثر من 1200 خدمة.

ويستفيد المواطنون والمقيمون والعاملون في قطر من الوصول إلكترونيًا إلى أكثر من 400 خدمة منها 150 يمكن إتمامها إلكترونيًا بشكل كامل.

قطاعات أخرى

 

الى جانب القطاع العام، ساهمت القطاعات الاخرى في التخفيف من استهلاك الورق إنقاذًا للبيئة، خصوصًا بعدما بدأ المسار مع انتشار كورونا.

فمثلًا بعدما باتت العديد من الشركات تعتمد على نظام “العمل الهجين” او “العمل عن بعد”، انخفض استهلاك الاوراق التي تدخل في سياق الاعمال كالوثائق والبريد الالكتروني، العقود… إلخ.

نحو 83 في المئة من الشركات في الامارات تدعم ممارسات العمل الهجين وفق تقرير جديد صادر عن شركة “سيسكو” للمعدات الشبكية.

أما قطاع التربية فحدّ لمدة عامين متتاليين من استخدام الورق من خلال التعليم عن بعد واستمرّ في هذه الخطة بعدم أثبتت نجاحها وانتاجيتها.

وخصصت على سبيل المثال لا الحصر، وزارة التربية والتعليم في الامارات متجرًا إلكترونيًا خاص بالطلاب يحتوي علي الكتب المدرسية ومصادر التعليم حيت يمكن للطلاب فتح حساب علي المتجر والإطلاع علي المناهج  وأحدث الكتب المدرسية.