Share

اليوم العالمي للمرأة: مسيرة فاطمة سجواني في قطاع التقنية المالية تؤتي ثمارها

رحلة شابة إماراتية إلى الريادة في أمازون الإمارات
اليوم العالمي للمرأة: مسيرة فاطمة سجواني في قطاع التقنية المالية تؤتي ثمارها
فاطمة سجواني، مدير أول للشراكات، خدمات أمازون للمدفوعات، الإمارات

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أجرت “إيكونومي ميدل إيست” مقابلة مع فاطمة سجواني، مدير أول للشراكات، خدمات أمازون للمدفوعات، الإمارات.

تعد سجواني شابة إماراتية على قدر كبير من النجاح في قطاع التقنية المالية، بحيث تشغل منصباً دقيقاً وديناميكياً في آن يقوم على الشراكات والابتكار والتكنولوجيا.

في هذه المقابلة، تتطرق فاطمة إلى مسيرتها المهنية، كما وتشارك تجربتها في شغل منصب استثنائي في أمازون لخدمات الدفع الالكتروني. مقابلة عبر البريد الإلكتروني مع موقع إيكونومي ميدل إيست.

بصفتك سيدة إماراتية تعيش وتعمل في دولة الإمارات، هل تشعرين بأن الدولة تتبنى المساواة بين الجنسين والإدماج بطريقة تؤثر بشكل حقيقي لتعزيز حصول المرأة على فرص عمل واستلامها مناصب قيادية؟

 

حققت دولة الإمارات تقدماً كبيراً في تكافؤ الفرص أمام المرأة في مكان العمل. وعلى مدار العقد الماضي، لم تقتصر إنجازات الحكومة على اعتماد سياسات جديدة وطرح برامج رائدة لضمان إدماج المرأة كمساهم نشط في اقتصاد البلاد، بل حرصت أيضاً على تنفيذ إجراءات أسهمت في إحداث تغيير إيجابي على هذا الصعيد. والأكثر أهمية من ذلك، أن دولة الإمارات لديها إيمان راسخ بأن النساء والرجال شركاء متساوون في المجتمع، وهذا ما يؤدي إلى تأثير كبير ينتج عنه الوصول إلى قوى عاملة ومجتمع ودولة متوازنة من حيث المشاركة المتساوية بين الجنسين.

وتسهم النساء بدور أكبر في الأعمال التجارية والقطاع الحكومي والمناصب في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من خلال العديد من المبادرات التي تطلقها الهيئات الحكومية والقطاع الخاص. أنا شخصياً فخورة بكوني امرأة إماراتية تعمل في شركة عالمية رائدة مثل أمازون. وفي يومنا هذا، تقوم النساء برسم مسارات مهنية جديدة بدءاً من العمل في قطاع الفضاء وانتهاءً بالتغير المناخي، وفي مجالات تشمل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

IWD

ما الذي دفعك للانضمام إلى أمازون الإمارات وماذا هي المهام التي تقومين فيها على وجه التحديد؟ ما رأيك بنمو قطاع التجارة الإلكترونية في المنطقة والمسار الذي يجب أن تسلكه للمضي قدماً خاصة مع سيطرة الجيل التالي لتكنولوجيا الإنترنت “الويب 3 ” الأكثر تأثيراً حالياً؟

 

انضممت إلى أمازون لخدمات الدفع الإلكتروني في عام 2022 بعد انقطاعي عن العمل لإكمال دراستي العليا ونيل درجة الماجستير في إدارة نظم المعلومات والابتكار الرقمي من جامعة وارويك في المملكة المتحدة. وقد منحتني خدمات أمازون للمدفوعات الفرصة لوضع خبرتي ورؤيتي ومعرفتي الأكاديمية موضع التنفيذ في مجال يحقق مزيداً من النمو في المنطقة. وأنا فخورة بأن أكون جزءاً في قطاع يسهم في التحول الرقمي وتسجيل نمو متسارع للتجارة الإلكترونية في المنطقة. وأعتقد أن هذا النمو سيتواصل ويتوسع بشكل أكبر خاصة مع التقدم الذي نشهده بفضل الويب 3، مما يؤثر على جوانب مختلفة من حياتنا أثناء البحث عن فرص جديدة كما يقدم تجربة محسّنة للعملاء. وأنا متفائلة بأن هذا النمو سيساعد في حل مشكلة الاستبعاد المالي، ويوفر فرصاً أفضل لتعزيز التعليم وتحسين مستوى الدخل وزيادة النمو.

أعمل حالياً في أربعة أسواق هي: الإمارات وقطر والكويت وعُمان، حيث أدير العلاقات مع العديد من المؤسسات المالية لتمكين خدمات أمازون للمدفوعات من تقديم حلول فعّالة مثل معالجة المدفوعات والأقساط لشركة أمازون والتجار الآخرين الذين يعملون مع خدمات أمازون للمدفوعات. وكجزء من مهامي أقدم الدعم لطرح مبادرات إستراتيجية مثل التوسع في أسواق جديدة، وتمكين قنوات الدفع المختلفة، وضم شركاء جدد، وإطلاق منتجات جديدة. إضافة إلى ذلك، أقدم الدعم اليومي للعديد من فرق العمل للتغلب على التحديات مثل الاكتتاب أو التسعير. أشعر بالرضا عن إنجازاتي من خلال هذا المنصب والذي يتيح لي تعلم الكثير بشكل مستمر.

هل تمارس أمازون على مدار العام فلسفتها بشأن تعزيز التنوع والشمولية والفرص المتساوية بعيداً عن أجندة التوطين في الإمارات؟ كيف تعرف النساء العاملات المحترفات أن هذه الفلسفة عملية، بغض النظر عن مكان عملهن؟

 

إن تركيز أمازون على التنوع والمساواة والشمولية يبدو واضحاً في كافة أقسام وأعمال الشركة. نحن نقدّر الآراء المتنوعة ووجهات النظر المختلفة، ومشاركة موظفين من العديد من الخلفيات الثقافية، ونثمن خبراتهم الغنية ومساهمتهم في الابتكار بما يعود بالنفع والفائدة على عملائنا ويحسن تجربتهم في التسوق الإلكتروني. تلتزم الشركة بتوفير بيئة عمل رائعة لجميع الموظفين، وبالتالي تبذل قصارى جهدها لضمان مكان عمل متنوع وشمولي بحيث تشعر النساء بالتمكين، ويستطعن تحقيق التقدم الوظيفي والارتقاء بمسيرتهن المهنية، والوصول إلى مناصب قيادية. وباعتبارنا في مراكز قيادية، نتلقى تدريباً شاملاً وبرامج تدريب خاصة تتناول التحيز اللاواعي لإرشادنا وتوجيهنا للحدّ من التحيز في المهام التي نقوم بها، بدءاً من التوظيف وانتهاءً بالاحتفاظ بالموظفين وإدارة فرق العمل. وتبذل أمازون جهوداً مدروسة لتدريب القادة على ممارسة الأدوار القيادية مع مراعاة مشاعر الموظفين وتحديد احتياجاتهم وتفهّمها، والتغلب على التحيز، وبالتالي المساهمة في خلق بيئة عمل تسودها الفرص المتساوية للجميع.

IWD

ما الذي دفعك إلى دخول مجال التكنولوجيا المالية، وهل هذ القطاع  يقتصر العمل فيه غالباً على جنس دون الآخر؟

 

تعد التكنولوجيا المالية مجالاً حيوياً في عالمنا اليوم، وعندما تخرجت من الجامعة الأمريكية في الشارقة بدرجة البكالوريوس في التمويل، ساعدتني التكنولوجيا المالية من الاستفادة من درجتي العلمية من خلال تقديم حلول ذات قيمة في العديد من القطاعات. على سبيل المثال، أتاحت لي درجتي العلمية توفير أداة بسيطة للعمّال للحصول على رواتبهم وادخارها وتحويلها، كما أتاحت لي أيضاً تقديم طرق أفضل للدفع واستلام المدفوعات للشركات الصغيرة والمتوسطة وقطاع الأعمال. إن فرصة العمل بشكل خلّاق وتقديم قيمة في نفس الوقت هي أكثر ما أحبه في التكنولوجيا المالية. علاوة على ذلك، يرتكز هذا القطاع على الابتكار ويشهد بشكل متواصل تقديم حلول وأفكار جديدة تستوجب المتابعة والبقاء على اطلاع دائم بها.

وفي حين أن التكنولوجيا المالية مليئة بالفرص، فهي أيضاً قطاع سريع النمو والتطور. وتتطلب طبيعة مهامي كمدير أول للشراكات العمل والتواصل على نطاق واسع مع البنوك، وهذا القطاع يغلب عليه عمل عدد أكبر من الموظفين الذكور. ومع ذلك، فقد أظهر معظم الشركاء التقدير وتفهم قيام سيدة بهذا العمل، ما ساعدني على التركيز لتحقيق أقصى استفادة لهم من خلال لخدمات الدفع الإلكتروني. كل ما يتطلبه الأمر هو بناء الثقة في أن مدير الشراكة الذي يتعاملون معه، سواء كان رجل أو سيدة، قادر على توفير حلول ناجحة لهم ودعمهم بأفضل طريقة ممكنة.

ما هي الرسالة التي تودين تقديمها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة؟

 

أنصح النساء بالمغامرة والإقبال على المهن في قطاع التكنولوجيا، وخاصة تكنولوجيا المدفوعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نظراً لكونها سوقاً واعدة تشهد نمواً متواصلاً، كما يوجد في المنطقة العديد من الفرص والتحديات التي تحتاج إلى حلول فعالة في مجال تكنولوجيا المدفوعات. وبالتالي، من المهم أن تكون المرأة جزءاً من النمو والتطور للمساهمة بإحداث تغيير إيجابي وضمان مراعاة متطلباتها ورؤيتها.