Share

بعد غياب عامين، هل تعود التقاليد الى احتفالات عيد الفطر؟

كيف سيكون الوضع على صعيد الانفاق والوجهات السياحية لقضاء العطلة؟
بعد غياب عامين، هل تعود التقاليد الى احتفالات عيد الفطر؟

بعد عامين على غياب الاحتفالات بعيد الفطر جراء جائحة كورونا التي بعّدت العائلات وحدّت من النشاطات الاجتماعية والاقتصادية يأتي العيد هذا العام مليئًا بالأمل والفرح والبهجة خصوصًا بعد تخفيف الاجراءات الوقائية. ولكن هل ستعود العادات والتقاليد الى احتفالات هذا العام، وكيف سيكون الوضع على صعيد الانفاق والوجهات السياحية لقضاء العطلة لاسيما في الامارات والسعودية؟

ما هي وجهة العطلة؟

 

في العيد هذا العام، سينقسم الاماراتيون بين من سيتوجه في عطلة العيد الى خارج الدولة وبين من سيمضي عطلته داخلها وستتيح الإجازة الطويلة مجموعة من الخيارات أمام الأسر والأفراد، حيث تشكل مراكز التسوق والمدن الترفيهية والشواطئ والحدائق أبرز الوجهات المتوقع ارتفاع الإقبال عليها خلال عطلة العيد.

كما تستعد الفنادق والمنتجعات السياحية لتحقيق نسب إشغال مرتفعة بحسب التوقعات، مستفيدة مما تشهده الدولة عادة من حركة نشطة في أعداد الزوّار من مختلف دول العالم، ولا سيما من دول مجلس التعاون الخليجي، فضلا عن الإقبال من المقيمين بالدولة.

من جهة أخرى، يتحضر الاماراتيون للسفر في إجازة طويلة خارج الدولة خصوصًا بعد عامين من قيود كورونا بالرغم من ارتفاع أسعار تذاكر الطيران نتيجة الزيادة بأسعار الوقود. أما أبرز وجهات الاماراتيين، فتبقى جزر سيشل وموريشيوس والمالديف في أول قائمة البلدان لسهولة الوصول إليها من الإمارات. وقد دخلت البلدان الاسيوية الى هذه اللائحة بما في ذلك سريلانكا وتايلاند وبالي وسنغافورة وماليزيا.

كما تمثل عطلة العيد أيضًا وقتًا مثاليًا للسفر في جميع أنحاء منطقة دول مجلس التعاون الخليجي قبل حلول الصيف الشديد، فيما تزداد هذا العام شعبية البحرين وسلطنة عمان.

ماذا عن السعوديين؟

 

بعض السعوديين يفضلون من جهتهم السفر خارجًا في عطلة العيد، في حين يفضل البعض الآخر البقاء في المملكة والاستمتاع بالفعاليات الثقافية والترفيهية التي تقام في مختلف أنحائها، الى جانب البقاء وقضاء وقت أطول مع العائلة خصوصَا وأن الحكومة قد حددت أيام العطل للقطاعين الخاص والعام.

أما أبرز الوجهات الخارجية للذين يخططون للسفر الى الخارج، فهي تشبه وجهات الاماراتيين إلا أنه يضاف إليها البلدان الاوروبية: كإسبانيا، وإيطاليا وبريطانيا وغيرها.

من جهة أخرى، تعتبر السعودية وجهة أساسية للاجانب ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصًا وأن في هذا الوقت من العام لا تزال درجات الحرارة مقبولة ويمكن التحرك بسهولة، إضافة الى ان المملكة باتت محط جذب مهم في المنطقة لجهة الخدمات المتميّزة في قطاعي الضيافة والسياحة.

الانفاق

 

أما لجهة الانفاق، فمن البديهي أن ترتفع الارقام في هذا المجال خصوصًا بما يخص قائمة الهدايا والطعام. فتستعد محلاتُ بيع الحلوى والمكسرات والتمور لاستقبال موسم العيد عبر توفير تشكيلة متنوِّعة، إذ من المتوقع أن ترتفع نسبة الإقبال على شراء مستلزمات العيد مقارنة بالعيد الماضي نتيجة تخفيف القيود وبدء المواطنين والمقيمين بالخروج واستقبال المهنئين بمناسبة العيد في منازلهم.

وفي حين يشهد قطاع التجارة الإلكترونية في دول الخليج فترة انتعاش ملحوظة خلال عيد الفطر، تفضل نسبة كبيرة من المستهلكين شراء احتياجاتهم وهدايا العيد من خلال أشهر المتاجر الإلكترونية التي تقدم كثيراً من العروض المغرية في هذه الفترة، إضافة الى ان هذه الانواع من المتاجر تخفف عبء الذهاب إلى مراكز التسوق وتفادي الازدحام في الاعياد، كما أن المواقع الإلكترونية أصبحت اليوم آمنة ما عزز الثقة بها. من دون أن ننسى طبعًا من يفضل الذهاب شخصيًا الى المحال واختيار حاجياته بنفسه.

في السعودية، أظهرت دراسة أجرتها شركة “تولونا” العالمية المتخصصة في دراسات السوق الرقمية أن الإنفاق على التسوق الرقمي في عيد الفطر هذا العام في أسواق المملكة أكثر بنسبة 46 في المئة من العام السابق، في القطاعات كافة. وأكدت الدراسة أن نسبة 85 في المئة من المشاركين في الدراسة يرغبون في التسوق لأنفسهم ولأفراد العائلة أيضاً، حيث أفاد 82 في المئة من المشاركين، بأن التسوق خلال شهر رمضان وعيد الفطر يعتبر أساسياً في هذه الفترة الاحتفالية.

وفي قائمة الهدايا، احتلت الحلويات، والألعاب، والأموال النقدية، والعطور، مرتبة عالية بين الأنواع الأخرى التي يرغب سكان المملكة في شرائها كهدايا لأفراد العائلة، وذلك بالترتيب التالي: حلويات بنسبة 53 في المئة، الأموال النقدية (العيادي) 49 في المئة، الألعاب والعطور 48 في المئة.

وآثر 56 في المئة من المشاركين شراء هذه الهدايا خلال شهر رمضان المبارك، فيما يفضل العديد الانتظار حتى نهاية الشهر الفضيل لشراء هدايا العيد، وذلك للاستفادة من حملة الحسومات على الأسعار تحضيراً للعيد.

أما في الامارات، فتشهد مراكز التسوق وأسواق التجزئة نشاطاً ملحوظاً وإقبالاً كبيراً منذ الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل وسط إقبال من الزوار والمتسوقين على الشراء في ظل وجود العديد من العروض الترويجية والخصومات والتنزيلات في المتاجر والمحال التجارية، ما يعزز حركة التسوق الى جانب لجوء البعض الى المواقع الالكترونية للتسوق.

ولتعزيز حركة الاسواق، أعلنت مجموعة مراكز التسوق في دبي، أنها تستعد لإطلاق حملة سحوبات “تسوق واربح”، احتفالاً بعيد الفطر.

وأفادت المجموعة في بيان بأنها تمنح المتسوقين فرصة للاستفادة من العروض الحصرية، والحصول على فرصة للفوز بجوائز نقدية تصل إلى 200 ألف درهم.

الى ذلك، تتوقع مراكز تسوق بأبوظبي انتعاشاً ونشاطاً قوياً في عيد الفطر، بنسبة تتراوح بين 7في المئة إلى 10 في المئة خلال العام الجاري 2022، لتعود الحركة إلى سابق عهدها قبل الجائحة.