تظهر رأس الخيمة علامات على الانتعاش في ظل جهود التنويع التي تعزز النشاط في سوق العقارات المنطقة في العام 2023.
ويبدة أن مناقصات العقود بدأت تؤتي ثمارها في ظل تنامي ثقة المستثمرين، بحيث أحرزت العديد من المشاريع تقدماً ملحوظاً في الأشهر الثلاثة الماضية.
في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بدأت دبي للاستثمارات في مشروع خليج الدانة في جزيرة المرجان الذي تبلغ كلفته الاستثمارية 272 مليون دولار (1 مليار درهم). سيشتمل المشروع على 209 فيلا، بالإضافة إلى 128 شقة وفندق من فئة الأربع نجوم يتألف من 300 شقة، ويديره كل من “ميلينيوم” و”كوثورن”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت شركة الحمرا للتطوير العقاري أن العقد الرئيسي لمشروعها في جزيرة “فالكون” البالغ 272 مليون دولار في قرية الحمام سيتم تلزيمه قريبًا.
إقرأ أيضاً: رأس الخيمة: عندما تلتقي السياحة التجريبية بالاستدامة المتماسكة
كما حصلت شركة رأس الخيمة العقارية في فبراير/شباط على العقد الرئيسي للمرحلة الثانية من فلل ماربيلا في جزيرة الحياة. ستقوم شركة الخليج للمقاولات، ومقرها الإمارات، بإتمام 89 عقدًا لفيلا من غرفتي نوم إلى أربع غرف نوم، بالإضافة إلى عدد من منازل “تاون هاوس”.
أطلقت شركة رأس الخيمة العقارية المرحلة الثانية من مشروع “باي ريزيدنس” في جزيرة الحياة بعد أسابيع فقط من تلزيم العقود. وسيضم المشروع الجديد 324 استوديو، بالإضافة إلى شقق تتألف من غرفة إلى ثلاث غرف نوم.
أداء قطاع العقارات في رأس الخيمة
وعقب مرحلة من الاهتمام المتزايد بالاستثمار في قطاع العقارات في رأس الخيمة، تم إطلاق المشروع وترسية العقود. وفقًا لبيانات مركز إحصاءات رأس الخيمة، بلغ إجمالي مبيعات العقارات والرهون العقارية وصفقات الإعفاء 536 مليون دولار (1.9 مليار درهم إماراتي) في الربع الرابع من العام 2023.
وجاءت أرقام الربع الرابع أدنى من تلك التي تم تسجيلها خلال الربع الثاني )771.2 مليون دولار أو 2.8 مليار درهم)، وهو أفضل أداء ربع سنوي في العام 2023.في المقابل، ارتفع الأرقام بنسبة 44 في المئة عن قيمة الربع السابق البالغة 370.4 مليون دولار (1.4 مليار درهم (.
كما نما اهتمام المستثمرين من أبوظبي خلال العام 2022، بحيث قامت شركة “الدار العقارية” بثلاث عمليات استحواذ في رأس الخيمة من خلال ذراعها الاستثماري بين فبراير/شباط ويوليو/تموز 2022.
وشمل ذلك شراء مجمع الحمرا بمبلغ 112 مليون دولار (410 مليون درهم)، بالإضافة إلى صفقة بقيمة 210 مليون دولار (770 مليون درهم) لفندق ريكسوس باب البحر، و221 مليون دولار (810 مليون درهم( للاستحواذ على منتجع وسبا دبل تري هيلتون جزيرة المرجان.
إقرأ أيضاً: مقابلة مع راكي فيليبس
في نوفمبر/تشرين الثاني، استحوذت المجموعة الأم الدار على قطعة أرض مساحتها 40 ألف متر مربع في جزيرة المرجان من المطور الرئيسي مرجان. تعتزم الدار دمج قطعة الأرض التي تم الحصول عليها من مرجان مع قطعة أرض تم شراؤها كجزء من عملية الاستحواذ على DoubleTree لتطوير مجتمع سكني.
كما تخطط شركة أبوظبي الوطنية للفنادق لتطوير منتجع بقيمة 272 مليون دولار يتألف من 1000 غرفة في جزيرة المرجان. وكانت الشركة حصلت على قطعة أرض للمشروع في سبتمبر/أيلول الماضي.
التركيز على قطاع الضيافة
لطالما كان قطاع الضيافة محركًا رئيسيًا للنمو في رأس الخيمة. ولكن هنا أيضًا من المتوقع حدوث تجديد مع إعادة توجيه المدينة لتلبية احتياجات المسافرين في المستقبل.
في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أشارت “ستيرلنغ هوسبيتاليتي أدفايزرز” أنها تتوقع أن يزداد مخزون الغرف الفندقية في رأس الخيمة بأكثر من 70 في المئة في غضون خمس سنوات. ومن المرجح أن تدعم عمليات الإطلاق الجديدة، بما في ذلك إطلاق منتجع Wynn الذي كثر الترويج له، عملية التوسع هذه.
أعلنت منتجعات Wynn، ومقرها الولايات المتحدة، عن خطط لمشروعها العقاري في رأس الخيمة في يناير/كانون الثاني 2022. وتزامن الإعلان مع إنشاء قسم تنظيم الألعاب من قبل هيئة تنمية السياحة في رأس الخيمة (RAKTDA).
سيشمل منتجع Wynn الذي يضم 1000 غرفة، وتقدر كلفته الاستثمارية بـ 2.5 مليار دولار (9 مليارات درهم)، مركزًا للتسوق، بالإضافة إلى مراكز اجتماعات ومؤتمرات ومرافق ترفيهية ومنطقة ألعاب. ومن المقرر أن يفتتح أبوابه للمرة الأولى في العام 2026.
وسيتم تنشيط التنمية السياحية من خلال تقديم الدعم المؤسسي للقطاع. وكان أعلن مؤخراً الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم رأس الخيمة، عن خطط لمضاعفة أعداد الزائرين في المنطقة بمعدل ثلاث مرات بحلول العام 2030.
إقرأ أيضاً: عدد الغرف الفندقية قيد الإنشاء في الخليج تتجاوز 4 أضعاف عددها عالميا
وبحسب وسائل إعلام محلية، صرح الشيخ سعود خلال حضوره فعاليات القمة العالمية للحكومات في دبي في فبراير/شباط، بأن “السياحة هي القطاع الأسرع نمواً لدينا”.
“وقال: خلال أربع سنوات، حققنا نموًا بنسبة 50 في المئة، واستقبلت الإمارة أكثر من مليون زائر في العام الذي أعقب الوباء”.
وأضاف الشيخ سعود: “بحلول العام 2030، نتوقع أن يتزايد عدد زوارنا بمعدل ثلاثة أضعاف. وهذا يعني أنه بحلول العام 2025، سنضاعف طاقتنا الفندقية. ونتيجة لذلك، نحن طموحون للغاية وواثقون من قدرتنا على الإنجاز”.
