Share

التباطؤ يدفع إلى تسريح آلاف الموظفين.. والعملية ستتفاقم في 2023

تتجاوز عمليات التسريح في الشركات التقنية مستويات الركود العظيم
التباطؤ يدفع إلى تسريح آلاف الموظفين.. والعملية ستتفاقم في 2023
عمليات التسريح

كان العام 2022 ثقيلاً جداً على عدد كبير من الشركات. فارتفاع معدلات التضخم الى مستويات قياسية دفع بها الى تقليص عدد موظفيها بشكل دراماتيكي، وهي وتيرة ستستمر في العام 2023 مع تنامي المخاوف من حصول ركود عالمي.

آخر الاخبار في هذا الشأن أتت من المصرف الاستثماري “غولدمان ساكس” الذي يتخذ من نيويورك مقراً له، والذي أعلن أنه يخطط للاستغناء عما يصل إلى 8 في المئة من موظفيه.

وهذا يعني أن ما يصل إلى 4000 موظف قد يتأثرون. ولدى “غولدمان” حوالي 49 ألف موظف وفق بيانات المصرف الصادرة في سبتمبر/أيلول، وهو رقم يزيد بما نسبته 14 في المئة عن العام السابق.

ويأتي الاعلان عن عملية التسريح بعد أقل من أسبوع على ما ورد أن “غولدمان” أعد خططاً لخفض مئات العمال، مما يجعله أحدث مصرف رئيسي يخفض عدد موظفيه وسط مخاوف من ركود محتمل.

ومن المرجح أن تحدث عمليات التسريح هذه في يناير/كانون الثاني، وستؤثر على كل قسم من أقسام المصرف.

وكان الرئيس التنفيذي ديفيد سولومون حذر في وقت سابق من أن المصرف يستعد لـ”رياح معاكسة على خطوط نفقاتنا، لا سيما في المدى القريب”، وأن هناك يمكن أن تكون “بعض الأوقات الوعرة المقبلة”.

وفي سبتمبر/أيلول، قالت مصادر إن “غولدمان” يخطط لإعادة سياسته لفصل ما بين 1 في المئة و 5 في المئة من الموظفين الأقل أداءً سنوياً. وجاء ذلك بعد أن أعلن المصرف عن انخفاض أرباحه بنسبة 50 في المئة تقريباً على مدار الأشهر الاثني عشر المنتهية في يوليو/تموز، إلى أقل من 3 ملايين دولار.

وكان “باركليز” بدأ جولة من التخفيضات التي استهدفت 200 موظف، بينما قامت “سيتي غروب” بتسريح 50 موظفًا في عملياتها التجارية. كذلك فعل مصرف “مورغان ستانلي” الذي بدأ جولة جديدة من تسريح الموظفين، في وقت تتضرر أنشطة إبرام الصفقات في ظل ارتفاع التضخم والركود الاقتصادي.

تسريح العمالة التقنية في 2022

 

لم يقتصر التسريح على الشركات المالية. إذ تجاوزت هذه العمليات في الشركات التقنية مستويات الركود العظيم، وقد تتفاقم في أوائل عام 2023.

فعدد الموظفين الذين تم تسريحهم من قبل شركات التكنولوجيا في عام 2022 وحده، يتجاوز أؤلئك الذين تم تسريحهم خلال حقبة الركود العظيم التي ضربت العالم في 2008- 2009 والتي أدت الى سقوط مصرف “ليمان براذرز”.

وتشير الاتجاهات إلى أن هذه العملية قد تزداد سوءًا في العام المقبل، انطلاقاً من توقعات الاقتصاد العالمي.

والشركات المحتملة في عمليات التسريح هذه هي “ميتا” و”امازون” و”تويتر” و”ايكروسوفت” وغيرها. وسيؤثر تسريح العمال من هذه الشركات على آلاف المهنيين، مما يؤدي إلى موجة ضخمة من البطالة والتضخم.

وفقًا لبيانات من شركة التوظيف الخارجي العالمية والتحول الوظيفي “تشالنجر، غراي آند كريسماس”، فصلت شركات تكنولوجيا المعلومات حوالي 65 ألف شخص في عام 2008، وفقد عدد مماثل من الأفراد وظائفهم في عام 2009. وبالمقارنة، أنهت 965 شركة لتكنولوجيا المعلومات أكثر من 150 ألف موظف وعامل على مستوى العالم هذا العام، متجاوزة أعلى مستويات حقبة الركود العظيم في 2008-2009.

وحتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، كانت هناك 1361 موجة من عمليات التسريح في شركات تكنولوجيا المعلومات في جميع أنحاء العالم، وفقًا لتقنية تتبع تسريح العمال في TrueUp.

ومن المتوقع أن تتفاقم التخفيضات التقنية، في الأشهر القليلة الأولى من عام 2023، نظرًا لظروف الاقتصاد الكلي العالمية غير المستقرة. بدو أن ويبدو أن “غوغل” هي الشركة التالية التي تسرح الموظفين، ولم يحصل الموظفون القلقون على أي ضمان من الرئيس التنفيذي ساندار بيشاي في اجتماع شامل، نُقل عنه قوله إنه “من الصعب التنبؤ بالمستقبل” وقال إنه لا يستطيع تقديم “التزامات تطلعية”.

وأظهرت دراسة أجرتها MarketWatch أن عمليات التسريح هي جزء من خطة تستخدمها شركات التكنولوجيا للبقاء قابلة للتطبيق حتى عام 2023 وما بعده، وفقًا لما ذكرته صحيفة “إيكونوميك تايمز”.

ويتعدى تسريح الموظفين شركات التكنولوجيا.. فها هي “بيبسي كو” تعلن فصل المئات من موظفيها رغم تحقيقها 79 مليار دولار من صافي الإيرادات في عام 2021، وفقًا لمذكرة داخلية.

وستقوم الشركة متعددة الجنسيات للأغذية والوجبات الخفيفة والمشروبات بتسريح الموظفين من وظائف الشركة في قسم الوجبات الخفيفة والمشروبات في أميركا الشمالية.

ويمكن تفسير عمليات التسريح هذه على أنها إشارة إلى أننا قد نتجه نحو تباطؤ اقتصادي حاد لأن الشركات التي تعمل بشكل جيد تتطلع إلى خفض النفقات.

مؤسسات صحافية على الخط نفسه

 

“واشنطن بوست” هي أحدث شركة إعلامية تعلن عن تسريح العمال في الوقت الذي تكافح فيه الصناعة مع تراجع سوق الإعلانات.

وقام عدد من وسائل الإعلام الأخرى بإجراء تخفيضات في عدد الموظفين، بما في ذلك Gannett ، التي خضعت لجولة أخرى من عمليات التسريح في وقت سابق من هذا الشهر بعد استبعاد حوالي 400 موظف خلال الصيف.

وقامت “سي أن أن” بتسريح عدة مئات من الموظفين الشهر الماضي وقلصت من قناتها HLN بالإضافة إلى وحدات المسلسلات والأفلام الأصلية.

وأعلنت NPR عن تجميد التوظيف لتعويض النقص في الموازنة.

استطلاع

 

وأجرى موقع ResumeBuilder.com قبل أيام استطلاعاً على 1000 من قادة الأعمال لفهم كيفية تحقيق التوظيف في مؤسساتهم في عام 2022 والتوقعات لعام 2023.

وكانت النتائج كالتالي:

  • 61 في المئة من قادة الأعمال قالوا إن مؤسساتهم ستسرح على الأرجح في عام 2023.
  • 57 في المئة من قادة الأعمال قالوا إنه من المرجح أن يتم تسريح 30 في المئة أو أكثر من قوتهم العاملة في عام 2023.
  • من المرجح أن تطبق 70 في المئة من الشركات تجميد التوظيف في عام 2023.
  • قال 34 في المئة إن مؤسساتهم تقلل أو تلغي هدايا أو مكافآت الأعياد هذا العام. وهناك نية لخفض رواتب الموظفين الحاليين بنسبة 27 في المئة.

خفض المكافآت

 

وإلى جانب صرف موظفين، تتجه مصارف أميركية إلى خفض المكافآت السنوية، التي اعتادت تقديمها لكبار مصرفييها الاستثماريين بنسبة تصل إلى  30٪في المئة، وذلك في استعراض قوة وصفته وكالة “بلومبرغ” بأنه نهاية للحرب على المواهب والكفاءات جراء الركود، وإعادة لقرار تحديد الأجور إلى أيدي الشركات.

ونقلت الوكالة معلومات تفيد بأن مصارف “سيتي غروب” و”بنك أوف أميركا” و”جي بي مورغان”، تدرس خفض المكافآت السنوية لكبار المديرين بنحو الثلث، مع حجبها كلياً عن أصحاب الأداء المنخفض.