Share

كل ما يجب معرفته عن “جدري القردة”

منظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر بعد انتشار الفيروس
كل ما يجب معرفته عن “جدري القردة”
"جدري القردة"

مع توالي الاصابات بفيروس “جدري القردة”، عاد الرعب ليسيطر على البعض خصوصًا بعد تجربة كورونا، والسؤال الطبيعي: هل نحن أمام جائحة جديدة؟

بحسب منظمة الصحة العالمية التي دقت ناقوس الخطر، ينتقل “جدري القردة” إلى البشر من مختلف أنواع الحيوانات البرية، ولكن انتشاره من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر محدود.

وأشارت الى أن “جدري القردة” مرض نادر ينتشر أساساً في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة.

حالات مثبتة

 

يواصل الفيروس انتشاره في أنحاء مختلفة من العالم، وتم تأكيد أول حالة إصابة في أوروبا في السابع من مايو/ أيار لشخص عاد إلى إنكلترا من نيجيريا حيث يتوطن جدري القرود.

ومنذ ذلك الحين، أبلغت كل من البرتغال، إسبانيا، الولايات المتحدة، السويد، إيطاليا، بلجيكا، فرنسا، ألمانيا عن ظهور إصابات بالمرض.

الخليج

 

وفي هذا السياق سارعت الدول الخليجية لاتخاذ الاجراءات منعًا لانتشار الفيروس، فأكدت وزارة الصحة الاماراتية ووقاية المجتمع عن جاهزية القطاع الصحي للتعامل مع جدري القردة من خلال الاستعداد الاستباقي للرصد والتقصي المبكر للحالات.

وبادرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بدراسة وتقييم خطر الوباء محلياً وفق حجم السفر الدولي وإصدار تعميم للكوادر الطبية العاملة بالدولة للعمل على اكتشاف الحالات والإبلاغ عنها للجهات الصحية المعنية .

كما قامت الوزارة بتطوير آليات التشخيص المختبري للحالات المشتبه بها بالسرعة المطلوبة. وقام الفريق التقني الاستشاري لمكافحة الجائحات بإعداد دليل الترصد والاكتشاف المبكر للمرض وإدارة الحالات المصابة إكلينيكيًا والإجراءات الاحترازية.

أما السعودية، فقد أكدت وزارة الصحة السعودية، إن لديها جاهزية تامة للرصد والتقصي والتعامل مع الحالات في حال ظهور أي حالة.

ولفتت الى أن جميع الفحوصات الطبية والمخبرية متوفرة، إضافة إلى خطة وقائية وعلاجية متكاملة للتعامل مع مثل تلك الحالات في حال ظهورها.

وفي البحرين طالب عدد من النواب بضرورة تشديد الرقابة والأخذ بالإجراءات الوقائية الصارمة والتعامل بحزم وحذر وسرعة لمنع دخول فيروس جدري القرود.

تاريخ ظهوره

 

تتحدث المعلومات عن أن الفيروس ظهر للمرة الاولى بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية لدى صبي يبلغ 9 أعوام.

ومنذ ذلك الحين، بدأ بالتفشي في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا، خصوصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تفشى بها الفيروس في عامي 1996 و1997.

وفي خريف عام 2003، أُبلغ عن وقوع حالات مؤكّدة في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة ، وهي أولى الحالات المُبلّغ عنها خارج نطاق القارة الأفريقية.

في حين تبيّن أن معظم المرضى المصابين به كانوا قد خالطوا كلاب البراري الأليفة مخالطة حميمة.

كما عاد الفيروس وتفشى في العام 2005 في ولاية الوحدة بالسودان، وأُبلغ عن وقوع حالات متفرقة في أجزاء أخرى من أفريقيا.

وفي عام 2009، قامت حملة توعية في أوساط اللاجئين الوافدين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جمهورية الكونغو بتحديد وتأكيد حالتين للإصابة بجدري القردة.

فيما جرى احتواء 26 حالة ووفاتين في إطار اندلاع فاشية أخرى للمرض بجمهورية أفريقيا الوسطى في الفترة ما بين أغسطس/ آب وأكتوبر/ تشرين الأول 2016.

كيف ينتقل؟

 

تنتج الإصابة بعد مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية.

وفي إفريقيا، سجلت حالات عدوى نجمت عن التعامل مع القردة أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض.

ومن المحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهوة جيدًا من الحيوانات المصابة بعدوى المرض، عامل خطر يرتبط بالإصابة.

كما يمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي، أو من إنسان إلى آخر عن طريق الإفرازات أو الملامسة.

وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي تستدعي عادة فترات طويلة من التواصل وجها لوجه، مما يعرض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير.

 عوارض

 

تتراوح فترة حضانة جدري القردة (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بالعدوى ومرحلة ظهور أعراضها) بين 6 أيام و16 يومًا، لكن من الوارد أيضًا أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوما.

ويشير الباحثون إلى تقسيم مرحلة الإصابة إلى فترتين، بحسب موقع منظمة الصحة العالمية.

الفترة الأولى هي فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن علاماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر والعضلات وضعف شديد.

وفي المرحلة الثانية يظهر الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى)، وتتبلور مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

ويكون وقع الطفح أشد ما يكون على الوجه (في 95 بالمئة من الحالات)، وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75 بالمئة).

ويتطور الطفح في حوالي 10 أيام إلى حويصلات مملوءة بسوائل وبثرات قد يلزمها أسابيع لكي تختفي تمامًا.

التشخيص

 

يعتمد الطب على طرق تشخيص أمراض أخرى مسببة للطفح، من قبيل الجدري والجدري المائي والحصبة والتهابات الجلد البكتيرية والجرب والزهري وأنواع الحساسيات الناجمة عن الأدوية.

ويمكن أن يكون تضخم العقد اللمفاوية خلال مرحلة ظهور بوادر المرض مؤشر يميّزه عن الجدري، فيما لا يمكن تشخيص جدري القردة على نحو مؤكد إلا في المختبرات.

لقاحات

 

لا توجد في الوقت الحالي أي أدوية أو لقاحات محددة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة.

ولكن مع ظهور حالات الإصابات في بريطانيا سارعت السلطات إلى تطعيم بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من المعرضين لخطر الإصابة به.

وقال المتحدث باسم وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه لا يوجد لقاح محدد لجدري القرود، لكن لقاح الجدري يوفر بعض الحماية.

وتشير البيانات إلى أن اللقاحات التي يتم استخدامها للقضاء على الجدري فعّالة بنسبة تصل إلى 85 بالمئة ضد جدري القرود، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وتجدر الاشارة، الى أنه تم احتواء العديد من حالات تفشي مرض جدري القرود في القارة خلال جائحة كوفيد-19.