Share

دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي: القوة الدافعة وراء النجاح السياحي في الإمارة

ركائز النمو الرئيسية تشمل الاستدامة وفن الطهي والتجارة والتكنولوجيا
دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي: القوة الدافعة وراء النجاح السياحي في الإمارة
سعادة عصام كاظم، الرئيس التنفيذي لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي

في ظل الرؤية النهائية المتمثلة في جعل دبي المركز التجاري الرائد في العالم، ومركزاً للاستثمار ووجهة سياحية بارزة، تم تكليف دائرة الاقتصاد والسياحة (DET) بدبي بدعم الحكومة في وضع الإمارة كمركز رئيسي للاقتصاد العالمي والسياحة، وكذلك في تعزيز مؤشرات التنافسية الاقتصادية والسياحية للمدينة.

تعد دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي السلطة الأساسية المسؤولة عن التخطيط والإشراف والتطوير والتسويق لقطاعي الاقتصاد والسياحة في الإمارة. مع حصول دبي على لقب أفضل وجهة عالمية للعام الثاني على التوالي في جوائز اختيار المسافرين من تريب أدفايزر 2023، فإنها تتزامن مع أهداف أجندة دبي الاقتصادية D33 التي تم إطلاقها مؤخرًا، والتي تسعى إلى تعزيز مكانة دبي كواحدة من أفضل ثلاث وجهات عالمية.

في مقابلة حديثة مع “إيكونومي ميدل إيست”، يناقش عصام كاظم، الرئيس التنفيذي لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي (DCTCM)التابعة لـ DET، الاستراتيجيات العديدة التي ساهمت في إنجازات دبي في هذا القطاع الحيوي.

كيف تحافظ على قدرة دبي على المنافسة في مجال السياحة العالمية، وما هي بعض الاستراتيجيات الرئيسية التي وضعتها لتحقيق ذلك؟

 

شهدت دبي انتعاشًا سياحيًا هائلاً في عام 2022، حيث استقبلت المدينة 14.36 مليون زائر أجنبي. ووفقًا للبيانات الصادرة عن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، فقد تجاوز هذا الرقم مستهدفات التعافي العالمية والإقليمية. يمكن أن تُعزى الزيادة الكبيرة في عدد الزوار الدوليين إلى الجهود الاستراتيجية والإبداعية التي تم إطلاقها بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي. تهدف هذه المبادرات إلى ضمان بقاء قطاع السياحة في دبي على المسار الصحيح لجعل دبي الوجهة الأكثر زيارةً وتفضيلاً في العالم.

DET Dubai tourism

إن قدرة دبي على تقديم مجموعة متنوعة من العروض التي تلبي احتياجات المسافرين بميزانيات وتفضيلات مختلفة قد أكسبتها المرتبة الأولى في جوائز اختيار المسافرين من Tripadvisor للعامين 2022 و 2023. ويمثل هذا التكريم المرة الثانية التي تحصل فيها مدينة على هذا تكريم مرموق لمدة عامين على التوالي.

بينما نعمل على زيادة القدرة التنافسية والجاذبية العالمية للوجهة في عام 2023 وما بعده، ستتوافق استراتيجيتنا مع أهداف أجندة دبي الاقتصادية، D33، لتعزيز مكانة دبي كواحدة من أفضل ثلاث مدن عالمية.

سنواصل التركيز على نهج متنوع للأسواق، والذي يتمثل بالتواصل الدولي المستمر مع الجماهير العالمية من خلال حملات المشاهير والحملات الرقمية الحديثة وإبقاء المدينة في مقدمة اهتمامات المسافرين العالميين وعرض عروض السياحة المتعددة الأوجه في المدينة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على مكانة دبي كمركز دولي للفعاليات والمؤتمرات وتعزيز التعاون مع الشركاء والجهات المعنية.

سيتم بناء نجاح استراتيجياتنا في الغالب على ركائز الاستدامة وفن الطهي والتجارة والتكنولوجيا.

مع إعلان عام 2023 باعتباره “عام الاستدامة” في دولة الإمارات، تعد هذه لحظة فاصلة بالنسبة لنا، لا سيما وأن دبي تستعد لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP28. سنبحث في كيفية تحقيق التوازن الناجح بين استراتيجيات الاستدامة والوجهة من أجل دمج الممارسات المستدامة في جميع عناصر تجربة الزائر مع تقديم تجارب فريدة وجذابة من أجل جعل دبي أفضل مدينة في العالم للزيارة والعيش والعمل.

ستتم تعزيز حملة فن الطهو على أساس منتظم في ظل مواصلتنا لدفع النمو عبر قطاعي الفنادق والأطعمة والمشروبات استنادًا إلى الركائز الأربع للتنوع والقيمة مقابل المال والأصالة والتجربة.

يأتي ذلك في أعقاب نشر الطبعة الأولى من دليل ميشلان دبي، بحيث تضمن الدليل 69 مطعمًا في المدينة، وحصل مطعمان على نجمتي ميشلان وتسعة مطاعم حازت على نجمة ميشلان واحدة، في حين نال 14 مطعمًا آخر جائزة “بيب غورماند” (Bib Gourmand) العالمية.

إقرأ أيضاً: مترو دبي يحتفل بـ 2 مليار راكب منذ افتتاحه

جعل استثمار دبي في البنية التحتية وأنظمة دعم ريادة الأعمال منها وجهة مفضلة للشركات الناشئة والمواهب العالمية ورواد الأعمال. تعد منصة Intelak Hub، وهي منصة ناشئة تتمحور أنشطتها حول الطيران والسياحة في دبي، مجرد مثال واحد على استثماراتنا الاستراتيجية وتفانينا في تنشيط وإحياء ريادة الأعمال في المدينة.

نحن ملتزمون ببناء منظومة إيكولوجية لريادة الأعمال على مستوى عالمي يعزز النمو والابتكار. شهد النظام التشريعي في دبي أيضًا تحولًا كبيرًا، مما يعكس التزامنا في تطوير مجتمع تنافسي ومنتج يتماشى مع المحاور الاقتصادية العالمية الأخرى.

تكرس دبي نفسها للخروج بالجديد والمختلف للضيف الدولي المميز. سيتم تنفيذ هذه المبادرات في الغالب تماشياً مع الخطة الحضرية الرئيسية لدبي 2040، والتي تتوخى تنمية مناطق الجذب السياحي بنسبة تتجاوز 100 في المئة، مما يتيح مناطق جديدة للاستثمار بينما نقوم بتنويع مناطق الجذب والتجارب للمقيمين والزوار.

سنوفر أيضًا مسارات نمو بديلة تم تمكينها من خلال سلسلة من الإصلاحات والعوامل التمكينية التنظيمية التي قللت من حواجز الدخول ومهدت الطريق للانتماء طويل الأجل مع المدينة من خلال مبادرات مثل التأشيرة الذهبية وتأشيرة الدخول المتعدد لمدة خمس سنوات وبرامج العمل والتقاعد الافتراضي في دبي. كما ساعدت هذه المبادرات على تحسين بيئة الأعمال في دبي وجذب الشركات متعددة الجنسيات والمكاتب العائلية، بالإضافة إلى المواهب العالمية ورجال الأعمال والمبتكرين والمستثمرين.

سنستمر في الترويج لدبي في بقية أنحاء العالم عبر جميع القطاعات، بما في ذلك السياحة البيئية والسياحة الغذائية وسياحة الاستجمام وسياحة الرحلات البحرية والسياحة الرياضية، بالإضافة إلى مركز لحفلات الزفاف، من بين أمور أخرى.

سوف نتطلع إلى ما هو أبعد من السياحة التقليدية لإيجاد طرق بديلة لجذب الزوار. أخيرًا، نطمح لتعزيز أسواقنا الحالية والناشئة مع تحديد آفاق نمو جديدة في الداخل والخارج، مع خلق قيمة مميزة والاستمرار بتقديم أفضل تجربة ممكنة للضيوف.

هل لك أن تخبرنا عن بعض أبرز التحديات والفرص التي تواجه قطاع السياحة في دبي حاليًا؟

 

دبي ليست جديدة على التحديات، وكمدينة، فقد قابلناها مباشرة وقمنا بتحويلها إلى فرص. مما لا شك فيه أن الوباء مثل تحديًا غير مسبوق، ولكن نظرًا لقيادتنا الحازمة والرشيدة، فضلاً عن مرونة دبي وقدرتها على أن تكون سريعة الحركة والتكيف مع التغييرات، تمكنا من شق طريقنا بسرعة ونجاح للخروج وإعادة القطاع إلى المسار الصحيح. نحن نحصد حاليًا ثمار المبادرات الإستراتيجية التي تم تنفيذها خلال المراحل العصيبة، بعد اكتسابنا أولوية التحرك على جبهات عديدة. تمثلت إحدى أهم الاستراتيجيات في ذلك الوقت في تنشيط سوق السياحة المحلية، مما خلق آفاقًا هائلة للتوسع في قطاع الضيافة.

لقد أدركنا أن الطريق إلى الأمام يتمثل في خلق فرص جديدة للنمو خارج السياحة التقليدية، وبالتالي تنويع عروضنا وتعزيز مكانة دبي كوجهة الخيار الأول للمسافرين العالميين. بينما نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا، أصبحت الاستدامة على نحو متزايد فرصة وكذلك محركًا حيويًا للنمو، في ظل بحث المزيد والمزيد من المسافرين عن وجهات مستدامة. تقع الاستدامة في صميم استراتيجية التنمية للمدينة، ومع توسع الأنشطة في إطار مبادرة دبي للسياحة المستدامة، نحن على استعداد لتلبية احتياجات المسافرين العالميين الباحثين عن تجارب محلية أصيلة تعزز الممارسات المستدامة.

أعلنت DET مؤخرًا عن إعادة إطلاق حاسبة الكربون التي تقيس البصمة الكربونية في قطاع الضيافة في دبي. ماذا يمكنك أن تخبرنا أكثر بشأن هذا؟

 

تقوم حاسبة الكربون منذ يناير/كانون الثاني 2017 بتقييم البصمة الكربونية للفنادق في جميع أنحاء دبي في الوقت الفعلي، ضمن برنامج دبي للسياحة المستدامة، والذي يدعم هدف الإمارات بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050.

تساعد حاسبة الكربون المنشآت الفندقية في تحديد وإدارة استهلاكها للطاقة. يتعين على الفنادق الإبلاغ عن انبعاثات الكربون الخاصة بها من تسعة مصادر مختلفة على أساس شهري، بما في ذلك الكهرباء والمياه وتبريد المناطق وغاز البترول المسال ونفايات مكبات النفايات والنفايات المعاد تدويرها والبنزين والوقود والمبردات. يتم تجميع هذه البيانات وتقييمها لتوفير رؤى مفيدة للصناعة حول تأثير الكربون الإجمالي للقطاع.

تساعد البيانات المقدمة الفنادق والمنتجعات في تنفيذ الأنشطة لإدارة بصمتها الكربونية بكفاءة وفقًا لمتطلبات الاستدامة التسعة عشر التي يتعين على هذه المؤسسات الالتزام بها، وإنشاء خط أساس عبر فنادق دبي وتوحيد العمليات البيئية للفنادق. منذ إطلاقها في فبراير/شباط 2022، نجحت مبادرة “دبي تبادر” والتي تشجع على استخدام الزجاجات القابلة لإعادة الاستخدام وتحفز المقيمين والزوار على إعادة التعبئة، في تحقيق الريادة، بحيث أسهمت في تقليل استخدام أكثر من 7 ملايين زجاجة مياه بلاستيكية سعة 500 مل للاستخدام مرة واحدة في السنة.

تعتبر ممارسات السياحة المستدامة أمرًا بالغ الأهمية لنجاح أعمال السياحة لأنها تحاول الحد من أي تأثير بيئي سلبي من أجل الحفاظ على جاذبية الوجهة للزوار. وتعزز أساليب السياحة المستدامة أيضًا المسؤولية الاجتماعية من خلال ضمان مؤازرة السياحة للمجتمعات المحلية واحترم ثقافتها وأسلوب حياتهما، فضلاً عن جذب المزيد من الأشخاص لزيارة الوجهة والعودة إليها.

كيف تتعاون DET مع الهيئات الحكومية الأخرى وشركاء القطاع الخاص للترويج للسياحة في دبي؟

 

إن النجاح الاستثنائي الذي لا يزال يتمتع به قطاع السياحة في دبي هو شهادة على روح التعاون الفريدة بين القطاعين الحكومي والخاص التي تتخلل أنشطتنا، مما يسمح لنا بتبني نهج موحد للترويج لدبي كوجهة لا تُفوت.

لقد مكننا هذا التوافق المتناغم عبر إدارتنا وأصحاب المصلحة والشركاء من تسخير مواهبنا الفريدة ومواردنا وخبراتنا للعمل نحو هدف واحد يتمثل في إنتاج تجربة سياحية استثنائية للجميع.

وقد ضمن هذا انسجام وتماشي كل التفاصيل مع مبادرات دبي وأهدافها العالمية، وأهليتها للترويج للمدينة بشكل فعال في الأسواق الدولية.

يعتمد مستقبل السياحة على قدرتنا على الاستجابة لتوجهات السوق المتغيرة وتفضيلات المستهلكين. هذا هو السبب في كوننا ملتزمون بالتنسيق المستمر مع الجهات المعنية لدينا وأكثر من 3,000 شريك عالمي على أساس مستمر لمواكبة التطورات الجديدة وتقديم تحديثات منتظمة للوجهات لضمان بقاء دبي في مقدمة اهتمامات الزوار العالميين.

ما مدى أهمية التسويق الرقمي والتكنولوجيا في قطاع السياحة، وما هو الدور الذي يلعبه DET في الترويج لدبي كوجهة سياحية باستخدام هذه الأدوات؟

 

لقد بذلنا جهودًا حثيثة للترويج للوجهة عبر المنصات الرقمية، مستوحاة من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لوضع دبي كمدينة عالمية في طليعة الابتكار والتكنولوجيا.

يوضح مركز انطلاق الشركات الناشئة (Intelak Hub) التزامنا بالتكنولوجيا والابتكار من أجل تقديم تجربة ثورية عبر المنظومة الإيكولوجية السياحية. تم تأسيسها كجزء من إستراتيجية شاملة ومتكاملة لتسويق دبي باعتبارها المكان الأكثر تفضيلاً للمبتكرين والمواهب ورجال الأعمال والمستثمرين.

ويلتزم مركز انطلاق الشركات الناشئة بقيادة مؤسسيه – مجموعة الإمارات، ودائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، وشركة أكسنتشر، ومايكروسوفت – بتوفير الإرشاد والفرص لمجموعة من الشركات الناشئة المبتكرة أثناء نموها وتوسيع نطاق أعمالها.

تفتخر دبي ببنية تحتية مادية ورقمية عالمية المستوى، وتوفر منصة لرواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة لإنشاء وتطوير أعمالهم بسهولة، فضلاً عن السماح للمؤسسات في قطاعات السفر والسياحة والضيافة بتقديم أحدث التقنيات والخدمات عبر جميع أنحاء نقاط الاتصال السياحية في المدينة.

يعتمد المستهلكون إلى حد كبير على منصات البحث والحجز عبر الإنترنت، وبالتالي يكتسب التسويق الرقمي أهمية متزايدة في دورة السفر.

وإدراكًا لهذا التحول الاستراتيجي، صبت دبي تركيزها على استراتيجيتها الرقمية التي تمنح الأولوية للتجارب عبر الهاتف المحمول، حيث جرى تصميم تجربة الضيف لدينا للزوار استناداً إلى مصادر سوقية متنوعة، واعتمادًا على مزيج الجمهور وتفضيلات القطاع. تستخدم دبي مبادرات عالمية فريدة مثل Dubai Presents كإحدى استراتيجياتها للتأكيد على جاذبية المدينة متعددة الأوجه. وتتألف حملة Dubai Presents من سلسلة من أفلام الفيديو القصيرة من بطولة مشاهير هوليوود خلال زيارتهم للمعالم السياحية الخفية، بالإضافة إلى المواقع الأثرية الأكثر شهرة في دبي.

خلال مرحلة الوباء، احتلت دبي الريادة في الاتصالات التسويقية الرقمية المبتكرة القائمة على البيانات، بحيث سرعت من استخدام هذه المنصات والحملات عن بُعد، وارتقت بنفسها كوجهة آمنة للمسافرين من حول العالم وحافظت على جاذبيتها الدولية، مما يجعل المدينة مكانًا مثاليًا للسياح لتمضية عطلاتهم عندما تكون ظروف السفر مواتية. إلى ذلك، تعاونت دبي كذلك مع رواد التكنولوجيا والإنترنت من حول العالم، فضلاً عن المنصات الرقمية مثل Microsoft وGoogle وSnapchat، لتعزيز الوعي بالوجهة على نحو إبداعي.

تستخدم دبي البيانات والتحليلات والابتكار التحويلي لمواكبة احتياجات المستهلكين المتغيرة بسرعة من أجل تعزيز الوعي بالوجهة. للوصول إلى جمهورها المستهدف، تستخدم المدينة مجموعة متنوعة من وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك Facebook وInstagram وYouTube وTwitter. ويُعتبر Visit Dubai، الموقع السياحي الأكثر تطوراً في المنطقة، في قلب إستراتيجيتها الرقمية، كما أنه منظومة إيكولوجية غنية بالمحتوى تروج لعروض المدينة وتعمل كمورد ذي قيمة للسائحين والزوار.

أنقر هنا للمزيد حول دبي.