Share

“ديلويت”: النساء يشغلن 19.7% من مقاعد مجالس الإدارة في العالم

"تقدم مهم في الامارات والسعودية من بين دول منطقة الشرق الأوسط"
“ديلويت”: النساء يشغلن 19.7% من مقاعد مجالس الإدارة في العالم
المرأة في العمل

كشفت شركة “ديلويت” أن النساء يشغلن ما نسبته 19.7 في المئة من مقاعد مجالس الإدارة في العالم وذلك بزيادة قدرها 2.8 في المئة عن النسخة الأخيرة التي نُشرت في عام 2019. وتحدثت عن تقدم مهم أحرزته كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية من بين دول منطقة الشرق الأوسط في مجال تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة.

أصدرت “ديلويت”  النسخة السابعة من تقريرها السنوي “نساء في مجالس الإدارة: نظرة عالمية” كشفت فيه أن النساء يشغلن على الأقل 10 في المئة من مقاعد مجالس الإدارة في جميع المناطق الجغرافية الثمانية الكبرى في العالم (أميركا الشمالية، أمريكا اللاتينية والجنوبية، منطقة الكاريبي، أفريقيا، أوروبا، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، آسيا، أستراليا).

“وعلى الرغم من أن هذه الزيادة (2.8 في المئة) في تمثيل النساء في مجالس الإدارة تمثل تقدماً بطيئاً، باستثناء بعض الحالات البارزة، إلا أنها تعطي الباحثين سبباً للتفاؤل هذا العام مقارنة بالخلاصة التي انتهى إليها تقرير العام 2019 وتوقع فيها وصول العالم إلى المساواة في تمثيل الرجال والنساء في مجالس الإدارة في العام 2052، تذكر “ديلويت”.

لكن تقرير هذا العام يرى أنه إذا حافظ العالم على نسبة الزيادة الملحوظة التي سجلتها كل من النمسا، كندا، إيرلندا، إيطاليا، بولونيا، البرتغال، إسبانيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة في تمثيل النساء في مجالس الإدارة، فإن العالم سيصل إلى المساواة في التمثيل بين الجنسين في العام 2045.

وقد تعاونت “ديلويت” في إعداد تقرير هذه السنة مع منظمة 30% Club، التي تنص رسالتها، مثلما يشير اسمها، على الوصول إلى نسبة 30 في المئة على الأقل من تمثيل النساء في مجالس الإدارة والمناصب القيادية التنفيذية في جميع الشركات المدرجة في أسواق البورصة العالمية.

ويتضمن التقرير فصلاً بعنوان “القصة على أرض الواقع” يعطي فيها فكرة موجزة عن تمثيل النساء في كل دولة. كما يتضمن فصلاً يتحدث فيه نادي الثلاثين في المئة عن التفاوت في التقدم في تمثيل النساء في كل دولة.

يتحدث هذا التقرير الأخير بالتفصيل عن التقدم المنجز في تمثيل النساء في مجالس الإدارة في 72 دولة، كما يسلط الضوء على الاتجاهات السياسية والاجتماعية والتشريعية التي تقف وراء الزيادة في عدد النساء في مجالس الإدارة في هذه الدول.

ويرى التقرير أن المنظمات أو الحكومات المحلية في جميع الدول تقريباً التي شملها التقرير تبدي التزاماً إزاء زيادة عدد النساء في مجالس إدارة الشركات العاملة لديها، وأن هذه المنظمات، سواء الخاصة أو العامة، تتخذ خطوات ملموسة نحو تحقيق المساواة في التمثيل بين الجنسين، غير أن التقرير يخلص إلى أن إيقاع التقدم الجماعي لهذه المنظمات نحو هذا الهدف لا يزال بحاجة إلى زيادة وتيرته.

نسبة التقدم لا تزال بطيئة

 

تعقيباً على هذه الخلاصة، أبدت رنا غندور سلهب، الشريكة المسؤولة عن إدارة المواهب والتواصل في “ديلويت الشرق الأوسط”، ارتياحها لرؤية دول العالم، باستثناءات قليلة، تواصل جهودها نحو تحقيق المساواة بين الجنسين.

غير أنها رأت “أن نسبة التقدم بشكل عام في هذا المجال لا تزال بطيئة وغير متساوية بين الدول”، وعزت ذلك إلى “عوائق كثيرة أضيف إليها تفشي جائحة فيروس كوفيد-19 التي فرضت مزيداً من العراقيل أمام تحقيق هذا الهدف، الأمر الذي يجعل من المهم جداً لهذه الدول والشركات أن تتجاوز الجوانب النظرية وتنتقل إلى اتخاذ خطوات ملموسة لا تهدف فقط إلى إدماج النساء في مجالس الإدارة وخارجها في المناصب القيادية، بل أيضاً إلى تحقيق التنوع الإثني والعرقي وبين الجنسين. وما زيادة تمثيل النساء في مجالس الإدارة سوى الخطوة الأولى في هذه الرحلة الطويلة من المساواة والتنوع”.

تقدم مهم في الإمارات العربية المتحدة والسعودية

 

من جانبها، نوهت مديرة التنوع والإدماج والثقافة المؤسسية في “ديلويت الشرق الأوسط”، لميس المحتسب، بالتقدم المهم الذي أحرزته كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص من بين دول منطقة الشرق الأوسط في مجال تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة حيث وضعت كلتا الدولتين نسباً مستهدفة لتمثيل النساء في مجالس الإدارة والمناصب القيادية، وتعمل على تحقيقها.

وأضافت: “يعمل عدد كبير من الشركات والجهات الحكومية في الشرق الأوسط في الوقت الحاضر على الاستثمار في عدة برامج ومبادرات ترمي جميعها إلى تحقيق التوازن بين الجنسين، وتأهيل النساء لشغل مقاعد في المناصب العليا ومجالس الإدارة، وخلق أرضية خصبة لزيادة تمثيل النساء في منظومة الشركات الشرق الأوسطية”.

عدم التناسب في التقدم في شغل المناصب القيادية

 

من جانب آخر، يسلط التقرير الضوء على التفاوت بين مسار تمثيل المرأة في مجالس الإدارة ومسار شغل المرأة لمنصب رئيس مجلس الإدارة ومنصب الرئيس التنفيذي. فعلى الرغم من التقدم الطفيف الذي تحقق على المسار الأول، كان التقدم على المسار الثاني بالكاد يُذكر، الأمر الذي يعني أن زيادة عدد النساء اللواتي يشغلن مقاعد في مجالس الإدارة لا يتساوى بالضرورة مع عدد نظيراتهن في المناصب القيادية.

وكشف التقرير على وجه التحديد أن نسبة النساء اللواتي يشغلن منصب رئيس مجلس الإدارة لا تتجاوز 6.7 في المئة فقط بزيادة طفيفة قدرها 1.4 في المئة فقط عن عام 2018، كما تدنت نسبة النساء اللواتي يشغلن منصب الرئيس التنفيذي إلى 5 في المئة فقط بزيادة 0.6 في المئة فقط عن عام 2018.

وعلى الرغم من هذا التقدم الطفيف، يكشف تقرير “ديلويت” عن علاقة إيجابية مضطردة بين شغل النساء لمنصب الرئيس التنفيذي وتنوع التمثيل في مجالس الإدارة.

ويرى التقرير أن نسبة النساء الممثلات في مجلس إدارة الشركات التي يشغل النساء فيها منصب الرئيس التنفيذي  تفوق بكثير نسبة النساء في مجالس إدارة الشركات التي يقف الرجال على رأس الهرم فيها (33.5 في المئة مقابل 19.4 في المئة على التوالي).

على نحو مماثل، ارتفعت نسبة النساء في مجالس الإدارة التي ترأسها امرأة لتصل إلى 30.8 في المئة متفوقة بذلك على نسبة النساء (19.4 في المئة) في مجالس الإدارة التي يرأسها رجل.

ويمكن القول إن العكس صحيح أيضاً، فكلما اختلف التمثيل بين الجنسين، تميل مجالس الإدارة إلى تعيين امرأة في منصب الرئيس التنفيذي ومنصب رئيس مجلس الإدارة.