Share

في يومهم.. هل سيبقي الذكاء الاصطناعي عيد العمّال؟

سيتسبب الذكاء الاصطناعي في "اضطراب كبير في سوق العمل" وفق المنتدى الاقتصادي
في يومهم.. هل سيبقي الذكاء الاصطناعي عيد العمّال؟
عيد العمّال

تحية إلى جميع العمال في عيدهم في الأول من مايو/أيار.

يأتي العيد العالمي للعمال هذا العام وسط تطورات دراماتيكية تعانيها سوق العمل في كافة أنحاء. فلا يكاد يخلو أي يوم من عمليات صرف تشهدها كبريات الشركات نتيجة أزمة اقتصادية خانقة يعيشها العالم تجبر هذه الشركات على تقليص نفقاتها ومن بينها صرف أعداد كبيرة من موظفيها.

وسط هذا المشهد، يطرح سؤال اليوم: هل سنصل إلى اليم الذي لن يعود العمال يحتفلون بعيدهم في ظل الانتشار السريع لما يعرف اليوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي؟

ففي دراسة نشرها المنتدى الاقتصادي العالمي اليوم الاثنين، تستعد أسواق العمل العالمية لعصر جديد من الاضطرابات حيث تعمل تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي على تسريع تراجع العمل الكتابي، مع زيادة الطلب في الوقت نفسه على المتخصصين في التكنولوجيا والأمن السيبراني.

تقول الدراسة إنه على مدى السنوات الخمس المقبلة، سيتغير ما يقرب من ربع الوظائف نتيجة للذكاء الاصطناعي والرقمنة والتطورات الاقتصادية الأخرى مثل انتقال الطاقة الخضراء وإعادة دعم سلسلة التوريد.

وبينما تتوقع الدراسة أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى “اضطراب كبير في سوق العمل”، سيكون التأثير الصافي لمعظم التقنيات إيجابيًا على مدى السنوات الخمس المقبلة حيث تصبح تحليلات البيانات الضخمة وتقنيات الإدارة والأمن السيبراني أكبر محركات نمو التوظيف.

وقال التقرير إن ظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT ، التي تستخدم الآلات لمحاكاة التفكير البشري وحل المشكلات، سيكون له تأثير واضح بشكل خاص من خلال إزاحة العديد من الأدوار وأتمتتها التي تتضمن التفكير والتواصل والتنسيق.

قالت حوالي 75 في المئة من الشركات التي شملتها الدراسة إنها تتوقع اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي على مدى السنوات الخمس المقبلة، والتي تتوقع أنها ستلغي ما يصل إلى 26 مليون وظيفة في وظائف حفظ السجلات والوظائف الإدارية.

وقد استطلعت دراسة المنتدى الاقتصادي العالمي أكثر من 800 شركة توظف مجتمعة 11.3 مليون عامل في 45 اقتصادًا من جميع أنحاء العالم.

من جهته، مصرف “غولدمان ساكس” قال إنه يمكن أتمتة ما يصل إلى 300 مليون وظيفة بدوام كامل في جميع أنحاء العالم بطريقة ما من خلال أحدث موجة من الذكاء الاصطناعي التي أنتجت منصات مثل ChatGPT .

وتوقع اقتصاديو “غولدمان ساكس” في تقرير مؤخراً أن 18 في المئة من العمل على مستوى العالم يمكن حوسبته، مع الشعور بالتأثيرات بشكل أعمق في الاقتصادات المتقدمة مقارنة بالأسواق الناشئة.

وقال الاقتصاديون إنه من المتوقع أن يكون العاملون الإداريون والمحامون هم الأكثر تضرراً، مقارنةً بـ”التأثير الضئيل” الملحوظ على المهن التي تتطلب مهوداً بدنياً أو المهن الخارجية، مثل أعمال البناء والإصلاح.

في الولايات المتحدة وأوروبا، ما يقرب من ثلثي الوظائف الحالية “معرضة لدرجة معينة من أتمتة الذكاء الاصطناعي”، وما يصل إلى ربع جميع الأعمال يمكن أن ينجزها الذكاء الاصطناعي بالكامل ، وفقًا لتقديرات “غولدمان”.

كتب الاقتصاديون أنه إذا كان الذكاء الاصطناعي التوليدي “يفي بقدراته الموعودة، فقد يواجه سوق العمل اضطراباً كبيراً.

وفي حين أن أماكن العمل قد تتغير، فإن الاعتماد الواسع النطاق للذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي في النهاية إلى زيادة إنتاجية العمل – وزيادة الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 7 في المئة سنوياً على مدى 10 سنوات، وفقًا لـ”غولدمان ساكس”.

يبدو انه في الوقت الحالي، لا يزال الذكاء الاصطناعي يشكل تهديداً أقل لآفاق العمل مقارنة بعوامل الاقتصاد الكلي الأخرى مثل تباطؤ النمو الاقتصادي ونقص الإمدادات والتضخم، ولكن ماذا عن المستقبل؟ هل سنصل إلى يوم يشطب الذكاء الاصطناعي يوم العمال العالمي؟