Share

فينيت بهاتيا، عبقري الطهي

بهاتيا أول طاهي هندي يحصل على نجمة ميشلان
فينيت بهاتيا، عبقري الطهي
فينيت بهاتيا

الحصول على نجمة ميشلان يعد من أرفع درجات التكريم في عالم الطهي. قلة هم الذين يدّعون أنهم أول من حقق نجمة في مطبخهم المحلي، ناهيك عن امتلاك العديد منها. ما لم يكن اسمك بالطبع هو فينيت بهاتيا.

من مواليد مومباي، يقال إن حب بهاتيا للطبخ كان نتيجة طبيعية لشغف والدته بالمطبخ الهندي. بدأت رحلته كمتدرب في مدرسة أوبيروي المرموقة لإدارة الفنادق في أواخر الثمانينيات، وبحلول نهاية العقد، كان باتيا رئيس الطهاة في فندق أوبروي.

ستأخذه مواهبه في النهاية إلى لندن، بصفته طاهًيا تنفيذيًا في ستار أوف إنديا، الواقع على طريق أولد برومبتون في جنوب كنسينغتون. أصبح باتيا أول طاهٍ هندي يحصل على نجمة ميشلان في مطعمه زايكا بلندن، وفي وقت لاحق، حصل مطعم راسوي في كل من لندن وجنيف على نجمة ميشلان.

أتيحت لي الفرصة لتناول العشاء كضيف الشيف فينيت في مطعمه الذي أعيد تصميمه حديثًا، إنديغو في غروسفينور هاوس في دبي. بدأ بمشروبات ما قبل العشاء في بار الكوكتيل، المزين بألوان نابضة بالحياة من ثريا ريش الطاووس الممتدة على امتداد سقف البار بالكامل. وبعد احتساء “مومباي ربسودي” المميز، لا يسع المرء إلا أن يشعر وكأنه العميل 007 في فيلم أوكتوبوسي.

بالانتقال إلى منطقة تناول الطعام، توفر أرضيات الشيش المتقنة والكراسي المزخرفة باللون الأخضر الزمردي والأسطح الخشبية الداكنة خلفية مثالية لتجربة طعام لا تُنسى. القائمة منسقة بشكل مثالي على أساس مفهوم المشاركة، مع أطباق مثل: بوراتا باكودا، وسمبوسة شعرية بحمص التشات، وكركند توبي دوسة، وروبيان الليمون وجوز الهند، فضلًا عن مجموعة متنوعة من البرياني الذي كلنا نعرفه.

بعد أن أمضيت طفولتي في جنوب كنسينغتون، حيث كنت أتردد أنا وأهلي على “نجمة الهند” في التسعينيات، يمكنكم تخيل حجم الإثارة والحنين اللذين صاحبا الأمسية مع مضيفنا الشيف فينيت.

متى خطرت لك فكرة إنشاء مطعم في دبي؟

 

لقد جاء الأمر بشكل طبيعي للغاية، فقد كان أول يوم عمل لنا في مطعم راسوي في لندن وكان فريق غروسفينور هاوس في دبي من أوائل الضيوف. في البداية، تناولوا مع زوجتي هذه الفكرة بشكل ارتجالي، وعادوا في اليوم التالي للتحدث أكثر. والباقي تعرفونه.

يبدو أن إنديغو هو أحد أقدم مطاعمك، ما مدى تميزه بالنسبة لك؟

 

دبي هي موطننا الثاني، وقد منحني إنديغو حرية التعبير بأفكاري في الطبخ منذ إطلاقه في الثامن من يونيو/حزيران عام 2005. إن إعجاب ضيوفنا بما يقدمه جعله أكثر خصوصية بالنسبة لي.

ما هي الفكرة وراء إعادة الإطلاق؟

 

لقد تغير مرسى دبي كثيرًا منذ إطلاقه. في ذلك الوقت، لم يكن القلب النابض للمدينة. وبعيدًا عن مشهد الطهي الهندي في بر دبي وديرة. كانت أسعارنا باهظة الثمن، وابتعدنا عن الأطباق الهندية التقليدية، ولم أكن متأكدًا مما إذا كان الناس سيكابدون عناء المسافة لتناول طعامنا. يسعدني أن أقول إننا نجحنا حقًا في عرض الطعام الهندي والتعبير من خلال قائمة التذوق التشاركي التي اعتمدناها. أود أن أعتقد أن المطعم خدم غرضه وأدى إلى ولادة العديد من المطاعم بمفاهيم طعام هندية تقدمية مماثلة.

كانت إعادة الإطلاق هي وسيلة لإعطائه بعدًا آخرًا. وبعد مرور 16 عامًا من عمر إنديغو، سيد المطبخ الهندي، أردنا منح مظهر أكثر استرخاءً والتطور كتجربة تناول طعام في بيئة أنيقة ومريحة في آنٍ معًا.

عند تنسيق أطباقك وقائمة طعامك، هل يلعب الموقع وذوق المنطقة التي يقع فيها المطعم دورًا في ذلك؟

 

بالتأكيد! ما كنت أفعله دائمًا هو سد الفجوة بين تفسيري للمطبخ الهندي وبين ما أقدمه في مطعمي. يلعب الموقع والتفضيلات والأذواق حسب المنطقة دورًا كبيرًا، ونحاول الطبخ بمكونات من مصادر محلية تكون مفضلة من قبل الجميع.

 

لقد مررت بمهنة محفوفة بالمغامرات ومليئة ببعض اللحظات المثيرة للإعجاب، هل يمكنك مشاركة أفضل ثلاث لحظات لا تُنسى؟

 

لن أنسى أبدًا الوقت الذي تلقيت فيه مكالمة في الصباح الباكر في نيويورك تخبرني أنني حصلت على نجمة ميشلان، وهي الأولى من نوعها للمطبخ الهندي، وكان هذا في عام 2001. على مر السنين، أقوم باستعراض هذه المحادثة مرارًا وتكرارًا في رأسي. أنا فخور بشكل خاص لأنه شيئًا لا يمكن لأحد أن يأخذه مني.

أما اللحظة الثانية، فهي عندما تم اختياري لأكون سفير الطهي في المملكة المتحدة. لقد كان هذا البلد الذي تبناني ورحب بي بطرق عديدة. لقد كانت بريطانيا منصة لعرض المطبخ الهندي، وكانت بلا شك موطنًا لنجاحي.

أما بالنسبة للثالثة، فهي الطهي في معسكر تخييمي على جبل إيفرست. لقد أنشأنا خيمة لخدمة المتنزهين لمدة ثلاثة أيام، وفي اليوم الأخير، كان لدينا طاولة طهاة خاصة تم نقل الضيوف إليها لتناول العشاء معنا في أجواء رائعة وسريالية.

ما التالي في عالم فينيت بهاتيا؟

 

يدور عالمي حول الطعام وخاصةً حبي للطعام الهندي. أنا دائمًا على استعداد للتحدي واغتنام الفرص في الأسواق الجديدة لعرض طعامي على جمهور جديد. أود أيضًا أن أحقق حلمي في امتلاك مدرسة للطهي يومًا ما، وتدريب الطهاة المتحمسين على فن الطهي، لا سيما المطبخ الهندي. حتى أرى فرصة لذلك، سيكون تركيزي على مطاعمي.