Share

قطاع السفر والسياحة: مطبّات تؤخر الانتعاش الكامل

اليوم: "طيران المستقبل" في السعودية.. وسوق السفر العربي في دبي
قطاع السفر والسياحة: مطبّات تؤخر الانتعاش الكامل
قطاع السفر

هل يستعيد قطاع السفر والسياحة عافيته في العام 2022 بعد الضربة الموجعة التي تكبّدها لعامين نتيجة كورونا؟

سؤال يُطرح في وقت نلاحظ أن معظم عشاق السفر والسياحة استعادوا حماسهم وبدأوا مخططاتهم لقضاء إجازاتهم الصيفية في الخارج.

المجلس العالمي للسياحة والسفر يتوقع عودة القطاع إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا بعدما بدأت العديد من الوجهات بتخفيف أو رفع قود السفر؛ وأن ينمو بمعدل يفوق معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي، اي بما يعادل 5.8 في المئة في الفترة من 2022 إلى 2032.

مخاوف

 

لكن التخوف من أن تتأثر وتيرة الانتعاش التي أعلنت عنها العديد من دول المقصد، بالاغلاقات التي اتخذتها الصين، والتي تواجه في هذه الأيام أسوأ موجة وبائية منذ ظهور فيروس كورونا، بما يهدد بفرض قيود السفر في العديد من دول العالم.

وهو ما يلمح إليه تقرير “ديلويت” الصادر مؤخراً حول النظرة المستقبلية لقطاع السفر في العام 2022 والذي يحمل عنوان “الطريق الملتوي للانتعاش”.

يقول التقرير إنه في الوقت الذي تسببت جائحة كورونا بالكثير من الأضرار للعديد من الصناعات، إلا أن السفر تحديداً كان الاكثر سرعة في التضرر. وسيبقى آخر القطاعات التي ستشهد عودة كاملة لنشاطها، سيما وأن مخاوف الجائحة لا تزال تحد من بعض الخطط، وخصوصا ً بالنسبة الى الرحلات الدولية وتلك الخاصة بالشركات. وعندما نتحدث عن المخاوف من متحورات جديدة، فهذا يعني فرض قيود جديدة عبر الحدود.

وفي مدونة أخرى، تأمل “ديلويت” أن يشهد الربع الثاني تسارعاً كبيراً  بعدما كان متحور أوميركون وضع  تأثيراً كبيراً في الخطط الخاصة ببداية عام 2022، مما يدفع الإنفاق على السفر إلى ما يزيد عن ثلث مستويات 2019. ومن المتوقع تحقيق مكاسب ثابتة في السفر المؤقت للشركات، فضلاً عن الرحلات المدفوعة بالفعاليات، على مدار العام. ينبغي أن تستمر الحواجز أمام السفر الدولي في الانحسار، لكن عدم اليقين بشأن اللوائح والمخاوف بشأن التعثر في الخارج سيحد من الرحلات عبر الحدود في عام 2022، بحسب “ديلويت”.

والى ما تقدم، من المحتمل أن تحد الحرب –الاوكرانية من خطط رحلات الشركات إلى أوروبا إلى حد ما على الأقل. ناهيك عن العمل من المنزل الذي ترجم بسفر أقل بشكل عام.

“بعد عامين من التخفيض إلى أقل من ربع حجمه في عام 2019، وأشهر من الانتكاسات المستمرة بسبب متغيرات كوفيد، من المتوقع أن يرتفع سفر الشركات بشكل مطرد في عام 2022. وسيأتي هذا الارتفاع بشكل أبطأ مما توقعه أو يريده الكثيرون، أقل بكثير من مستويات ما قبل الجائحة في نهاية العام.. إن التعافي إلى مستويات 2019 قد يستغرق ما لا يقل عن عامين على الأقل”، ختمت “ديلويت”.

الجمعية العامة للأمم المتحدة

 

لاشك أن لقطاع السفر والسياحة دوره الجوهري في بلوغ الانتعاش الشامل وتحقيق النمو. وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى عقد اجتماع لجمعيتها العمومية في الرابع من مايو/أيار الحالي، في أول جلسة مخصصة حول السياحة.

خلال الاجتماع الذي عقد بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO) والذي انضم إليه ممثلو الحكومات وأصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص، كان اعتراف جماعي بالقدرة الفريدة للسياحة على إحداث تغيير إيجابي.

خلال اللقاء المهم، شدد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، عبد الله شهيد ، على أهمية السياحة، خاصة بالنسبة للجزر الصغيرة والدول النامية. وقال: “إننا نواجه فرصة حاسمة ليس فقط لإعادة تشغيل السياحة، التي يعتمد عليها الكثيرون في وظائفهم وسبل عيشهم، ولكن لتحويلها لجعلها أكثر مرونة وأكثر استدامة وأكثر مسؤولية”.

السياحة للأمل والفرص

 

من جهته، شدد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي، بصفته أول أمين عام يخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن “الوقت حان لبناء مجتمعات تتسم بالمرونة والسلام، ويمكن للسياحة أن تساعد في تحقيق ذلك! السياحة هي المزود الرائد للفرص لأنها تعتمد على الأشخاص وتبني الجسور وتساعد في خلق غد أفضل للناس في كل مكان”.

يذكر أنه وفقًا لأحدث بيانات منظمة السياحة العالمية، كان الوافدون الدوليون إلى وجهات في الشرق الأوسط أعلى بنسبة 52 في المئة في يناير/كانون الثاني مقارنة بالشهر نفسه من عام 2021.

السعودية  والامارات

 

خلال اجتماعات الربيع الخاصة بصندوق النقد والبنك الدوليين، دعت السعودية الدول المانحة إلى المشاركة في تمويل أول صندوق دولي مخصص لدعم قطاع السياحة. وتعهدت تقديم 100 مليون دولار لتأسيس الصندوق بالتعاون مع البنك الدولي، يُسهم في دعم المجتمعات التي تأثرت بكورونا في مساعدتها على تجاوز الأثر المدمر الناتج عن الجائحة كورونا وسواها من الأزمات العالمية.

واليوم، تستضيف المملكة العربية السعودية منتدى “طيران المستقبل” الافتتاحي، والذي  يناقش على مدار يومين، الصعوبات التي يعاني منها قطاع السفر، ويهدف إلى صياغة حلول لكيفية تعافي القطاع من الجائحة.

كما تستضيف المملكة في 24 مايو/أيار مؤتمر “مستقبل الضيافة” في دورته الثانية تحت عنوان “آفاق جديدة”. وسيغطي هذا المؤتمر مستقبل تطوير الفنادق، والاستثمار برأس المال البشري، وقطاع الأغذية والمشروبات فضلاً عن الاستثمار في الوجهات وقطاع الطيران، والاستدامة، والاستثمار في المطاعم.

وفي الامارات، يناقش معرض سوق السفر العربي 2022 الذي ينطلق اليوم الإثنين تحت شعار “مستقبل السفر والسياحة الدولية”، أحدث الاتجاهات المتعلقة بالسياحة والسغر والتكنولوجيا والنقل والاستدامة بمشاركة 1500 شركة عارضة من 112 دولة على مدار أربعة أيام متتالية وذلك في مركز دبي التجاري العالمي.