Share

قمة سعودية – صينية في الرياض قريباً.. فما هي أولوياتها؟

المملكة أولى كوجهة للاستثمارات الصينية الخارجية في النصف الأول من 2022
قمة سعودية – صينية في الرياض قريباً.. فما هي أولوياتها؟
الاجتماع الأخير للجنة المشتركة السعودية - الصينية رفيعة المستوى

من المتوقع أن يزور الرئيس الصيني شي جينبينغ المملكة العربية السعودية قريباً، قد تتم في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وسط توتر في العلاقة بين الرياض وواشنطن على خلفية إمدادات النفط.

وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير لم يذكر الكثير عن تفاصيل الزيارة التي لم يحدد توقيتها، مكتفياً بالحديث عن أولوياتها. فقال في تصريحات له من شرم الشيخ حيث يشارك في قمة المناخ، “ننظر إلى الأمور التي نهتم بها: الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم، وكيفية تعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين. وبالطبع فإن قضية المناخ الآن على رأس جدول الأعمال في ما يتعلق بالعلاقات الدولية”.

وأبلغ الجبير “رويترز” أن الزيارات بين القادة الصينيين والسعوديين “طبيعية”. وقال إن “الصين هي أكبر شريك تجاري للسعودية ولدينا استثمارات ضخمة في الصين وللصينيين استثمارات ضخمة في السعودية”.

وأضاف “لدينا رؤوس أموال ضخمة على المحك وهذه الزيارات ليست أمراً غير مألوف”.

فيما نقلت “بلومبرغ” عن الجبير قوله إن “العلاقة بين الرياض وواشنطن قوية بما يكفي لتجاوز الخلاف الأخير حول السياسة النفطية للمملكة”.

وأضاف أن “العديد من العواصف جاءت ورحلت بينما البلدان يتحركان نحو علاقة أقوى وأعمق وأوسع… من الطبيعي أن تكون لدينا خلافات من وقت إلى آخر، كما يحدث بين كل الأصدقاء، لكن المملكة ستواصل العمل من أجل مصالحها الفضلى”.

وشرح الجبير أن الخلاف الجاري بشأن سياسة إنتاج النفط “لن يؤثر على العلاقات بين البلدين”، قائلاً “يتخذ البعض في أميركا نهجاً مختلفاً، لكننا سنتمكن من التغلب على ذلك”.

وكان قرار تحالف “أوبك+” خفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يومياً، أثار حفيظة الإدارة الأميركية التي اعتبرت أن الخطوة ذو خلفية سياسية وهو الأمر الذي تنفيه الرياض بشدة، وتؤكد أن القرار نابع من منطلق “اقتصادي بحت”.

إقرأ المزيد: حرب الرقائق تحتدم بين الولايات المتحدة والصين

هي ليست المرة الاولى التي تتحدث فيها المملكة عن زيارة للرئيس الصيني. ففي أواخر الشهر الماضي، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن الرئيس الصيني شي جينبينغ سيزور السعودية قريباً. وأوضح خلال اجتماع لجنةٍ لمبادرة “الحزام والطريق والاستثمارات الكبرى والطاقة” المندرجة تحت اللجنة السعودية – الصينية المشتركة رفيعة المستوى، أنه سيتم عقد 3 قمم صينية – سعودية، وصينية – خليجية، وصينية – عربية.

واحتلت المملكة المركز الأول كوجهة للاستثمارات الصينية الخارجية في النصف الأول من عام 2022، وأصبحت الصين الشريك التجاري الأول للمملكة.

وكذلك اتفقت السعودية والصين، الشهر الماضي، على التعاون في مجال “الاستخدامات السلمية للطاقة النووية” وإنشاء مركز إقليمي للمصانع الصينية في المملكة للاستفادة من موقعها الجغرافي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية من الاتصال المرئي الذي جمع وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ومسؤول الطاقة الوطنية في الصين، جانغ جيان هوا.

وزار وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، بكين، في منتصف أكتوبر/تشرين الأول، وبحث مع مسؤوليها كيفية الحفاظ على سوق الطاقة والاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وكانت العلاقات الدبلوماسية بين الصين و السعودية بدأت عام 1990، وعلى مدى هذه السنوات، أحرز البلدان تقدماً كبيراً في العلاقات انعكس أيضاً على التعاون الاقتصادي والتجاري والتبادلات الثقافية وتعزيز التواصل بشأن القضايا الدولية.

وفي الفترة بين عامي 1991 و1998، شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً تلخص في 16 زيارة واتفاقيات تعاون رفيعة المستوى في مختلف المجالات، لتتوج بزيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز حينما كان ولياً للعهد في عام 1998، واعتبرت تلك الزيارة الأعلى مستوى من ناحية الوفد الرسمي إلى الصين.

وشهدت العلاقات الثنائية قوة دفع كبيرة خلال السنوات الأخيرة، من خلال رفع مستوى العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة وتأسيس اللجنة المشتركة الصينية السعودية رفيعة المستوى، وذلك من خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى السعودية عام 2016، وزيارة الملك سلمان بن عبد العزيز للصين عام 2017، وزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبكين في عام 2019.

وعند تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسعودية، كان حجم التجارة الثنائية للعام بأكمله يبلغ حوالي 500 مليون دولار، في حين قفز التبادل التجاري بين البلدين من 3 مليارات دولار في عام 2000، إلى 67 مليار دولار في 2020، أي أنه تضاعف أكثر من 22 مرة خلال عقدين.

وترتبط المملكة العربية السعودية والصين بعلاقات قوية في مجال الطاقة، حيث تعتبر الرياض أكبر شريك لبكين في منطقة الشرق الأوسط، إذ إنها المصدر الأول للنفط إلى الصين متفوقة على روسيا، الجارة الشمالية والشريك الاستراتيجي لبكين.