Share

قناة السويس تخالف الاتجاه العالمي وتحقق مكاسب قياسية

أعلى إيرادات شهرية في تاريخها بـ 629 مليون دولار في ابريل
قناة السويس تخالف الاتجاه العالمي وتحقق مكاسب قياسية
قناة السويس

صحيح أن الحرب الروسية – الاوكرانية أثرت سلباً على مصر واقتصادها، لكن، وعلى قاعدة رب ضارة نافعة، لم تكن كذلك بالنسبة الى قناة السويس التي خالفت الاتجاه العالمي. اذ حققت أكبر عائد في تاريخها نتيجة تدفق السفن الغربية التي تمر عبرها بحثًا عن النفط ومشتقاته.

وتعد قناة السويس واحدة من أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، حيث يتدفق حوالي 13 في المئة من التجارة العالمية عبرها، وهو ما يمثل 30 في المئة من حركة الحاويات الدولية. وفي كل عام، تمر أكثر من تريليون دولار من البضائع عبر القناة.

في الارقام الصادرة أخيرا، حققت قناة السويس أعلى إيرادات شهرية على الإطلاق في أبريل/نيسان، حيث بلغت 629 مليون دولار، وفق ما أعلنه رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع. وأضاف أن إيرادات القناة في أبريل/نيسان زادت 13.6 في المئة مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، حين بلغت 553.6 مليون دولار.

وشهدت الملاحة في القناة عبور 1929 سفينة في ذلك الشهر، مقارنة بـ 1814 سفينة في أبريل/نيسان 2021 – أي بفارق 115 سفينة وزيادة بنسبة 6.3 في المئئة. أيضًا ، تم نقل 114.5 مليون طن صافي عبر القناة – وهي أكبر حمولة شهرية في تاريخ القناة.

ولاحظت هيئة قناة السويس زيادة كبيرة في عدد الأنواع المختلفة من السفن التي تعبر القناة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وزادت ناقلات النفط بنسبة 25.8 في المئة، وسفن الحاويات بنسبة 9 في المئة، وناقلات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 12 في المئة.

وكانت هيئة قناة السويس أعلنت أنها سترفع رسوم العبور لعدد من فئات السفن اعتبارا من اليوم الأول من مايو/أيار.

الحرب تسببت في تغيير تجارة النفط الخام

 

في تصريح لصحيفة “المونيتور” الاميركية، قال ربيع: “إن الحرب الروسية – الأوكرانية تسببت في تغيير تجارة النفط الخام، مما أدى إلى زيادة ناقلات النفط العابرة للقناة”.

وتابع “نتيجة لتقليص الواردات من روسيا، زادت التجارة المتجهة شمالاً نتيجة لارتفاع الواردات الأوروبية والكندية من الخليج العربي. في غضون ذلك، زادت حركة النفط المتجهة جنوبا بسبب توجه روسيا لتصدير النفط إلى آسيا، بعيدا عن أوروبا”.

وفي ما يتعلق بالغاز الطبيعي المسال، قال ربيع “إن المزيد من الغاز يمر الآن عبر قناة السويس متجهًا شمالًا من منطقة الخليج العربي إلى أوروبا”.

وأضاف “من المرجح أن يستمر هذا الاتجاه، حيث شهدت ناقلات الغاز الطبيعي المسال المتجهة من روسيا والولايات المتحدة وشمال إفريقيا إلى الدول الآسيوية زيادة نسبية”.

وأكد ربيع أن الحرب أدت أيضًا إلى زيادة في شحن البضائع السائبة الجافة من آسيا وأستراليا إلى أوروبا – وخاصة الفحم والحديد والصلب – بسبب نقص الواردات من روسيا وأوكرانيا.

ليست الازمة في أوكرانيا العامل الوحيد الذي يساهم في زيادة عائدات القناة. فهناك أيضًا زيادة في رسوم العبور بنسبة 6 في المئة بدءًا من فبراير/شباط 2022 بالإضافة إلى الرسوم الإضافية لعبور السفن، باستثناء السفن السياحية، في مارس/آذار ومرة ​​أخرى في مايو/أيار، يقول ربيع.

وتوقع أن تتجاوز الإيرادات من هذه الرسوم الإضافية 500 مليون دولار سنويًا.

وبحسب أحدث البيانات التي نشرها المصرف المركزي المصري، جنت مصر في عام 2021 ما قيمته 88.3 مليار دولار من النقد الأجنبي من خمسة مصادر هي: قناة السويس، وتحويلات العاملين المصريين في الخارج، والصادرات، والسياحة، والاستثمار الأجنبي المباشر. وحقق الممر المائي 6.4 مليارات دولار، وهو ما يمثل 7.1 في المئة من إجمالي الإيرادات.