Share

مخاوف الركود تضغط على أسعار النفط هبوطاً قبل زيارة بايدن للمنطقة

روسيا تقرر وقف شحن النفط الكازاخستاني مما رفع السعر مجدداً
مخاوف الركود تضغط على أسعار النفط هبوطاً قبل زيارة بايدن للمنطقة
يتوقع "سيتي" أن يصل بميل لانفط الى 65 دولاراً هذا العام

تقهقرت أسعار النفط بأكثر من عشرة دولارات للبرميل أمس، مسجلةً أكبر هبوط ليوم واحد في حوالي أربعة أشهر، وسط تنامي المخاوف من ركود عالمي، وهو السيناريو الذي قد يحد من الطلب على النفط. لكن النفط عاد ليرتفع اليوم الأربعاء بعد قرار روسيا وقف شحن النفط الكازاخستاني.

بايدن في المنطقة

 

تأتي حركة الأسعار المتراجعة في وقت يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن الى زيارة الشرق الأوسط في الفترة بين 13 يوليو/تموز الحالي و16 منه، تشمل السعودية والأراضي الفلسطينية وإسرائيل.

وسيحضر بايدن في مدينة جدة السعودية في 16 يوليو/تموز الجاري، قمة تضم قادة مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن. وهو قال في الأول من الشهر الحالي إنه لن يطلب من دول الخليج زيادة إنتاج النفط، يعتقد أنه يجب على جميع دول الخليج زيادة إنتاج النفط “وليس السعودية فقط”.

لكن بايدن يواجه تحديات كبيرة في الداخل الأميركي في ظل معدلات تضخم مرتفعة وأسعار سلع وخدمات تحلق، وتنامي الغضب لدى الأميركيين. ويعد الغاز والطاقة محركاً أساسياً لمعدلات التضخم، ويثيران مشكلة سياسية ضخمة بالنسبة للديمقراطيين في ظل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي التي ستقام خلال الأشهر القليلة القادمة.

وللتخفيف من وطأة التحديات التي يواجهها، وجّه بايدن انتقادات لشركات النفط والغاز نظراً لتحقيقها أرباحاً غير متوقعة، وطالب المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط خفض أسعار البنزين التي تحقق مستويات قياسية في الولايات المتحدة.

كما طرح بايدن فكرة وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي خلال قمة مجموعة السبع الأسبوع الماضي، لزيادة القيود على قدرة الكرملين الروسي على تمويل حربه في أوكرانيا ومحاولة حماية المستهلكين وسط الارتفاع الجنوني لأسعار النفط.

هذا وأوقفت روسيا شحن النفط الكازاخستاني، عبر خط قزوين لنقل النفط، إلى الأسواق العالمية والذي يعتبر من أكبر طرق نقل النفط من بحر قزوين إلى الأسواق العالمية، مما ادى الى معاودة الاسعار ارتفاعها.

وذكرت وكالة “سبونتيك” الروسية أنه تم وقف عمل خط نقل النفط الكازاخستاني بقرار من محكمة مدينة نوفوروسيسك جنوب روسيا، لمدة 30 يومًا، وذلك بعد توقف 4 أيام من 19 يونيو/حزيران إلى 23 يونيو/حزيران الماضي.

وعزت السلطات الروسية إيقاف الخط إلى الانتهاكات البيئية التي تم تحديدها والتي يجب التخلص منها لكي يستأنف الخط عمله.

ويوم أمس، أغلق مؤشر العقود الآجلة للنفط الأميركي، خام غرب تكساس الوسيط تسليم أغسطس/آب، دون 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ نحو شهرين بعد أن تراجع بنسبة 8.2 في المئة إلى 99.50 دولارًا للبرميل.

“سيتي غروب”: 65 دولاراً للبرميل!

 

يأتي هذا الأداء بعدما توقع “سيتي غروب” أن ينخفض سعر برميل النفط الخام ​​إلى 65 دولاراً هذا العام في حال حدوث ركود. وأشار التقرير إلى أن أسعار النفط قد تنخفض إلى 45 دولارًا بحلول نهاية العام المقبل إذا دخل العالم في حالة ركود وخزانات طلب.

وفقًا لـ”سيتي”، يصبح الطلب على النفط سالباً “فقط في أسوأ فترات الركود العالمي، لكن أسعار النفط تنخفض في جميع فترات الركود إلى التكلفة الهامشية تقريبًا”.

لكن في التقرير نفسه، قال “سيتي” إنه لا يتوقع أن يسقط الاقتصاد الأميركي في حالة ركود.

وقال إن تلك التوقعات تستند إلى عدم وجود أي تدخل من قبل منتجي “أوبك +”، وتراجع استثمارات النفط.

وفي المقابل من تحذير “سيتي غروب”، قال “غولدمان ساكس” إن تراجعات الأسعار مبالغ فيه، مشيراً إلى أنه من السابق لأوانه أن تستسلم سوق النفط لمثل هذه المخاوف.

فيما حذر “جي بي مورغان” في نهاية هذا الأسبوع من أن النفط قد يصل إلى 380 دولاراً للبرميل في أسوأ سيناريو إذا بدأت روسيا في خفض إنتاج النفط الخام ردًا على العقوبات.

وعلى الطرف الآخر، قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف إن تحديد سقف لسعر النفط الروسي بنصف مستواه الحالي قد يتسبب في ارتفاع أسعار النفط إلى ما فوق 400 دولار للبرميل. وهو ما يتناقض تماماً مع السيناريو الذي رسمه “جيه بي مورغان” عند 380 دولاراً للبرميل.

كما قال محللون آخرون لـ”رويترز” إنه إذا تحققت مخاوف الركود وتقلص الطلب على الخام بشكل كبير، فإن الأسعار قد تشهد تقلبات شديدة نحو الهبوط.

هذا وتنتظر الأسواق أحدث بيانات أسبوعية بشأن مخزونات النفط والوقود في الولايات المتحدة والتي ستصدر في وقت لاحق هذا الأسبوع.