Share

هل السلفادور محقّة في تكثيف تعاملها مع البيتكوين؟

تشكّل الدولة حالة ممتازة للدراسة
هل السلفادور محقّة في تكثيف تعاملها مع البيتكوين؟
لا يروق لصندوق النقد الدولي استخدام السلفادور للبيتكوين.

حثّ صندوق النقد الدولي حكومة السلفادور على النظر في مخاطر البيتكوين (Bitcoin)، على الرغم من خطط البلاد لتنفيذ إصلاحات تشريعية جديدة لتشجيع استخدام الأصول المشفرة. لكن هل تحذير صندوق النقد الدولي مبرّر؟

تعتقد إيرينا تسوكرمان، المحللة الجيوسياسية ورئيسة شركة Scarab Rising، أن تحذير صندوق النقد الدولي هو بمثابة ضمانة ضد انتقادات قروض السلفادور أكثر من كونه حجة جادة ضد السياسة التي تنتهجها البلاد.

إقرأ أيضاً: الجميع يعتقد أن البتكوين وسيلة مستقبلية للمعاملات

توضح تسوكرمان: أن ذلك إنما يعود “لاعتبارات عملية”، مضيفةً أن “السلفادور عمليًا قامت باستثمار نسبة ضئيلة من ميزانيتها في العملات المشفرة، بحيث يصعب أن يكون لها تأثير سلبي على اقتصادها”.

الخطأ يقع على عاتق صندوق النقد الدولي

 

تؤكد تسوكرمان أنه في حين يمكن استخدام Bitcoin كعملة رسمية من خلال تزويد المواطنين بخيارات متنوعة، فإن غالبية المعاملات في البلاد لا تزال تعتمد على العملة المحلية أو الدولار.

عوضاً عن ذلك، تلقي باللوم على صندوق النقد الدولي، الذي تعتقد أنه يتعرض لضغوط من المؤسسات المالية التقليدية التي يمثل صعود العملات المشفرة تهديداً مباشراً لها.

ترى تسوكرمان أنه على الرغم من الاستثمارات المتواضعة للبلاد، فإن النمو الاقتصادي في السلفادور قد أعيق بسبب التصور الخاطئ لصندوق النقد الدولي للمخاطر المفرطة.

إقرأ أيضاً: صندوق النقد الدولي أكثر تفاؤلا بشأن الاقتصاد العالمي

تعتقد الأخيرة أنه من خلال إصدار توقعات سلبية والمبالغة في المخاطرة، فإن صندوق النقد الدولي يجعل من الصعب على البلاد أن تنجح في أي من المجالات الاستثمارية، بما في ذلك معظم المجالات التي لا ترتبط تماماً بالعملات المشفرة.

“لا ينبغي لصندوق النقد الدولي أن يخلق حالة من الذعر غير مبرّرة، بحيث أن ذلك سيؤدي إلى تقويض الاستراتيجيات المدروسة؛ فقد أظهر تاريخ تدخّل صندوق النقد الدولي في البلدان النامية ارتكاب أخطاء وثغرات. لذا، لا ضير من الانفتاح على وجهات نظر متنوعة، بما في ذلك الاتعاظ من تجارب البلدان التي سبق أن تعاملت مع الصندوق”، تردف تسوكرمان.

الوقت قد حان للدراسة والتحقق

 

تعتقد تسوكرمان أنه على الرغم من تحذيرات صندوق النقد الدولي، ينبغي الإشادة بالسلفادور لنجاحها في تحقيق التوازن بين مخاطر المشاريع والرؤية التي تحتكم إلى الحذر العملي ودراية والوقائع الاقتصادية.

وتقول تسوكرمان: “الحقيقة هي أن العملات المشفرة ستستمر في التقلب بسبب التطورات الاقتصادية، بالإضافة إلى طبيعتها، وحقيقة أنها أصل رقمي جديد، لافتةً إلى أن مسألة توقع المخاطر لن تُحل تمامًا قبل أن يصبح المشهد التنظيمي أكثر جلاءً”.

وقد اتخذت الدولة الاحتياطات اللازمة للتخفيف من حدّة المخاطر، مثل الاستثمار في مراكز تعليمية للتأكد من أن أولئك الذين يقومون بتداول العملات المشفرة هم على دراية تامّة بالموضوع.

تعتقد تسوكرمان أن هذا النوع من التجارب الحذرة يمكن أن تعود بالفائدة على البلدان النامية الساعية إلى مساعدة سكانها من خلال تسوية ساحة اللعب لناحية تنظيم المبالغ في الأسواق الدولية وحمايتها من مخالب التضخم والتقلبات على مستوى العملة.

إقرأ أيضاً: هل سيكون 2023 عامًا مثيرًا للعملات المشفرة؟

تستشهد تسوكرمان بالسلفادور كمثال إيجابي، مشيرةً إلى أن التحرير التدريجي لاقتصادها وتنويع خيارات الدفع المتاحة سيجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين التقليديين مع تحسين وضعها الائتماني أيضًا.

وتخلص تسوكرمان إلى أنه “من الواضح أنه على الرغم من التحديات الاقتصادية الكبيرة، فإن السلفادور تحرز تقدمًا كبيرًا في دمج وإدراج العملات المشفرة، بعيداً من الاعتماد عليها كعلاج سحري قادر على لكافة الأمراض”.