Share

هل تخفّض أزمة الطاقة والحرب الأوكرانية التوقعات بشأن “كوب 27″؟

الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة سيستغرق وقتاً أطول من المتوقع
هل تخفّض أزمة الطاقة والحرب الأوكرانية التوقعات بشأن “كوب 27″؟
كوب 27

مع استعداد مصر لاستضافة النسخة السابعة والعشرين من مؤتمر المناخ (كوب 27)، تزداد البيئة الجيوسياسية التي تلقي بأثرها على الدبلوماسية الدولية حدّةً وخطورة. تسبّب الصراع الدائر في أوكرانيا في إشعال أزمة طاقة تهدّد بالإطاحة بالإنجازات الملموسة التي أحرزها “كوب 26″، والتي تتمثل بتوقيع اتفاقية عالمية للحدّ من استخدام الفحم. وقد أدّت الأزمة الأوكرانية في حدوث انقسام بين الدول حول ما اعتبره البعض صراعاً بين المصالح الروسية والغربية.

يقول وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي يتولّى رئاسة الدورة الـ27 من المؤتمر: “سيعقد مؤتمر الأطراف السابع والعشرون في وقت يواجه فيه المجتمع الدولي أزمة مالية وأزمة ديون، وأزمة أسعار طاقة، وانعدام أمن غذائي، وفوق كل ذلك اضطرابات مناخية خطيرة”. يبدو أن الانتقال إلى الطاقة المتجددة سيستغرق وقتاً أطول من المتوقع، نظراً للوضع الجيوسياسي القائم.

تجتذب محادثات الأمم المتحدة حول المناخ هذا العام، المزمع انطلاقها الأحد المقبل، قادة العالم ونشطاء المناخ إلى جمهورية مصر العربية.

أسبوعان من المفاوضات في “كوب 27” ينعقدان في ظروف صعبة للغابة، بحيث لم تقُم سوى 26 دولة فقط من بين 193  – كانت أعربت عن نيّتها تكثيف نشاطها المناخي في اجتماعات العام الماضي في اسكتلندا – بتنفيذ خطط طموحة في هذا المجال.

ماذا يوجد على المائدة؟

 

نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الدول التي فشلت في تقديم أهداف معززة العام الماضي كان من المتوقع أن تفعل ذلك قبل انطلاق “كوب 27”. بالإضافة إلى ذلك، ستكون حماية البلدان الضعيفة على رأس جدول أعمال القمة المنتظرة.

وقالت الصحيفة “سيتمّ إثارة هذا الموضوع بكثرة من جانب الدول الجزرية الأفريقية الصغيرة التي تعتبر منبع مناجم الفحم، وكذلك من قبل الدول المعرّضة للخطر للغاية في آسيا وأفريقيا”.

إقرأ أيضاً: الكشف عن الموضوعات الرئيسية لقمة المناخ “كوب 27” 

الخسائر والأضرار

 

يتسبب التغير المناخي، من خلال الظواهر الجوية المتطرفة مثل الأعاصير المدارية والتصحر وارتفاع مستوى سطح البحر، في أضرار باهظة التكلفة للدول.

ولأن ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري – القادمة بمعظمها من البلدان الصناعية الغنية – قد تسبّبت بتفاقم حدّة هذه “الكوارث الطبيعية”، فإن البلدان النامية – وهي غالباً الأكثر تضرراً – تطالب بضرورة الحصول على تعويضات مالية.

وكانت الدنمارك تصدّرت عناوين الصحف خلال الأسبوع الأخير، خلال اجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد أن كانت السبّاقة في الإعلان عن استعدادها تقديم 13 مليون دولار هبة للدول النامية التي عانت من أضرار ناجمة عن تغير المناخ.

ومن المرجّح أن تأخذ قضية هذه المدفوعات، المعروفة بـ”الخسائر والأضرار”، حيّزاً كبيراً من المناقشة في “كوب 27″، علماً أنه لم يتم وضعها بشكل رسمي على جدول الأعمال حتى اللحظة.

التعطّش للفحم

 

أنهت بريطانيا مهام الاستضافة في “كوب 26” بتعهّدها التمسّك بمستهدفات اتفاقية باريس المتمثلة في وضع حدّ للاحترار عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. إنجازات تعثّرت  اليوم في أحسن الأحوال، أو في أسوئها تم التراجع عنها بسبب منطق الحرب الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا. لقد عمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تحويل تدفق الطاقة إلى أوروبا إلى سلاح اقتصادي رداً على العقوبات الغربية، وتسابق الاقتصادات المتقدمة الكبرى التي تواجه نقصاً مفاجئاً في إمدادات الغاز الطبيعي لافتتاح محطات طاقة قديمة تعمل باستخدام الفحم.

الصين والهند

 

شهدت الصين، أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، أكثر فصول الصيف سخونة على الإطلاق هذا العام. وفي خطة وطنية للتكيف مع المناخ، قالت إن الطقس شديد السوء يمثل تهديدا متزايدا.

ومع ذلك، تزيد البلاد من استخدام الفحم في مواجهة مخاطر أمن الطاقة، وقال الرئيس شي جين بينغ في أكتوبر/تشرين الأول إن الصين ستواصل دعم “الاستخدام النظيف والفعال للفحم”.

على نحو مماثل، قاومت الهند التخلي عن الفحم، وناورت مع الصين في “كوب 26” العام الماضي لمنع التزامات أقوى بالانسحاب منه.