Share

هل يتسبّب ثبات عملة “البيتكوين” في إحداث نقلة نوعية في السوق؟

إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة
هل يتسبّب ثبات عملة “البيتكوين” في إحداث نقلة نوعية في السوق؟
تقلّبات العملات الرقمية

هناك مزحة يجري تداولها مؤخراً في عالم التشفير، ألا وهي أن عملة البيتكوين يتحوّل شيئاً فشيئاً إلى عملة مستقرة، نظرًا لأن أسعاره لا يطرأ عليها أي تغيير في الآونة الأخيرة. وفي حين قد يبدو الاستقرار الذي تمّ اكتشافه حديثًا في أسعار هذه العملة، مؤشراً جيداً، يشير الخبراء إلى أن العكس هو الصحيح، أقلّه على المدى القصير.

من أكثر الانتقادات التي تطال العملات المشفرة، منذ بداية ظهورها تقريباً، هو أنها شديدة التقلب، لا سيّما عند مقارنتها بالأسواق التقليدية. استخدم المناهضون حجة التقلّب لدحض العملات المشفرة ووصفها بالوسيلة غير الموثوق بها للتداول أو الاستثمار. على الجانب الآخر، شكّل التقلب أحد أكبر عوامل الجذب بالنسبة للمشفّرين، بحيث نجح العديد منهم في إحداث تغييرات جذرية نتيجة التقلبات العنيفة للأسعار .

ومع ذلك، بعد بلوغها أعلى مستوى لها على الإطلاق عند حوالي 69 ألف دولار في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، جرى تداول عملة البيتكوين منذ يونيو/حزيران، التي تعدّ أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، في نطاق ضيق لا يتجاوز 20 ألف دولار.

وفقًا لـ Arcane Research، استمرّ التقلب اليومي لـ”بيتكوين” في اتجاه هبوطي خلال الأسبوع الماضي، وهو حالياً يقترب من مستويات لم نشهدها منذ نحو عامين. في الوقت الحالي، يبلغ التقلب الذي تمّ قياسه على مدى 30 يوماً 1.9 في المئة، مسجّلاً أدنى مستوى له منذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2020.

بالإضافة إلى ذلك، انخفض أيضاً حجم تداول العملات المشفرة، إذ بحسب متتبّع البيانات CoinMarketCap، فإن الحجم اليومي للتداول يحوم حول 50 مليارات دولار في الوقت الحالي، انخفاضاً من ما يزيد عن 100 مليارات دولار في بداية العام.

ليس انخفاض حجم التداول بالأمر المفاجئ، نظرًا لأن السوق يهيمن عليه غالباً، مخزّني العملات المشفرة، بالإضافة إلى كيانات تسعى للمضاربة، وَسائحي السوق الذين تم تفريغم تمامًا من الأصول.

في هذا الإطار، استناداً إلى تقارير عدّة، يشير ياسين المنجر، المحلل في شركة “آرك” لإدارة الاستثمار، إلى أنه في حين يعدّ حدوث تقلبات طفيفة على صعيد الأسعار مؤشراً صحّياً في العادة في الأسواق التقليدية، عندما يتعلق الأمر بعملة البيتكوين، فإن حدوث تقلّب مماثل، يترافق مع انخفاض على مستوى الحجم قد لا يكون بالضرورة أمرًا جيداً.

يلفت المنجر إلى أن توفّر العاملين معاً يمكن أن يتسبّب في نهاية المطاف، في إحداث انخفاضات حادة وسريعة في الأسعار في حال حصول  عمليات بيع واسعة النطاق.

ومع ذلك، يوضح عدد من المحللين أن الظروف السائدة يمكن أن تمثل في الواقع مقدمة لعودة عملية التقلب الكلاسيكي التي طال انتظارها لأسعار العملة المشفرة، والتي يرون أنها سوف تحدث عاجلاً وليس آجلاً.

من جهته، يقول مايكل فان دي بوب، الرئيس التنفيذي ومؤسس منصة تداول العملات المشفرة “Eight”: “إنها فقط مسألة وقت حتى تعود التقلبات العنيفة إلى الأسواق، بعد مرور أربعة أشهر على حصول عملية الدمج”.

“لا تزال الغالبية تفترض أن المنحى الهبوطي سيخيّم لفترة أطول في الأسواق، إلا أنه أعتقد أن الاحتمالات في حدوث نقلة تصاعدية قد ارتفعت للغاية”.