Share

هل يهدّد صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي الميتافيرس؟

الميتافيرس قد يخلق فرص بالمليارات بحلول 2035 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
هل يهدّد صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي الميتافيرس؟
الميتافيرس في مواجهة الذكاء الاصطناعي التوليدي

ربما يواجه الميتافيرس، الذي تم احتضانه في السابق باعتباره مستقبل الإنترنت، نهاية مفاجئة بعد ثلاث سنوات فقط على وجوده، ولكن هل حقاً اندثر، أم أن هذه مجرد تكهنات؟ وفي حين يرفض البعض الميتافيرس باعتباره مفهوماً يقوم على مبدأ فاشل، يزعم آخرون إنه لا يزال في مراحله الأولى ولم يدرك بعد إمكاناته القصوى.

هذا المفهوم، الذي وعد بإنشاء عالم افتراضي حيث يمكن للناس التفاعل بسلاسة من خلال الصور الرمزية (أفاتار)، أيده قطب التكنولوجيا مارك زوكربيرغ، الذي أعاد تسمية شركته Meta في عام 2021 ليعكس التزامه التام بالمشروع.

في حين نجح الميتافيرس بخطف الأنظار في القطاع التكنولوجي، فقد تلاشت شعبيته منذ ذلك الحين جراء ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي. استحوذت هذه التقنية الجديدة، التي تتضمن استخدام الخوارزميات لإنشاء محتوى أصلي، على اهتمام الصناعة بإمكانية تحويل مجالات مثل الرعاية الصحية والتمويل والفنون. نتيجة لذلك، ربما تنحى الميتافيرس رويداً، وفقًا لبعض الخبراء، متخذاً مقعدًا خلفيًا في عالم التكنولوجيا، بحيث لم يعد يُنظر إليه على أنه التوجه الواعد الذي كان عليه من قبل.

على الرغم من التحول في الاهتمام نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي، لا يزال بعض الخبراء يعتقدون أن للميتافيرس مستقبلٌ واعد. يجادل كثر بأن التكنولوجيا تشهد تطوراً متسارعاً وأننا بدأنا للتو في خدش سطح ما هو ممكن. كما يلحظ هؤلاء أن هناك العديد من التطبيقات المحتملة للميتافيرس تتجاوز مجرد الألعاب والتواصل الاجتماعي، مثل التعليم والرعاية الصحية والأعمال.

إقرأ المزيد: الميتافيرس قد يشكل نقطة انطلاق للحوسبة الغامرة

في المقابل، يرى آخرون بأن مفهوم الميتافيرس كان معيبًا منذ البداية، بحيث يشيرون إلى أن فكرة إنشاء عالم افتراضي غامر بالكامل محدودة بطبيعتها بحقيقة أنها لم تتعدّ كونها تجربة رقمية وحسب. يعتقد هؤلاء بأنه بغض النظر عن مدى واقعية الرسومات أو مدى التقدم الذي قد تحرزه هذه التكنولوجيا، لا يمكنها أبدًا تكرار تجربة الوجود في العالم الحقيقي.

على الرغم من وجود هذه الآراء المتضاربة، هناك شيء واحد واضح: لقد أثار الميتافيرس الكثير من النقاش والجدل حول مستقبل هذه التقنية وتداعياتها على المجتمع. سواء نجح مفهوم الميتافيرس في النهاية أم فشل، فقد ترك بالفعل علامة لا تمحى على القطاع التقني، وسيظل تأثيره محسوسًا لسنوات قادمة.

الإمكانات الاقتصادية

 

أشار تقرير جديد إلى الإمكانات الاقتصادية التي توفرها تقنية الميتافيرس على مستوى العالم. في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يمكن أن تساهم الميتافيرس بحلول 2035 بإضافة سنوية على الناتج المحلي الإجمالي بما يصل إلى 38.1 مليار دولار في السعودية، و 16.7 مليار دولار في الإمارات، و 22 مليار دولار في مصر، و 5 مليارات دولار في المغرب، و 1.7 مليار دولار في الأردن.

وكشفت الورقة البحثية أنه مع تزايد الاهتمام بالميتافيرس في جميع أنحاء المنطقة، بدأت بالفعل تظهر العديد من التطبيقات وحالات الاستخدام التجاري التي توضح كيف يمكن للمستهلكين في المنطقة استخدام هذه التقنية لحضور الحفلات الموسيقية الافتراضية أو شراء الأصول الافتراضية أو الوصول إلى التعليم.

ووفقاً للبحث، سيعتمد تحقيق هذه الإمكانات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على تسريع تطوير المهارات الرقمية وسد فجوات المهارات في جميع أنحاء المنطقة. عندما تتحقق هذه الخطط بالكامل، يمكن أن تصل الفوائد التي تعود على اقتصاد السعودية إلى 20.2 – 38.1 مليار دولار سنويًا من الناتج المحلي الإجمالي الإضافي بحلول عام 2035. في الإمارات، يمكن أن تصل هذه الفوائد إلى 8.8 – 16.7 مليار دولار سنويًا، وفي مصر 11.6 – 22 مليار دولار سنويًا، في المغرب 2.6 دولار – 5 مليارات دولار في السنة وفي الأردن 0.9 – 1.7 مليار دولار في السنة بحلول عام 2035.

أنقر هنا لمزيد من الأخبار على الميتافيرس.