Share

يوم المرأة العالمي: سيدة عصامية تعلمت الريادة من الألف إلى الياء 

لا تخشى إيزابيل نيفا أبدًا الخروج من منطقة الراحة الخاصة بها 
يوم المرأة العالمي: سيدة عصامية تعلمت الريادة من الألف إلى الياء 
إيزابيل نيفا، الشريك الرئيسي في Transactions and Transformations ورئيسة شبكة الاستشارات النسائية في كيرني الشرق الأوسط

تعمل إيزابيل نيفا، الشريك الرئيسي في Transactions and Transformations ورئيسة شبكة الاستشارات النسائية في كيرني الشرق الأوسط، مع العملاء عبر مختلف الصناعات لدعمهم من خلال برامج وعمليات التحول واسعة النطاق.

تعد نيفا مناصرة شرسة للنهوض بالمرأة في مكان العمل، سواء داخل “كيرني” أو في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط.

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، طرحنا على إيزابيل بعض الأسئلة حول رحلتها المهنية والدروس المستفادة، كما تطرقنا إلى أبرز مساهماتها التي أثرت من خلالها النساء المنخرطات في سوق العمل.

هل لكِ أن تخبرينا عن مسيرتك المهنية قبل الانضمام إلى كيرني؛ كالإنجازات والإخفاقات والنجاحات والتحديات التي واجهتيها؟

 

بدأت رحلتي المهنية عندما عُرض عليّ منصب للعمل في إحدى الشركات الخاصة في لشبونة بعد تخرجي من الجامعة؛ وبما أنني درست الاقتصاد الذي يُركز على الاستثمار، قبلت هذا المنصب الوظيفي من دون تردد. مكنني حجم الشركة الصغير من العمل عن قرب مع الإدارة العليا والاطلاع على العديد من جوانب هذه الوظيفة في وقت مبكر جدًا. ومن خلال ذلك المنصب، قمت بإجراء العديد من التقييمات الشاملة للفرص الاستثمارية، وشاركت في هيكلة الصفقات والتفاوض عليها؛ وبعد ذلك كنت أقوم بمتابعة أداء المحفظة في الشركة.

كانت تجربة غنية أن أشارك في اتخاذ القرارات الاقتصادية في الشركة وأنا لا زلت في سن مبكرة. تعلمت الكثير في هذه الشركة، لكنني بدأت أشعر بعد حوالي أربع سنوات بأنني أريد تعلم المزيد وأن أن أطور من مسيرتي المهنية. لذا انتقلت بعد فترة وجيزة إلى العمل في مجال الاستشارات والذي غير حياتي المهنية وفسح لي المجال لكي أتعلم مفاهيم جديدة ومختلفة كل يوم؛ حيث بدأت السفر والعمل في العديد من الدول وبدأت التعرف على ثقافات جديدة وطرق عمل ووجهات نظر مختلفة. شعرت بأن مسيرتي المهنية في أوجها، ولكنني أردت تحصيل المزيد؛ لذلك اخترت أن أكمل دراساتي العليا وأحصل على درجة ماجستير في إدارة الأعمال من كلية “إنسياد” والتي فتحت لي آفاقًا جديدة.

لم يكن الطريق سهلاً بالنسبة لي كامرأة صغيرة أن تعمل في مجال الاستشارات الذي لا يزال أحد المجالات التي يهيمن عليها الرجال إلى حد كبير. أما اليوم فأنا محظوظة للعمل في “كيرني”، حيث يعتبر التنوع والشمول جزءًا من نسيجها الثقافي، ويشكل التدريب المهني المكون الأساسي في طريقة عملها، والتي لطالما وفرت لي الكثير من التدريب والتوجيه لتحقيق التقدم والتفوق في مسيرتي المهنية.

IWD

ما لذي أتى بكِ إلى الإمارات كشريك في “كيرني”، وما هي مهامك الحالية في الشركة؟

 

بعد حصولي على درجة ماجستير في إدارة الأعمال من كلية “إنسياد” في سنغافورة عام 2007، أردت إضفاء الطابع العالمي على مسيرتي المهنية؛ لذلك لم أرغب في العودة إلى وطني، البرتغال، وقررت المجيء إلى الشرق الأوسط والذي كان أحد أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتي.

وبصفتي شريكًا، أعمل على فهم التحديات التي تواجه العملاء وأحاول إيجاد الحلول لها. إن مجال عملي متنوع للغاية، فأنا أركز على المعاملات والتحولات، وأعمل مع مختلف القطاعات والعملاء في كامل مراحل إنجاز الصفقة، باختصار، نحن نعمل مع عملائنا على استراتيجيات الاندماج والاستحواذ الخاصة بهم (عمليات الاستحواذ، والمقتطعات)، وتقييم الأهداف المحتملة (التجارية / التشغيلية من حيث الشراء والبيع) وأيضًا خلق قيمة لمرحلة ما بعد الاستحواذ (من خلال تكامل ما بعد الاندماج أو تحولات أخرى أكبر).

أستمتع بالتنوع في عملي الذي يشمل موضوعات وعملاء وفرق مختلفة، وأحب أن أتعلم أشياء جديدة مثل التعامل مع فئات متنوعة من العملاء والمواضيع والفرق، وكيف يمكن تحفيز وقيادة أنماط مختلفة من العمل. إنه تحدٍ، ولكن من الممتع أن تتعلم أشياء جديدة في كل مرة.

ومن ضمن الأشياء التي أحبها في عملي هو استكشاف إمكانيات قيادية جديدة بعيداً عن مشاريع العملاء، على سبيل المثال: أقود حاليًا الشبكة الاستشارية للمرأة في كيرني- الشرق الأوسط وأفريقيا؛ حيث أشارك بفعالية في الأنشطة التي تسلط الضوء على امكانيات النساء الأصغر سنًا وفرص وصولهن إلى مناصب عليا. إنه شعور إيجابي وملهم أن نشهد المرأة وهي ترتقي بمسيرتها المهنية حتى تصل إلى مناصب قيادية عليا، مما يعزز الثقة في قدرة المرأة على القيادة.

IWD

كيف تقيمي هذا التغيير الثقافي بالنسبة لك كمرأة، من حيث سهولة ممارسة الأعمال التجارية في هذه المنطقة؟

 

يوجد بعض التغييرات الثقافية، ولكنها ليست بالأهمية التي تمكنها من التأثير على طريقة عملنا. يمكنني القول بأن مشهد العمل هنا له خصوصية، ولا سيما مع هذا التنوع الغني في الثقافات في المنطقة.

يقدر عملاؤنا خبرتنا الطويلة ويثقون بالنصائح التي نقدمها لهم؛ نعمل معهم بشكل وثيق، وندرس أدق التفاصيل المتعلقة بالشركات والأسواق، نتشارك هذه المعلومات مع فريقنا؛ وبعد ذلك نقدم رؤيتنا استنادًا إلى دراستنا لسوق المنطقة والأسواق الأخرى. تتميز هذه المنطقة بطموحاتها وسرعة وتيرة التحول فيها؛ لذلك من الضروري عدم تقديم أفكار أو نصائح كانت قد نجحت في مناطق أخرى، بل على العكس نعمل معاً للتوصل إلى حلول إستراتيجية مخصصة تناسب مشاريع عملائنا.

برأيك، ما هي أنواع الدعم التي تحتاجها سيدات الأعمال في هذه المنطقة، وهل هي مختلفة أو مشابه لما هو سائد في الغرب، وكيف تدعمين في هذه المساعي؟

 

مع وجود حوالي 10٪ من النساء يشغلن مناصب قيادية عليا في الشركات حسب قائمة ” فورتشين 500″، فإن إمكانية حصول المرأة على أحد المناصب العليا في هذه المنطقة ليس كبيرًا، وقد لا يختلف كثيرًا عن أي مكان أخر في العالم. ومع ذلك، أظهرت دول مجلس التعاون الخليجي في السنوات الأخيرة التزامها بزيادة المشاركة الاقتصادية للمرأة، وتمكنت من إحراز تقدم ملحوظ في هذا المجال. ويجري العمل على وضع القوانين، وتكثر المبادرات التي تهدف إلى النهوض بالمرأة في كل من القطاعين العام والخاص؛ حيث بدأنا نلحظ النتائج الإيجابية للاستثمارات الكبيرة في مجال تعليم الإناث.

رغم ما حققه هذا التقدم من مكاسب كبيرة للمرأة والاقتصاد في المنطقة، إلا أنه قد جاء نتيجة بعض الجهود المتفرقة. ووفقًا لبحث أجراه المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي، لا تزال المرأة تمثل أقل من 20٪ من إجمالي القوى العاملة في الربع الأول من عام 2022 في دول المجلس؛ لذلك، فإن هذه الأرقام والنتائج ترسم المسار المستقبلي في المنطقة. ويمكن القول بأنه لا يوجد حل سحري لتمكين المرأة من تولي مناصب قيادية بين عشية وضحاها، بل على العكس فنحن بحاجة إلى تبني نُهج شاملة، ونحتاج إلى وجود شركاء ملتزمين.

أظهرت نتائج استطلاع حديث أجرته كيرني بأن 15٪ من النساء في الإمارات يرغبن في الوصول إلى مناصب إدارية عليا في المؤسسات التي يعملن بها. وكشفت 17٪ فقط من المشاركات بأن الشركات التي يعملن  بها تقدم لهن خطة واضحة في التطوير المهني لمساعدتهن في الوصول إلى مناصب قيادية عليا، في حين جاءت النتائج مختلفة بالمقارنة مع المشاركين من الرجال 21٪. كما أظهرت 20٪ من النساء المشاركات بأن لديهن مؤهلات النجاح في تولي مناصب قيادية مقارنةً بـ 24٪ من الرجال.

لهذا السبب نحتاج إلى تبني نُهج شاملة، فإن عدد المؤسسات التي تعمل على تحديد الأهداف ووضع السياسات لايزال متواضعاً وغير كافٍ لإحداث هذا النوع من التغيير. فمن المهم للغاية أن تمتلك الشركات نُهج متكاملة تدفع باتجاه التنوع والشمول، بما في ذلك البرامج المتخصصة كالدورات التدريبية المنتظمة لتنمية مهارات الموظفات، فضلاً عن تعزيز بيئة العمل لمساعدتهن على تطوير مسارهن المهني.

تواصل كيرني العمل بنشاط في مجالات التنوع والإنصاف والشمول، حيث عملت مع العديد من المنظمات غير الربحية في المنطقة التي تركز على التكافؤ بين الجنسين. وإذا أردنا تقييم أنفسنا، أستطيع القول، نعم، لقد حققنا تقدمًا جيدًا، لكننا   مصممون على القيام بما هو أفضل للتأكد من أننا نسير عل الطريق الصحيح. ولذلك، نعمل الآن على تنفيذ مجموعة من البرنامج الطموحة، ونمتلك الرؤية الواضحة لتحقيق أهدافنا من خلال التزامنا بعملية إدارية محددة وميزانية مخصصة.

IWD

ماذا يعني لك اليوم العالمي للمرأة على الصعيد الشخصي؟

 

اليوم العالمي للمرأة هو فرصة للاحتفال بالنجاحات التي تم إنجازها في مجالات تمكين المرأة. إنه يوم لتأكيد الالتزام برفع مستوى الوعي بأهمية التنوع والشمول والتصدي لتحديات عدم المساواة التي تواجهها النساء حول العالم. إنه يوم لتعزيز الحوار، والقيام بحملات من أجل إحداث التغيير الذي يُعزز مكانة المرأة في العمل والمجتمع.