واصلت أسعار النفط مسارها الهبوطي اليوم الاثنين، مما أدى إلى تفاقم الخسائر التي تكبدتها في الجلسة السابقة. ويعزى هذا الانخفاض إلى ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي وتزايد المخاوف في السوق بشأن التضخم الأعلى من المتوقع.
وبحلول الساعة 6:03 بتوقيت غرينتش، شهدت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا بنسبة 0.42 في المئة إلى 81.28 دولار للبرميل. وفي الوقت نفسه، شهدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي انخفاضًا بنسبة 0.51 في المئة إلى 76.10 دولارًا للبرميل.
ويأتي هذا الانخفاض في أسعار النفط في أعقاب خسائر الأسبوع الماضي عندما انخفض برنت بنحو 2 في المئة وتراجع خام غرب تكساس الوسيط أكثر من 3 في المئة.
قوة الدولار
ولعب ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي دورًا محوريًا في تراجع أسعار النفط، مما جعل النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى. وسلط المحللون الضوء على تراجع معنويات المخاطرة، خاصة بعد الارتفاع الأخير الذي قادته “إنفيديا”. وأرجعوا هذا التحول إلى التوقعات بارتفاع أسعار الفائدة لفترة طويلة في الولايات المتحدة، الأمر الذي عزز الدولار وشدد الضغوط على أسعار السلع الأساسية.
تتقلب أسعار النفط في نطاق 70 دولارًا إلى 90 دولارًا للبرميل منذ نوفمبر/تشرين الثاني، متأثرة بعوامل مثل ارتفاع العرض الأميركي والمخاوف بشأن الطلب الصيني على الرغم من تخفيضات العرض المستمرة من “أوبك+” وسط التوترات الجيوسياسية.
توقعات الأسعار
وأشار “غولدمان ساكس” إلى تأثير المخاطر الجيوسياسية على أسعار النفط بسبب التوترات في البحر الأحمر، مما أضاف دولارين للبرميل إلى أسعار خام برنت. وعلى الرغم من ذلك، رفع البنك توقعاته لأسعار النفط في ذروة الصيف من 85 دولارًا للبرميل إلى 87 دولارًا للبرميل بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قرار قطر بزيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال وسط الانخفاض الأخير في الأسعار العالمية يزيد من إمدادات الطاقة العالمية.
بالرغم من ذلك، يحتفظ بنك “غولدمان ساكس” بنظرة إيجابية لنمو الطلب على النفط للعام 2024، متوقعًا أن يرتفع بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا. ومع ذلك، فقد خفض توقعاته للصين بينما رفع توقعاته للولايات المتحدة والهند.
اقرأ أيضًا: أسعار الذهب تنخفض من أعلى مستوياتها وسط عدم اليقين حول قرار الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة
نظرة مستقبلية
وبالنظر إلى المستقبل، يتوقع المحللون انخفاضًا محتملًا في مخزونات النفط في الولايات المتحدة مع استئناف مصافي التكرير عملياتها بعد الصيانة، مما قد يدعم الأسعار. ومع ذلك، لا تزال السوق حذرة وسط حالة عدم اليقين المحيطة بالتضخم وأسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية وديناميكيات الطلب، والتي لا تزال جميعها تشكل تحركات أسعار النفط على المدى القريب.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الأسواق.