كان متوقعاً أن تشهد أسعار النفط ارتفاعاً بعد قرار تحالف “أوبك +” خفضاً كبيراً في الانتاج بمقدار مليوني برميل يومياً، هو الأول بهذا الحجم منذ العام 2020. كما لقيت الأسعار دعماً من تحذيرات موسكو بأنها لن تبيع الخام إلى أي دولة تتبنى فكرة فرض سقف على سعر الخام الروسي.
و ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتاً، أو 0.2 في المئة، إلى 93.59 دولاراً للبرميل. فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 22 سنتاً، أو 0.3 في المئة، إلى 87.98 دولاراً.
و أفادت المنظمة التي تضم 13 دولة وحلفاؤها العشرة بقيادة روسيا أنه جرى الاتفاق خلال اجتماعهم الحضوري الاول منذ 2020 في فيينا، على خفض في الانتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتباراً من نوفمبر/تشرين الثاني.
و رفع “غولدمان ساكس” توقعاته لأسعار النفط للربع الرابع بمقدار 10 دولارات إلى 110 دولارات للبرميل، عقب قرار “أوبك +”.
و قال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان بعد الاجتماع، إن أولوية “أوبك+” هي “الحفاظ على سوق نفط مستدام”. ولفت إلى ان “أوبك + ستبقى كقوة أساسية لاستقرار الاقتصاد العالمي، حجم حالة عدم اليقين التي نمر بها حالياً غير مسبوق. وأوضح أن “الخفض الفعلي للإنتاج سيكون ما بين مليون إلى 1.1 مليون برميل يومياً”، في إشارةٍ إلى أن بعض دول التحالف لا تُنتج على أرض الواقع بما يوازي حصتها المتفق عليها.
و قال وزير النفط الكويتي بالوكالة محمد الفارس إن قرار “أوبك+” ستكون له انعكاسات إيجابية على أسواق النفط. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن الفارس قوله “هذا القرار يجعلنا اليوم أمام مسؤولية كبيرة إزاء متابعة تطورات السوق من ناحية خفض الإنتاج في حالة زيادة المعروض أو زيادة كميات الإنتاج
عندما تكون هناك حاجة لمزيد من الإمدادات النفطية”.
و أعرب وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار عن الأمل في أن يسهم الاتفاق بتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية ودعم أسعار النفط الخام.
وانتقدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الاتفاق ووصفته بأنه “قصير النظر”.
و قال البيت الأبيض إنه سيستشير الكونغرس بخصوص مسارات إضافية لخفض سيطرة “أوبك+” على أسعار الطاقة، في إشارة واضحة إلى تشريع قد يعرض أعضاء المجموعة لدعاوى قضائية مرتبطة بمكافحة الاحتكار.
أما المتحدثة باسم البيت الابيض كارين جان بيار فقالت إن القرار “يشكل خطأ”، مضيفة “من الواضح أنه عبر قراره اليوم، فان أوبك+ يقف الى جانب روسيا”.
سقف لسعر نفط روسيا
قرار “أوبك +” جاء في وقت يبدو أن الاتحاد الأوروبي مستعد للموافقة على حد أقصى لسعر صادرات النفط الروسية هذا الأسبوع في إطار خطة منسقة مع دول مجموعة السبع تسعى لكبح عائدات موسكو النفطية دون كبح الإمدادات العالمية.
وقالت جمهورية التشيك – التي تتولى حاليًا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي – الأربعاء إن سفراء الدول الأعضاء في بروكسل وافقوا على حزمة جديدة من العقوبات تشمل الحد الأقصى للأسعار.
ومن المتوقع الموافقة النهائية في الأيام المقبلة، باستثناء أي اعتراضات في اللحظة الأخيرة من الدول الأعضاء.
لكن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الذي شارك في اجتماع “أوبك+”، رد قائلاً إن روسيا ربما تخفض إنتاج النفط لتعويض التأثيرات السلبية في حالة فرض الغرب سقفاً لسعر الخام.
وقال وزير الطاقة السعودي في هذا الاطار “لا نعلم كيف سيتم فرض سقف سعر النفط الروسي”.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة توتال إينرجي TotalEnergies باتريك بويانيه إن تحديد سقف لسعر النفط الروسي “فكرة سيئة” من شأنها أن تعزز سيطرة الرئيس الروسي.
أضاف خلال مؤتمر منتدى معلومات الطاقة Energy Intelligence Forum المنعقد في لندن: “أعتقد أنها فكرة سيئة لأنها طريقة ستعود بالنفع على (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين… ما أنا واثق به هو أننا إذا فعلنا ذلك، فسيقول بوتين: لن نبيع نفطنا. ولن يكون السعر 95 دولارًا، بل سيكون 150 دولارًا. هذا ليس شيئًا أرغب في أن أقدمه لفلاديمير بوتين”.
وتدعو خطة تحديد سقف للأسعار، التي وافقت عليها مجموعة السبع، الدول المشاركة إلى رفض خدمات التأمين والتمويل والسمسرة والملاحة وغيرها من الخدمات لشحنات النفط المسعرة فوق سقف أسعار لم يتم تحديده بعد على النفط الخام والمنتجات النفطية.