في ظل استمرار تداعيات جائحة كورونا على واقع الكثير من الشركات، تنشط عمليات الاندماج والاستحواذ بقوة في الكويت التي اكّدت وكالة “موديز” تصنيفها الائتماني السيادي عند المرتبة A1 مع بقاء النظرة المستقبلية مستقرة.
فمنذ يومين، وفي مؤشر على هذا المنحى، توقعت مجموعة شركة مشاريع الكويت القابضة (كيبكو) الكويتية، وهي مجموعة قابضة تركز على الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن تستكمل استحواذها على شركة “القرين” لصناعة الكيميائيات هذا العام. وهو ما حسّن وضع البورصة الكويتية التي عززت مكاسبها بنسبة 18 في المئة منذ بداية العام بعيد ارتفاع سهم “كيبكو” بنسبة 4.9 في المئة الأحد.
جاء ذلك بعد إعلان وكالة “ستاندرد آند بورز” للتصنيف الائتماني أن الشركة القابضة التي تعتبر نسبة الديون إلى القيمة السوقية لاستثماراتها مرتفعة، ستكافح لتحسين مركزها المالي إذا فشلت الصفقة،
“كيبكو” تواصل العمل على إنجاح الصفقة
وقالت نائبة رئيس أول لشؤون الاتصال وعلاقات المستثمرين للمجموعة، إيمان العوضي في بيان: “بالتوازي مع جهود الإدارة التنفيذية في شركة مشاريع الكويت (كيبكو) لتأمين التمويل اللازم للوفاء بالتزاماتنا والحفاظ على مكانتنا المالية، فإننا نواصل العمل على إنجاح صفقة الاندماج مع شركة القرين لصناعة الكيميائيات النفطية”.
وأوضحت أن صفقة الاندماج “تتقدم وفقاً للجدول الزمني مع سير عملية العناية الواجبة بشكل جيد، ونحن على ثقة من استكمال هذه الصفقة قبل نهاية العام”.
ويعقد مجلس إدارة الشركة الخميس في الثاني من يونيو/حزيران اجتماعاً للنظر في تقرير تقويم الأصول ورأي مستشار الاستثمار بشأن عملية الاندماج، بحيث تكون “مشاريع الكويت” الدامجة، و”القرين” هي المندمجة.
وتسيطر شركة مشاريع الكويت بالفعل على حوالي 29.5 في المئة من رأسمال شركة “القرين”. وبلغ إجمالي أصول “القرين” 780 مليون دينار كويتي (حوالي 2.6 ملياري دولار) بنهاية عام 2021 مقابل أقل من 375 مليون دولار في شكل قروض.
وكانت “كيبكو” أعلنت في وقت سابق هذا الشهر أنها حققت 3.12 ملايين دينار (10.2 ملايين دولار) ربحاً صافياً خلال الربع الأول من العام 2022 مقارنة مع خسارة قدرها 8.44 ملايين دينار قبل عام. هذا اتحول يعود إلى “النتائج الإيجابية لشركات المجموعة في قطاعات المصارف والتأمين والعقارات والبتروكيميائيات”، وفق بيان المجوعة.
وفي مارس/آذار 2022، وقّعت “كيبكو” و”القرين” اتفاقية لتقييم دمج محتمل بين الشركتين، من شأنه أن يؤدي إلى إنشاء كيان جديد بقيمة سوقية مُجمّعة تبلغ حوالي 2.7 ملياري دولار. ستؤدي صفقة الاندماج، وفق العوضي، إلى إنشاء كيان أكبر وأقوى بمحفظة أصول متنوعة، كما أنها ستعزز الوضع الائتماني لشركة مشاريع الكويت”.
“ستاندرد آند بورز” تضع “كيبكو” تحت المراقبة
وضعت “ستاندرد آند بورز” شركة مشاريع الكويت تحت المراقبة الائتمانية مع وجود مؤشرات سلبية، وقالت إنه “في غياب اندماج ناجح، لا نعتقد أن شركة مشاريع الكويت ستكون قادرة على تحسين ميزانيتها العمومية والسيولة والرافعة المالية العالية بشكل كبير مع الحفاظ على أداء مالي يتناسب مع ملفها الائتماني الحالي”.
وحافظت “ستاندرد آند بورز” على تصنيف شركة مشاريع الكويت عند درجة -BB “مع وضعه تحت مراقبة التصنيف السلبية بانتظار استكمال صفقة الاندماج مع شركة “القرين”.
وبحسب الوكالة، فإن “كيبكو” “وعلى الرغم من طرح حقوق كبير في عام 2021 ، لم تتمكن من تقليل رافعتها المالية، وتدهور رصيدها النقدي بشكل حاد لأنه كان عليها ضخ رأس مال إضافي في بعض الاستثمارات الرئيسية.
وسلطت الوكالة الضوء على التزام شركة المشاريع باتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان الحصول على التمويل اللازم لسداد الديون المتوجبة على الشركة والتي تستحق خلال الفترة الممتدة بين 12 إلى 18 شهراً. وقالت “مع مراعاة اكتمال عملية الدم ، نعتقد أن خصائص المحفظة الإجمالية لشركة مشاريع الكويت ستتحسن في غضون 12-18 شهراً المقبلة، لأنها ستمتلك محفظة أقل تركيزاً نسبيًا مع تعرضها لقطاعات متعددة. بعد الاندماج المحتمل، سيكون لدى شركة مشاريع الكويت محفظة أكثر تنوعًا وميزانية عمومية أكبر، مما سيساعد الشركة على معالجة مشكلات الأداء المستمرة في بعض أصولها الرئيسية مثل شركة OSN للتلفزيون في الشرق الأوسط وشركة United Gulf Holding ، التي لها وزن نسبي.”
وأشارت “ستاندرد آند بورز” إلى أن صفقة الاندماج المتوقعة مع شركة “القرين” هي بمثابة “حدث مفصلي للغاية، ومن المحتمل أن يحدّ من المزيد من التآكل في الوضع الائتماني لدى كيبكو في حالة الانتهاء بنجاح”.
توقعات باندماجات مقبلة
ومن المتوقع أن تشهد السوق الكويتية صفقات اندماج أو استحواذ في ما تبقى من العام، حيث تتطلع شركات تعمل في قطاعات مختلفة إلى تحسين وضعها المالي وتعزيز جدارتها الائتمانية.
وكان المركز المالي الكويتي أشار في تقرير نشره الشهر الماضي إلى أن السوق المحلية شهدت إتمام 33 صفقة خلال العام الماضي، أي بنمو بلغ 38 في المئة عن مستوى العام الذي سبق وبنسبة انخفاض بواقع 13 في المئة قياساً بالعام 2019.
وأشار التقرير حينها إلى أن أكبر 5 صفقات اندماج واستحواذ من حيث القيمة المعلنة التي تمت في 2021 تجاوزت المليار دولار.