Share

السعودية تكشف عن الخط الأول والخط السعودي في خطوة لتكريم التراث الثقافي

نشأ الخط العربي في الجزيرة العربية، التي تُعتبر مهد الحضارات الإنسانية العريقة وموطن الخطوط والنقوش التاريخية
السعودية تكشف عن الخط الأول والخط السعودي في خطوة لتكريم التراث الثقافي
تظهر في التوجهات التصميمية للخط الأول روح الخط المستلهمة من النقوش القديمة في الجزيرة العربية خلال القرن الأول الهجري.

كشفت وزارة الثقافة السعودية عن إطلاق الخط الأول والخط السعودي، اللذين يُعبران عن الهوية الثقافية للمملكة. وقد استندت الوزارة في تطويرهما وترقيمهما إلى المصادر الأصيلة في الثقافة العربية، المتمثلة في النقوش والمصاحف، مصممةً إياهما بفرادة تعكس جماليات الخطوط العربية، التي تُعدّ المملكة حاضنةً تاريخية لها.

تكريم الإرث الثقافي

وأشار الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، إلى أن إطلاق الخط الأول والخط السعودي يعدّ تكريمًا للإرث الثقافي والفني الغني الذي تزخر به المملكة. وقال سموه: “يُشكّل كل من هذين الخطين جسرًا يصل بين الماضي والحاضر من خلال دمج العناصر التقليدية مع مبادئ التصميم المعاصرة. ويجمع هذا المزيج المتناغم بين تكريم إرث المملكة وإلهام روح الابتكار”.

تصميمات تعكس التاريخ

تظهر في التوجهات التصميمية للخط الأول روح الخط المستلهمة من النقوش القديمة في الجزيرة العربية خلال القرن الأول الهجري، حيث تم الاهتمام بوضوح الخط والعناصر الجمالية بشكل دقيق. استند تصميم الخط إلى النمط اليابس، مع محاكاة الرسم الأصلي في النقوش. أما الخط السعودي، فقد استُلهم من هوية وثقافة المملكة، مع الأخذ بعين الاعتبار القواعد الكتابية والأصول الفنية المستخدمة في الخط الأول، وتطبيقها بشكل معاصر يُعبر عن ما حققته المملكة من نهضة ثقافية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

اقرأ أيضاً: السعودية: 160 ألف سجل تجاري جديد بزيادة 67 في المئة خلال 3 أشهر

دعم الخبراء والمبادرات

شارك في تنفيذ الخط الأول والخط السعودي مجموعة من الخبراء المحليين والدوليين ضمن فريق الباحثين المسهمين بالمشروع، بدعم من الهيئة السعودية للملكية الفكرية، ودارة الملك عبدالعزيز، ومبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي. وتم تنفيذ المشروع وفق منهجية علمية محكمة مكونة من خمس مراحل، تضمّنت أدوارًا بحثية متعددة شملت البحث والتحليل من خلال الزيارات الميدانية، واستخلاص وتحليل النصوص، وتطوير النماذج الأولية، وإعادة رسم الخط، وتكوين القواعد الكتابية، وتطوير القواعد الجمالية والنسب للحروف. إضافةً إلى تطوير التطبيقات وأساليب الخط، ثم المراجعة والتقييم النهائي، ليخرج المشروع بمجموعة من المخرجات من أبرزها تطوير الخط العربي بهويته الأولى، وترقيمه عبر تطبيقات الخط المؤصل، ورسم هذا الخط، ووضع قواعد فنية وجمالية له، مع وضع أبجدية فنية تعليمية لأصول الخط وقواعده البسيطة ورقمنته، وتوفيره بناءً على أفضل الممارسات.

تاريخ الخط العربي

نشأ الخط العربي في الجزيرة العربية، التي تُعتبر مهد الحضارات الإنسانية العريقة وموطن الخطوط والنقوش التاريخية. وقد شهد الخط مراحل متعددة من التطور، متأثرًا بالأوضاع الثقافية والسياسية في المنطقة العربية، وازدادت انتشاره مع انتقال العرب خلال فترة التوسع الإسلامي، حيث اتخذ أشكالًا وأساليب متنوعة في الكتابة. وهذا ما دفع وزارة الثقافة إلى العمل على إطلاق نوعين جديدين من الخطوط، هما الخط الأول والخط السعودي، ليعكسا العمق التاريخي للمملكة العربية السعودية، التي تُعدّ مهد الحضارات الإنسانية العريقة وموطنًا لمجموعة متنوعة من الخطوط والنقوش، مثل المسند والنبطي والثمودي وغيرها.

تعزيز الهوية الثقافية

يأتي إطلاق وزارة الثقافة للخط الأول والخط السعودي من منطلق إيمانها بأهمية الخط العربي ودوره في تشكيل الهوية الثقافية الوطنية، بوصفه الوعاء الفني الإبداعي الذي احتوى الثقافة العربية عبر تاريخها الطويل. حيث يسعى المشروع إلى تعزيز حضور الخطوط العربية بهويتها الأولى في التطبيقات المعاصرة، تحقيقًا لمستهدفات الإستراتيجية الثقافية الوطنية، ومستهدفات رؤية السعودية 2030 في جوانبها الثقافية، خصوصًا ما يتعلق بالعناية باللغة العربية وتنمية الإسهام السعودي في الثقافة والفنون.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار المنوعات. 

مواضيع ذات صلة: