هل تُخطط لانشاء شركتك الخاصة بعيدًا عن الوظيفة المملّة ومديرك الذي يفرض الآراء عليك، ولكنك غير متأكد بعد من القطاع الذي تريد خوض غماره؟
كما تعلم طرأ التطوّر على معظم القطاعات إن لم نقل جميعها، ولكن نتيجة تقدم التكنولوجيا الحديثة ظهرت مؤخرًّا قطاعات جديدة لا تزال في بدايات نشأتها.
وبالتالي يمكن الاستفادة من هذه النقطة لخوض غمارها وإنشاء شركتك الخاصة من خلالها وجذب الاستثمارات.
في هذا الموضوع سنعرض لك بعض التفاصيل عن القطاعات التي تعدّ اليوم من الانجح والأكثر تطورًا وجذبًا للاستثمارات، ولكن قبل ذلك لنلقي نظرة بالارقام على وضع الشركات الناشئة في المنطقة.
تمويل واستثمارات
حصدت الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على 297 مليون دولار أمريكي استثمارات في 29 صفقة في أبريل/ نيسان 2022.
وقد بلغ إجمالي مبالغ التمويل ما بين شهري يناير/ كانون الثاني وأبريل/ نيسان من عام 2022 ما يزيد على مليار دولار بحسب تقرير صادر عن ومضة.
يأتي ذلك بالتزامن مع حصد الشركات السعودية الناشئة في الشهر الماضي الحصة الأكبر من التمويل بعد حصولها على 195 مليون دولار، فيما حلّت الإمارات في المركز الثاني بـ61.5 مليون دولار.
ولوحظ أن المستثمرين في السعودية هم الأكثر نشاطًا في المنطقة بعد مشاركتهم في 13 صفقة، تلاهم المستثمرون في الإمارات بـ 10 صفقات.
دبي عاصمة عالمية
وقد عززت دبي مكانتها كعاصمة عالمية تقنية للشركات الناشئة باستحواذها حتى ديسمبر/ كانون الاول 2021 على 39 في المئة من الشركات الناشئة أي 229 شركة.
واستقطبت حوالي 57 في المئة من إجمالي التمويل الذي حصلت عليه تلك الشركات أي 5.2 مليارات دولار.
القطاعات الأنسب
نأتي الآن الى أكثر 5 قطاعات يُفضّل أن تشارك الشركات الناشئة فيها:
1- التكنولوجيا المالية أو Fintech
بعدما سهّلت التكنولوجيا المالية أو الـ Fintech معظم الاعمال وأخذت دور المصارف التقليدية في مكانٍ ما، بات يعتبر هذا القطاع الأعلى من حيث عدد الصفقات والاستثمارات.
وبحسب رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي تجاوز حجم الخدمات الرقمية على مستوى العالم 8 تريليونات دولار في 2021، مع تقديرات أن يتجاوز هذا الحجم 10 تريليونات دولار بحلول 2027.
كما من المتوقع أن يسجل القطاع في المنطقة رقمًا قياسياً بقيمته يصل إلى 3.45 مليارات دولار في 2026.
واستطاعت الشركات الناشئة العاملة في هذا القطاع في المنطقة الحصول على تمويل بقيمة 9.8 مليون دولار في أبريل/نيسان 2022.
2- التجارة الإلكترونية
زادت كورونا من اعتماد الشعوب لاسيما في الشرق الاوسط وأفريقيا على مواقع التجارة الالكترونية، مما أدى الى نموّها وتطوّر خدماتها.
وفي هذا السياق، احتل قطاع التجارة الإلكترونية المرتبة الثانية بـ 11 شركة على لائحة فوربس لـ ” أكثر 50 شركة ناشئة تمويلًا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2021″.
وقد ساهمت الشركات الناشئة العاملة في هذا القطاع بنسبة 85 في المئة من إجمالي قيمة التمويل الشهر الماضي.
وبالتالي خيار إنشاء شركة في هذا القطاع يعدّ قرارًا ممتازًا مع الحديث عن نمو مستمر.
3- الذكاء الاصطناعي
قد لا نبالغ عندما نقول أن الذكاء الاصطناعي بات يتحكم بحياتنا على كافة الاصعدة.
وعلى سبيل المثال، تطمح الإمارات إلى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100 في المئة بحلول عام 2031.
ومن المتوقع أن تبلغ عائدات هذا القطاع على الدولة نحو 300 مليار درهم، بحلول عام 2031، لتشكل 13.6 في المئة من الناتج المحلي.
ووفقاً لمؤسسة “جارتنر” العالمية، من المتوقع أن تصل عائدات برامج الذكاء الاصطناعي العالمية إلى 62.5 مليار دولار عام 2022، بزيادة قدرها 21.3 في المئة عن 2021.
هذه الارقام تبشّر بمستقبل مزدهر للقطاع، وبالتالي من الحكمة التوجه نحو هذا السوق بما أن توقعات نموّه كبيرة خصوصًا مع اعتماد أبرز الدول عليه.
4- الأمن السيبراني
لا شك أن موضوع الامن السيبراني بات همّ جميع الشركات حتى الدول خوفًا من تعرّض بياناتها الدقيقة للقرصنة.
وتشير شركة المؤسسة الدولية للحواسيب “أي بي أم” إلى ارتفاع متوسط تكلفة اختراق البيانات من 3.86 مليون دولار أمريكي إلى 4.24 مليون دولار أمريكي خلال العام الماضي.
كما تتطلع 71 في المئة و 70 في المئة من الشركات السعودية والإماراتية على التوالي إلى استبدال مجموعات أدوات الأمن السيبراني وحماية البيانات المعقدة بوحدة تحكم واحدة موحدة.
لذلك، فإن إنشاء شركة تعنى بهذا القطاع بات مربحًا ومطلوبًا أكثر في العالم اليوم.
5- الميتافيرس
وصلنا الى الاهم، فقد اخترق الميتافيرس عالم الانسان، وبات حاضرًا بقوة في أسواق الاعمال، ما دفع معظم الشركات العالمية الى خوض غمار هذا القطاع لاسيما في الخليج.
وفي حين تعتبر شركات التكنولوجيا الكبرى أن عالم “الميتافيرس” هو المستقبل الحتمي للإنترنت، من المتوقع أن تبلغ قيمة هذا العالم 800 مليار دولار بحلول عام 2024.
إذًا، فإن دخول هذا العالم من خلال انشاء شركة متخصصة في هذا المجال يعتبر استثمارًا جيّدًا ومربحًا في المستقبل القريب.