باختيارها لاستضافة معرض إكسبو 2030″، تكون المملكة العربية السعودية قد صُنفت وجهة أساسية للأحداث الكبرى في العالم.
فمن المتوقع أن يحط رحال كأس العالم لكرة القدم 2034 بالسعودية في ظل ترشحها منفردة، كما ستستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 بمنتجع جبلي في “مدينة نيوم”، وهي عبارة عن مشروع تطوير عقاري جديد تماماً بميزانية 500 مليار دولار في شمال غرب المملكة.
وقد أظهرت نتائج التصويت التي قام بها المكتب الدولي للمعارض، ومقره باريس، خلال اجتماع جمعيته العمومية الـ173 أظهرت انتصاراً دبلوماسياً كبيراً لدولة خليجية في استضافة حدث دولي مهم، بعد الإمارات التي كانت استضافت “إكسبو دبي” الذي تأخر بسبب الوباء، وقطر التي استضافت هي الأخرى بطولة كأس العالم لكرة القدم العام الماضي.
اقرأ أيضاً: بميزانية 7.8 مليار دولار.. السعودية تفوز باستضافة إكسبو 2030 في الرياض
وكانت العاصمة السعودية الرياض تنافست مع مدينتي بوسان في كوريا الجنوبية وروما في إيطاليا على استضافة المعرض العالمي الذي يقام كل خمس سنوات ويجذب ملايين الزوار واستثمارات بمليارات الدولارات.
وقالت الحكومة إنها تخطط لإنفاق 7.8 مليار دولار لتنظيم المعرض إذا قُبل ملف التنظيم السعودي، الذي حمل عنوان “عصر التغيير: معاً من أجل غد مستنير”.
وانتزعت الرياض 119 صوتا من 182 عضوا في المكتب الدولي للمعارض بينما حصلت بوسان على 29 وروما على 17. وتعيّن على السعودية الحصول على ثلثي الأصوات للفوز من الجولة الأولى.
والفوز بالاستضافة هو تتويج لبرنامج “رؤية 2030” الطموح الذي يستهدف تقليص اعتماد الاقتصاد على النفط ويشرف عليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي قال إن هذا الفوز “يمثّل تتويجاً لمستهدفات وخطط رؤية المملكة 2030؛ حيث يعد المعرض فرصة رائعة نشارك العالم خلالها الدروس المستفادة من رحلة التحول غير المسبوقة”.
وأعلن وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان آل سعود “أن المملكة العربية السعودية ستقدم نسخة استثنائية لـ إكسبو 2030“.
وتابع “أن السعودية ستركز على أهداف التنمية المستدامة خلال استضافتها إكسبو 2030“.
وأضاف وزير الخارجية السعودي “عملنا على الكثير من المبادرات وسنكرس جهودنا من أجل التعاون الدولي ونرحب بكم في الرياض“.
وأوضح ان “ولي العهد قاد بشكل شخصي ملف استضافة الرياض للمعرض وفوز الرياض باستضافة المعرض يعكس ثقة العالم بالمملكة“.
من جهته، أعلن الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض دميتري كيركنتزيس أن “السعودية فازت بمعرض إكسبو 2030 بشكل حاسم” مهنئا الرياض بـ”فوزها الساحق”.
وقال خلال مؤتمر صحافي بعد التصويت “سيكون هذا المعرض حافزا لتحول” المملكة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عالم الاجتماع باتريك لو غالي، وهو مدير بحوث في المعهد الوطني للبحث العلمي في فرنسا وفي كلية سيانس بو، أن هذه المعارض العالمية التي تُعدّ “آلة لدفع النمو وتعزيز النفوذ” تسمح بتحقيق “صورة سياسية” دولية.
ويعتبر لو غالي أن ترشيح السعودية أن المعرض سيكون لديها “الأكثر استدامة” و”أول معرض يلتزم حيادًا كربونيًا”.
ما انعكاسات فوز الرياض اقتصادياً؟
لا شك أن هناك آثاراً إيجايبة متعددة جراء فوز الرياض باستضافة إكسبو 2030، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- تعزيز مكانة السعودية عالمياً كمركز عالمي للابتكار والتعاون والتنمية المستدامة.
- جذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة، خاصة في قطاعات البنية التحتية والتقنيات الحديثة.
- توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للمواطنين السعوديين.
- تعزيز السياحة، حيث سيجذب الزوار من مختلف دول العالم.
- إبراز مشاريع الرياض العملاقة المزمع اطلاقها قبل الحدث.
- سيوفر العديد من الفرص للشركات السعودية، للمشاركة في المعرض وعرض منتجاتها وخدماتها للجمهور العالمي.
القطاعات المستفيدة
أكثر القطاعات المستفيدة من الحدث هي: السياحة حيث يجذب معرض إكسبو الدولي ملايين الزوار من مختلف دول العالم، مما يساهم في تعزيز السياحة في الدولة المستضيفة. بالاضافة إلى قطاع البنية التحتية حيث يتطلب إقامة معرض إكسبو الدولي تطوير البنية التحتية في الدولة المستضيفة، مما يوفر فرصًا استثمارية كبيرة في هذا القطاع. كما يوفر المعرض فرصًا للشركات المحلية والدولية لعرض منتجاتها وخدماتها للجمهور العالمي، ما يعزز قطاع الصناعة. ويوفر المعرض ايضا فرصاً عديدة لقطاع الخدمات، مثل النقل والإتصالات والضيافة والرعاية الصحية.
ويتوقع أن يتجاوز الزوار اكثر من 25 مليون زائر ويستمر معرض إكسبو 2030 الرياض 6 أشهر، من 1 أكتوبر/تشرين الأول 2030 إلى 31 مارس/آذار 2031.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من المواضيع الاقتصادية.