قدّم رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول التزامًا صارمًا اليوم الجمعة بوقف التضخم، محذرًا من أنه يتوقع أن يواصل المصرف المركزي رفع أسعار الفائدة بطريقة ستسبب “بعض الألم” للاقتصاد الاميركي.
في خطابه السنوي الذي طال انتظاره بشأن السياسة في جاكسون هول بولاية وايومنغ، أكد باول أن الاحتياطي الفدرالي “سيستخدم أدواته بقوة” لمهاجمة التضخم الذي لا يزال يقترب من أعلى مستوياته منذ أكثر من 40 عامًا.
حتى مع سلسلة من أربع زيادات متتالية في أسعار الفائدة بلغ مجموعها 2.25 نقطة مئوية (225 نقطة أساس)، قال باول إنه “لا مكان للتوقف” رغم أن المعدلات المرجعية ربما تكون حول نطاقق لا يعتبر محفزاً أو مقيدا للنمو.
وقال باول في تصريحات معدة مسبقا، وموجزة بشكل غير عادي: “في حين أن أسعار الفائدة المرتفعة، والنمو البطيء، وظروف سوق العمل الضعيفة ستؤدي إلى انخفاض التضخم، إلا أنها ستسبب بعض الألم للأسر والشركات. هذه هي التكاليف المؤسفة لخفض التضخم. لكن الفشل في استعادة استقرار الأسعار سيعني ألمًا أكبر بكثير”.
وتأتي هذه التصريحات وسط دلائل على أن التضخم قد يكون بلغ ذروته، ولكن لا تظهر أي علامات انخفاض ملحوظة.
ومع ذلك، قال باول إن المصرف المركزي سيواصل المضي قدمًا إلى أن ينخفض التضخم بالقرب من هدفه بعيد المدى البالغ 2 في المئة.
اضاف: “نحن ننقل موقف سياستنا بشكل هادف إلى مستوى يكون مقيدًا بدرجة كافية لإعادة التضخم إلى 2 في المئة”.
وبالنظر إلى المستقبل، قال رئيس المصرف المركزي الأميركي إن “استعادة استقرار الأسعار من المرجح أن تتطلب الحفاظ على موقف سياسي مقيد لبعض الوقت. السجل التاريخي يحذر بشدة من سياسة التخفيف قبل الأوان “.
وقد قدم باول خطابه بالإشارة إلى أن “ملاحظاتي ستكون قصيرة جداً، ورسالتي مباشرة”. وقال: “استقرار الأسعار هو مسؤولية مجلس الاحتياطي الفدرالي وهو بمثابة حجر الأساس لاقتصادنا”. “بدون استقرار الأسعار ، لا يعمل الاقتصاد لأي شخص.”
وكان جيمس بولارد من فرع الاحتياطي الفدرالي في سانت لويس بولاية ميزوري، وهو من الصقور المتشدّدين، توقع الخميس أن تصل معدلات الفائدة إلى 4 في المئة بحلول نهاية السنة، على ما صرح لشبكة “سي إن بي سي” التلفزيونية.
وأكدت رئيسة الاحتياطي الفدرالي في كنساس سيتي إستر جورج التي تستضيف مؤتمر جاكسون هول والعضو في اللجنة النقدية، متحدثة لشبكة “سي إن بي سي” أنه “ما زال هناك المزيد من العمل المطلوب” وأنه يتعين تسجيل “ثلاثة أشهر من التباطؤ على الأقل” لرؤية “منحى مقنع” لانخفاض الأسعار.