تضم مجموعة شوبا العقارية (Sobha Group) أكثر من 130 مليون قدم مربع من المشاريع المكتملة، وهي واحدة من أبرز التكتلات العقارية في المنطقة. أسسها رجل الأعمال الهندي من أصول عمانية “بي إن سي مينون” (PNC Menon). فما بدأ كشركة ديكور داخلي تطور ليصبح مزودًا رائدًا لتجارب المعيشة الفاخرة للعملاء المميزين.
في هذه المقابلة الحصرية مع “إيكونومي ميدل إيست”، يلقي مينون نظرة على مسيرة المجموعة، معرّجاً على الإنجازات والتحديات والاستراتيجيات التي ساعدت شوبا على تخطي حدود المألوف، وترك بصمة راسخة والبقاء على رأس المعادلة في سوق بتسم بتنافسية شديدة.
إيكونومي ميدل إيست: ما هي في نظرك أهم الإنجازات التي حققتها مجموعة شوبا منذ تأسيسها؟
بي إن سي مينون: منذ تأسيسها في العام 1976، حققت مجموعة شوبا إنجازات مهمة تمثل إرثًا طويل الأمد في السوق. تشكل هذه المعايير رموز رؤيتنا الاستراتيجية والتفاني الثابت للجودة. يعدّ إنجازنا للمشاريع وتسليمنا لها بوقت سريع وأسلوب مميز أحد أعظم إنجازاتنا.
لقد ميزنا أنفسنا في القطاع من خلال التسليم السريع والفعال للمشاريع. علاوة على ذلك، أعدنا باستمرار تعريف مفهوم المعيشة الفاخرة مع التزامنا الثابت بالجودة. لم يحظ هذا التفاني في الجودة بالثناء فحسب، بل أدى أيضًا إلى تطوير وخلق مجتمع جديد ينظر بتقدير لمستويات المعيشة الفاخرة.
ومن الجوانب الأخرى الجديرة بالملاحظة في مسيرتنا هو توسعنا الناجح في الأسواق الدولية. يؤكد حضورنا العالمي الواسع النطاق على قدرتنا على التكيف مع الأسواق والبيئات المتنوعة مع الحفاظ على مبادئنا الأساسية. بشكل عام، هذه المعالم ليست مجرد إنجازات، ولكنها أيضًا انعكاس للروحية التي تطبع مجموعة شوبا والتزامها الدائم بالتميز.
إيكونومي ميدل إيست: ما هي أعظم التحديات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟ وما هي الدروس المستقاةمن هذه التجارب؟
بي إن سي مينون: مثل أي شركة، واجهت مجموعة شوبا نصيبها من العقبات الهائلة في مشهد الأعمال المتغير باستمرار، حيث أن التحديات جزء لا مفر منه من الرحلة. وعلى الرغم من صعوبتها، فقد علمتنا هذه التحديات أيضًا دروسًا قيمة ساعدت في تشكيل قدرتنا على الصمود وكفاءتنا الاستراتيجية.
إن التعامل مع تقلبات السوق غير المتوقعة والشكوك الاقتصادية هي بلا شك بعض التحديات الرئيسة التي واجهتنا في هذا القطاع.
لقد اعتمدت مجموعة “شوبا” باستمرار على مزيج من المرونة واتخاذ القرارات الاستراتيجية لمواجهة هذه التحديات. وحتى في مواجهة تقلبات السوق، حافظنا على التزام ثابت بتحقيق التميز في جميع المشاريع. وقد عزز هذا الالتزام مكانتنا في السوق وغرس الثقة في شركائنا. علاوة على ذلك، فإن قدرتنا على التكيف مع الظروف المتغيرة، واتخاذ قرارات مستنيرة والبقاء في الطليعة جميعها كان لها دور حاسم في نجاحنا المستدام.
إيكونومي ميدل إيست: يتسم القطاع الذي تعملون فيه بتنافسية شديدة للغاية. ما هي استراتيجياتكم للبقاء في الطليعة؟ وما هي رؤيتك حول الاتجاه المستقبلي للقطاع؟
بي إن سي مينون: إن البقاء في الطليعة في ظل هذه البيئة التنافسية الشديدة يتطلب اتباع نهج استراتيجي يتجاوز المعايير التقليدية. يمكن أن يعزى نجاحنا على المدى الطويل إلى تفانينا في دفع حدود الابتكار والتصميم. يعدّ إنشاء نموذج تشغيلي يغلّب البراعة المتميزة والتركيز على العملاء والفهم العميق لاتجاهات السوق عنصرًا أساسيًا في نهجنا. يتعدى هذا النهج الذي يركز على العملاء كونهمجرد استراتيجية، إلى مبدأ توجيهي يضمن استمرارنا على المدى الطويل في سوق شديدة التنافسية.
يكمن جوهر عملياتنا في التكامل التكنولوجي، الذي يشمل مجموعة واسعة من الأدوات والحلول مثل أنظمة إدارة المشاريع المتقدمة وتقنيات المنزل الذكي. من خلال دمج هذه الابتكارات، فإننا لا نعزز كفاءة خدماتنا فحسب، بل يجعلنا أيضاً رواداً في القطاع فيما يتعلق بتنفيذ أحدث الحلول. والأهم من ذلك، تلعب الاستدامة دورًا محوريًا في تشكيل استراتيجيتنا المستقبلية. وإدراكا للأهمية المتزايدة للمسؤولية البيئية، فإننا ننشط في دمج الممارسات المستدامة في مشاريعنا، مع إعطاء الأولوية لاعتماد نهج صديقة للبيئة.
إيكونومي ميدل إيست: ما هي أبرز الاتجاهات التي تتوقع ظهورها في مشهد الأعمال بشكل عام وقطاع العقارات خصوصًا؟
بي إن سي مينون: يمر مشهد الأعمال، لا سيما في قطاع العقارات، بتحول سريع بسبب ظروف السوق الديناميكية وطلبات المستهلكين المتطورة. أدى هذا التحول إلى ظهور العديد من الاتجاهات الناشئة التي لا تؤثر على القطاع فحسب، بل تشكل أيضًا مسارها المستقبلي.
أحد الاتجاهات البارزة التي تعيد تشكيل قطاع العقارات بشكل أساسي هو التحول الرقمي. تستفيد الصناعة من الأدوات الرقمية لتعزيز تجارب العملاء وتبسيط العمليات، بدءًا من جولات الملكية الافتراضية إلى المعاملات عبر الإنترنت. وبالتالي، من الأهمية بمكان أن تعتمد الشركات نهجًا مدفوعًا بالتكنولوجيا.
وهناك اتجاه آخر جدير بالملاحظة يؤثر على سوق العقارات وهو التنمية المستدامة. مع زيادة التركيز على الوعي البيئي، هناك اهتمام متزايد لإنشاء مساحات صديقة للبيئة وفعالة من حيث استهلاك الطاقة.
في السياق الإقليمي، يتبنى القطاع مفهوم المدن الذكية. تتضمن هذه المدن أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، بهدف تحسين الظروف المعيشية الحضرية. في مجموعة شوبا، نراقب عن كثب اتجاهات السوق هذه ونعتبرها مكونات متكاملة لاستراتيجيتنا. يعدّ الحفاظ على نهج استباقي والتكيف مع هذه الاتجاهات أمرًا بالغ الأهمية للبقاء في صدارة التطورات الصناعية بينما نمضي قدمًا.
إيكونومي ميدل إيست: كيف يمكن لمجموعة شوبا وقطاع العقارات بشكل عام المساهمة في تحقيق مستقبل أكثر استدامة؟
بي إن سي مينون: كقادة في هذه الصناعة، لدينا التزام بدعم الاستدامة باعتبارها أيديولوجية وليس اتجاها عابرا.
بصفتنا رواد في هذا القطاع، فإننا نتحمل مسؤولية تبني الاستدامة كأيديولوجية بدلاً من اتجاه عابر. في “شوبا”، نحن ملتزمون بأن نكون قدوة من خلال تبني ممارسات البناء المستدامة التي تعطي الأولوية لرفاهية البيئة. تتمثل إحدى الطرق التي نثبت بها هذا الالتزام في استخدام المواد الصديقة للبيئة وتنفيذ مبادئ التصميم الموفرة للطاقة في مشروعاتنا البنائية. من خلال الالتزام بمعايير البناء الأخضر، فإننا نقلل من بصمتنا البيئية ونضع معيارًا للتنمية المسؤولة.
بالإضافة إلى ذلك، ندرك أهمية استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية للحد من الأثر البيئي لمشاريعنا. من خلال دمج هذه التقنيات في مشاريعنا، فإننا لا نلبي الطلب المتزايد على الحياة المستدامة فحسب، بل نسهم أيضًا في إنشاء شبكة طاقة أكثر نظافة.
ومن خلال إدخال هذه الممارسات المستدامة في مشاريعنا وتعزيز الاستدامة داخل القطاع، فإننا لا نلبي احتياجات الجيل الحالي فحسب، بل نترك أيضًا إرثًا من التطوير العقاري المسؤول والتفكير المستقبلي للأجيال القادمة.
اقرأ أيضاً: دبي تحافظ على مكانتها في الصدارة إقليمياً وعالمياً على مؤشر قوة المدن العالمي 2023
نبذة عن “بي إن سي مينون”
(Puthan Naduvakkatt Chenthamaraksha)، المعروف ببساطة باسم “بي إن سي مينون”، هو ملياردير عماني هندي المولد وزعيم صاحب رؤية. قدِم إلى عمان في العام 1976 ليشارك في تأسيس شركة للديكور الداخلي، والتي تطورت منذ ذلك الحين لتصبح تكتلاً عقارياً بارزاً. في الوقت الحالي، يشغل مينون منصب رئيس مجلس الإدارة الفخري لمجموعة شوبا، بينما يتولى ابنه رافي منصب رئيس مجلس الإدارة.
يتضمن إرث مينون إنشاء تصميمات داخلية مميزة مثل مسجد السلطان قابوس الأكبر وقصر البستان.
كما أكسبه تفانيه الثابت في الجودة والاعتماد على الذات العديد من الجوائز العالمية، بما في ذلك “جائزة الطاووس الذهبي للإنجاز مدى الحياة لريادة الأعمال” و”جائزة الإنجاز مدى الحياة” ضمن جوائز (NDTV Property Awards). كما تم تكريمه أيضًا بـ (Pravasi Bharatiya Samman Puraskar) في العام 2009 من قبل رئيسة الهند آنذاك، السيدة براتيبها باتيل.
بالإضافة إلى ذلك، يشغل “بي إن سي مينون” منصب عضو في المجلس الاستشاري لرئيس الوزراء للهنود في الخارج.
انقر هنا للاطلاع على المزيد عن العقارات.
