من المتوقع أن يشهد قطاع الضيافة في منطقة الشرق الأوسط حراكاً كبيراً مع وصول أكثر من 100 مليون سائح وافد، ومساهمته بإيرادات تبلغ أكثر من 270 مليار دولار خلال العام 2022، لتصل هذه الأرقام – وربما تتجاوز – معدلات ما قبل الوباء، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة “نايت فرانك” المتخصصة بالاستشارات العقارية، ومؤسسة «إس تي آر» المتخصصة في الأبحاث والاستشارات الفندقية، عن البيانات الرئيسية للاستثمار في قطاع الضيافة في منطقة الشرق الأوسط.
ويأتي ذلك قبيل انعقاد فعاليات مؤتمر “مستقبل الضيافة” التي ستقام خلال الفترة ما بين 19 و21 سبتمبر/أيلول الجاري في مدينة جميرا بدبي.
وتشير البيانات الصادرة عن شركة “نايت فرانك” إلى تعزز المؤشرات الإيجابية لقطاع السياحة والضيافة في منطقة الشرق الأوسط وأهدافه المتمثلة باستقطاب أكثر من 160 مليون سائح بحلول العام 2030، نتيجة المشاريع الضخمة والطموحة التي تشهدها المنطقة والتي ستوفر المزيد من الوجهات السياحية المذهلة، وتعزز جاذبية قطاع السياحة والسفر بشكل كبير.
وبهذه المناسبة، قال تراب سليم، الشريك ورئيس قسم الضيافة والسياحة والترفيه لدى “نايت فرانك” في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “يشهد قطاع السياحة والضيافة في المنطقة تحولات كبيرة وهامة، مع وجود أكثر من 600 ألف غرفة فندقية قيد الانشاء والتطوير حالياً. لا شك أن هذه التطورات الاستثنائية وغير المسبوقة في الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم، ستغير من شكل صناعة السياحة في المنطقة خلال السنوات القادمة، وستساهم في تعزيز مكانة المنطقة كواحدة من أبرز وجهات السياحة والضيافة على مستوى العالم”.
وفي ظل وجود 65 ألف غرفة فندقية قيد الإنشاء والتطوير حالياً في دبي، فمن المتوقع أن تصل مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 15 في المئة بحلول العام 2030، في معدل هو الأعلى في المنطقة ومن بين الأعلى على مستوى العالم مقارنة بالمتوسط الدولي البالغ 9 في المئة.
وأشارت البيانات الصادرة عن شركة «إس تي آر» إلى أن منطقة الشرق الأوسط كانت في مقدمة المناطق التي شهدت تعافي وانتعاش أداء القطاع الفندقي خلال فترة الوباء، وتوقعت أن يتواصل هذا الزخم خلال عام 2022 وما بعده.
وفي معرض حديثه عن إمارة دبي التي ستستضيف فعاليات مؤتمر مستقبل الضيافة، قال فيليب وولر، المدير الأول لمؤسسة “إس تي آر” في الشرق الأوسط وإفريقيا: “تشهد دبي عاماً استثنائياً من حيث إيرادات الغرف المتوفرة في الفنادق منذ بداية العام حتى شهر يوليو/تموز حيث سجلت ارتفاعاً بنسبة بلغت 23 في المئة مقارنة بالعام 2019. لقد شهدت معظم الوجهات في المنطقة تعافي مستويات الطلب وتجاوزها في كثير من الحالات مستويات ما قبل الجائحة، وهناك اهتمام كبير من قبل المستثمرين، الأمر الذي يتجسد في أعداد الفنادق التي يتم إنشاؤها حالياً. كما أسهم نجاح معرض إكسبو 2020 في دبي، والاهتمام الكبير بالتطورات التي تشهدها المملكة العربية السعودية ورؤيتها التحويلية لعام 2030، في تعزيز آفاق الاستثمار ودعم المشاريع الفندقية المرتقبة في المنطقة. ومع قرب اكتمال المراحل الأولى لأحد المشاريع الضخمة والإعلان عن مشاريع جديدة، باتت المملكة العربية السعودية تعتبر الآن من بين أسرع دول العالم نمواً في مجال تطوير الفنادق”.
وتوقعت “نايت فرانك” أن تبلغ قيمة سوق السياحة والضيافة في قطر 54 مليارات دولار أمريكي بحلول العام 2030، وأكد تراب سليم أن استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم يمثل فرصة رائعة لتطوير قطاع السياحة في قطر، والانتقال به على مستويات وآفاق جديدة، وقال: “خصصت قطر 45 مليارات دولار أمريكي لتطوير قطاع السياحة والسفر بحلول العام 2030. يوجد حالياً أكثر من 56 ألف غرفة فندقية قيد الإنشاء والتطوير مع علامات تجارية دولية بقيمة تبلغ 7 مليارات دولار أمريكي، فيما يمثل 62 في المئة من إجمالي الغرف الفندقية التي يتم تطويرها حالياً”.
ومع المشاريع الفندقية الطموحة التي تشهدها المملكة العربية السعودية والتي سيتم استكمالها بحلول عام 2030 بقيمة إجمالية تبلغ 110 مليار دولار أمريكي، بالإضافة إلى 310 آلاف غرفة فندقية قيد التطوير حالياً، فإن المملكة تتمتع بأحد أكثر الأهداف السياحية طموحاً في المنطقة يتمثل في استقطاب 100 مليون زائر بحلول عام 2030.