أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس منذ بضعة أيام أن جدري القرود يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، وتم تأكيد أكثر من 18 ألف حالة في جميع أنحاء العالم وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وفي حين أن أكثر من 17 ألف و800 حالة من تلك الحالات تم رصدها في “البلدان التي لم يجرِ بها تاريخياً اكتشاف أي حالة من هذا المرض”، قال الدكتور مايكل فيليبس ، كبير علماء الأوبئة في جامعة “نيويورك لانجون هيلث”، إنه لا داعي للقلق في أوساط المسافرين.
ولكن هل هناك حاجة إلى فرض قيود على السفر؟ وهل يجب أن يقلق المسافرون من جدري القردة؟
وكان أصدر مركز السيطرة على الأمراض في أواخر مايو/أيار الماضي، إشعارًا صحياً من المستوى 2 متعلقاً بالسفر، حثّ من خلاله المسافرين “ممارسة احتياطات معززة”، ناصحاً إياهم باتباع خطوات وقائية تشمل تنظيف الأيدي باستمرار وتجنب لمس الوجه. في المقابل، قال المركز إن المرض يشكل خطراً ضئيلاً على عامة الناس.
وقالت خبيرة جدري القرود في منظمة الصحة العالمية الدكتورة روزاموند لويس خلال مشاركتها في مؤتمر حديث في الأمم المتحدة بجنيف: “نعتقد في الوقت الحالي، أنه يمكن إيقاف تفشي مرض جدري القرود من خلال اتباع الاستراتيجيات الملائمة”.
ورداً على سؤال حول الخطوات التي يجب اتباعها أثناء السفر، قالت لويس إن لدى منظمة الصحة العالمية بعض التوصيات فيما يتعلق بعزل المصابين في بعض الحالات التي يُشتبه بالتقاطها المرض.
وأضافت: “نقترح أن يتجنب السفر كل من تتأكد إصابته أو يُشتبه بإصابته بفيروس جدري القرود، أو تظهر عليه الأمارات والأعراض التي تتشابه مع الأعراض المصاحبة للمرض”.
وأوضحت لويس: “بعبارة أخرى، نوصي حالياً بعزل جميع الحالات التي يشتبه بإصابتها بفيروس جدري القردة، طوال مدة العدوى“، مشيرة إلى أن استمرار الطفح الجلدي وتقشّرات البشرة تعني أن الحالة لا تزال معدية.
“فضلاً عن ذلك، يوصى بأن تتم مراقبة درجة حرارة المخالطين للحالات المصابة لمدة تسعة أيام، مع تجنب السفر طيلة هذه الفترة”.
في السياق نفسه، لم تضع أي دولة في العالم حتى الساعة، قيوداً مباشرة على حركة النقل والسفر بسبب فيروس جدري القرود، فيما تبقى التدابير الاحترازية والإجراءات المفروضة محصورة فقط بجائحة “كوفيد-19”.
وحتى الآن، بدأت بلجيكا بتطبيق الحجر الصحي الإجباري لمدة 21 يومًا على كلّ من يصاب بجدري القرود. كذلك، طالبت خدمات الصحة المحلية في هولندا الأشخاص الذين خالطوا أحد المصابين بالحجر الصحي لمدة 3 أسابيع.