في نوفمبر/تشرين الثاني، حظيت بِفرصة المشاركة في النسخة الأحدث من “منتدى المواطن العالمي” الذي ناقش ثيمة “التحول البشري”. على مدار يومين كاملين، في رأس الخيمة التي كستها أشعة الشمس الذهبية، توافد 400 شخص من جميع مناحي الحياة للمشاركة في ورش عمل وحلقات نقاش متنوعة. وكان من بين الضيوف دبلوماسيون ورجال أعمال ومشاهير وعلماء. سُعدتُ بالتحدث إلى كارولين شوفوليه، المديرة الفنية والرئيسة المشاركة لـ”شوبارد”، الدار السويسري الذي ينضح أناقة وفخامة. ورثت كارولين شوفيليه وشقيقها كارل فريدريش الشركة من والديهما كارل وكارين شوفيليه، اللذين قاما بالاستحواذ عليها مرة أخرى في العام 1963.
تمّ الاعتماد على كارولين شوفيليه لتوسيع نطاق الأعمال العائلية وتحويلها إلى دار للمجوهرات الراقية. يُشهد أيضاً لشوفيليه إعادتها في أواخر التسعينيات تصميم جائزة السعفة الذهبية المرموقة لمهرجان “كان” السينمائي. وظلّت “شوبارد” الشريك الرسمي للحدث الفني البارز على مدى أكثر من 25 عاماً.
بالإضافة إلى مسيرتها المهنية الناجحة على نحو استثنائي، نشطت كارولين لوقت طويل في مجال الأعمال الخيرية. في الحوار التالي محاولة للتبحّر أكثر في مفهوم المواطنة العالمية والتعرّف لأبرز القضايا التي تعلن شوفيليه دعمها لها ومناصرتها.
ما هي أبرز القضايا التي انخرطتِّ بها عبر الزمن؟
بالرغم من أننا لا نملك جمعيتنا الخيرية الخاصة، إلا أننا ندعم العديد من أصحاب المؤسسات المتنوعة، الذين أعتبرهم أصدقاء مقرّبين. أقصد هنا شخصيات من أمثال خوسيه كاريراس، الذي يملك مؤسسة ضخمة تُعنى بمرضى سرطان الدم. وبالمناسبة، إن والدي منخرط إلى حدّ كبير أيضاً في أعمال ونشاطات هذه الجمعية. أنا أيضاً داعمة لِمؤسسة “إلتون جون” لمكافحة الإيدز. أعتقد أن إلتون أحدث فرقاً كبيراً على مستوى العالم بأسره، ليس فقط من خلال موسيقاه، ولكن أيضاً من خلال محاضراته وخطاباته. نأمل أن نشهد قريباً على اختراع نوع من اللقاحات القادرة على الوقاية حقًا من الإيدز وعلاجه.
تربطني كذلك صداقة وطيدة بـ”بيترا نيمكوفا” التي ترأس مؤسسة “أول هاندز أون”. تعمل نيمكوفا على بناء مدارس حول العالم، ولا سيّما في البلاد التي شهدت على كوارث طبيعية. إنها تقوم بعمل رائع بمساعدة فريق صغير جداً. لقد كنت في إحدى مدارسنا في نيبال، وأقول مدرستنا لأنها تعني الكثير لنا جميعاً. إنه لأمرٌ رائع أن نرى كل هؤلاء الأطفال سعداء للغاية، لامتلاكهم فرصة ارتياد المدرسة. التعليم قادر على منحهم مستقبل مشرق.
لدينا مثال رائع في منطقة الشرق الأوسط مع سمو الشيخة موزا بنت ناصر، التي قامت بعمل رائع بفضل جهود مؤسّستها الخاصة التي تحمل اسم “التعليم فوق الجميع”. لقد أسهمت الشيخة موزة في التحاق ما يزيد عن عشرة ملايين طفل بالمدرسة. إنه لإنجازٌ ضخم حقاً. إنها محقة في قولها “بدون تعليم، لن ننجح في تغيير الكوكب”.
ما هي بعض الأسباب الرئيسية التي شاركت فيها على مرّ الزمن؟
في حين أننا لا نملك جمعيتنا الخيرية ، فإننا نساعد العديد من المؤسسات المختلفة ، التي أود أن أعتبرها أصدقاء. نحن نتحدث عن أشخاص مثل خوسيه كاريراس ، الذي لديه مؤسسة كبيرة جدًا تركز على اللوكيميا ، ووالدي متورط جدًا في ذلك. أنا أدعم مؤسسة إلتون جون لمكافحة الإيدز. أعتقد أن Elton أحدث فرقًا كبيرًا في العالم بأسره ، ليس فقط من خلال موسيقاه ولكن أيضًا من خلال محادثاته وتواصله. نأمل قريبًا أن تكون هناك بعض الأخبار الجيدة جدًا حول نوع من اللقاح الذي سيمنع حقًا الإيدز ويشفيه.
أنا أيضًا صديقة مقرّبة جدًا لبيترا نومكوفا مع مؤسستها “All Hands On.” إنها تبني مدارس في جميع أنحاء العالم ، لا سيما في الأماكن التي تعرضت لكوارث طبيعية ، وتقوم بعمل رائع مع فريق صغير جدًا. لقد زرت إحدى مدارسنا في نيبال ، وأقول مدرستنا لأنها تعني الكثير لنا جميعًا. إنه لأمر رائع أن نرى كل هؤلاء الأطفال سعداء للغاية ، ولديهم فرصة الذهاب إلى المدرسة. التعليم يمنحهم مستقبلًا مشرقًا.
لدينا مثال رائع في الشرق الأوسط مع سمو الشيخة موزا بنت ناصر ، التي قامت بعمل رائع مع مؤسستها ، “التعليم فوق الجميع”. لقد وضعت أكثر من 10 ملايين طفل في المدرسة. هذا إنجاز ضخم. إنها محقة في قولها “بدون تعليم ، لن نغير الكوكب”.
ما رأيك بتوزيع الثروات حول العالم؟ كيف يؤثر ذلك على البلدان المختلفة وَيعيقها من إحراز تقدم؟
أعتقد، لسوء الحظ، أن الأمر يتعلق غالباً بالجهات المسؤولة عن إدارة البلاد، لأنه في كثير من الأحيان تتلكأ الحكومات عن تأدية واجباتها كما يجب. أرى أن إدارة الدول تتشابه كثيراً مع الإدارة المؤسسية. يجب أن تُدار على نحو سليم وفق مخطط واضح وتوزيع عادل للثروات. إن ذلك لأمرٌ مهمّ للغاية.
ما هي رسالتك لقرّاء “إيكونومي ميدل إيست”؟
يتوجّب علينا احترام كوكبنا، وأن نتعامل مع الدول المجاورة بعناية فائقة، كذلك مع كل من تضعهم الحياة في طريقنا، ذلك أن جميعنا بشر، والجميع أبناء هذه المسكونة. كما أعتقد أنه علينا أن نتعامل بتواضع أكبر وعلى نحو أقلّ جوعاً للسّلطة. عندئذٍ، ربّما، نشرع في جعل الأمور في هذا العالم تسير بشكل أفضل.
يجب علينا أيضًا التفكير في أنفسنا كمواطنين عالميين. عندما تكون مواطنين عالميين وَنعتنق القيم الدولية، سنكون أكثر انفتاحاً. إنه لأمرٌ بديع أن نقابل شخصيات من بلدان عدّة، وأن نحظى بفرصة اكتشاف ثقافاتهم والتعلم منها .