ارتفعت أسعار النفط في ظل الاضطرابات المستمرة والتوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر. زادت العقود الآجلة لخام برنت 0.2 في المئة إلى 78.42 دولارًا للبرميل اليوم الاثنين، بعد زيادة 1.1 في المئة يوم الجمعة. وفي الوقت نفسه، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.1 في المئة إلى 72.73 دولارًا للبرميل بعد أن زاد نحو واحد في المئة في الجلسة السابقة. وفي الأسبوع الماضي، ارتفع كلا الخامين القياسيين أكثر من 2 في المئة، ليصلا إلى أعلى مستوياتهما هذا العام.
المشهد الجيوسياسي
وسط التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر، يعتقد المحللون أن هناك مخاطر على العرض في سوق النفط نظرًا للتصعيد في البحر الأحمر. لكنهم أكدوا أنه لم يكن هناك أي تأثير فوري على إمدادات النفط حتى الآن. لكن بعد التصعيد، اختار العديد من أصحاب السفن وشركات الشحن تجنب البحر الأحمر واختاروا تغيير مساراتهم. يظل التجار يقظين تحسبًا للتصعيدات المحتملة في المنطقة ويقومون بتقييم تأثيرها على الشحنات في مضيق هرمز الحيوي، وهو ممر النفط الرئيسي في العالم.
من ناحية أخرى، أشار محللو “غولدمان ساكس” إلى أن المخاطر الحالية في أسعار النفط تبدو متواضعة في ضوء التقلب الضمني للخيارات. وقدروا أن أسعار النفط سترتفع بنسبة 20 في المئة في الشهر الأول من تعطل مضيق هرمز. علاوة على ذلك، فإنها قد تتضاعف مؤقتًا في حالة انقطاع ممتد ولكن أقل احتمالًا.
اقرأ أيضًا: أسعار الذهب ارتفعت بأكثر من 2,030 دولارًا وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية
التحديات الداخلية
بالإضافة إلى الضغوط الخارجية، أدت التحديات الداخلية في ليبيا إلى زيادة تعقيد ديناميكيات سوق النفط العالمية وأسعاره. فهددت الاحتجاجات ضد الفساد بإغلاق منشأتين للنفط والغاز. يأتي ذلك عقب إغلاق حقل الشرارة في 7 يناير/كانون الثاني الحالي الذي ينتج 300 ألف برميل يوميًا.
أما في الولايات المتحدة، استعدت شركات الطاقة والغاز الطبيعي للبرد الشديد خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتزامن الطلب القياسي المتوقع على الغاز مع انقطاع الإمدادات بسبب تجميد الآبار. ولمعالجة هذا النقص، أصدرت شبكة الكهرباء في تكساس نداءً تحث فيه على إرشاد الطاقة.
وبينما يتصارع العالم مع التوترات الجيوسياسية والتحديات الداخلية، تظل سوق النفط على حافة الهاوية. ويراقب التجار وخبراء السوق التطورات في الشرق الأوسط عن كثب. بينما يتعاملون في الوقت نفسه مع التحديات المحلية التي يمكن أن تؤثر على مشهد الطاقة العالمي. من المرجح أن تكون الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد مسار أسعار النفط وسط هذه الخلفية الجيوسياسية والاقتصادية المعقدة.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الأسواق.
